أكد أستاذ الطبيعة البحرية بالمعهد القومى لعلوم البحار بالأسكندرية الدكتور إبراهيم معيزة أن العالم يقبل على تغيرات كونية طبيعية خلال الأعوام المقبلة ، متوقعا أن الخريطة الجغرافية للعالم ستشهد بعض التغيرات الجوهرية أهمها انقلاب بعض البحار الصغيرة إلى محيطات إضافة إلى تغير أشكال وأماكن اليابسة على سطح الكرة الأرضية. وأوضح معيزة اليوم الاثنين - فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط - أن من بين تلك التغيرات الجغرافية للكرة الأرضية تحرك قارة أفريقيا من مكانها مما ينتج عنه ظهور بعض التضاريس الجديدة واندثار آخرى ، لافتا إلى أن تلك الظاهرة تعد من الظواهر الطبيعية التى تحدث فى العالم عبر العصور المتباينة وتختلف سرعة حدوثها وقوتها حسب التحركات الباطنية للكرة الأرضية. وأشار إلى أن بوادر وعلامات ذلك التغير تظهر فى وقتنا الحالى .. حيث يتسع البحر الأحمر بمصر كل عام بنحو 3ر0 مليمتر وتختلف نسبة اتساعه باختلاف التغيرات والتحركات الأرضية ، مؤكدا أنه سيتحول إلى محيط مع مرور الزمن .. حيث يصنفه العلماء بأنه محيط فى شبابه أى فى بداية نموه. وأكد معيزة أن مصر تبتعد عن السعودية كل عام بنفس نسبة اتساع البحر الأحمر سنويا ، مضيفا أن الساحل الشمالى للقارة الأفريقية يقترب من جنوب قارة أوروبا بنسبة أقل سنويا. وفى سياق متصل ، عزا أستاذ الطبيعة البشرية الدكتور إبراهيم معيزة الكوارث التى شهدتها جنوب مصر فى الشهر الماضى نتيجة السيول إلى التدخل البشرى غير المدروس .. مؤكدا أنه يعد بمثابة درس قاسى لكل من يحاول أن يتحدى الظواهر الطبيعية. وأكد أن ظاهرة السيول ظاهرة طبيعية يشهدها جنوب مصر كل عام فى نفس الوقت .. حيث يستشعر الإنسان الكوارث الطبيعية إذا رأى أثاره السلبية وأضراره عليها ، موضحا أن بناء بعض الإنشاءات فى مجرى السيول كان سببا فى الشعور به. وأشار إلى أن تلك المناطق تشهد سيولا كل عام تختلف قوتها وشدتها من عام إلى أخر ، مؤكدا أن جنوب مصر يستقبل كل سبع سنوات سيلا عارما نتيجة اقتراب الجبال من السحب مما يؤدى إلى هطول الأمطار بشكل كبير. ودعا معيزة إلى ضرورة حدوث تزاوج بين العلوم الطبيعية وهندسة الإنشاءات نظرا لأن التدخل البشرى غير المدروس فى الطبيعة تنتج عنه كوارث يصعب علاجها ، مستشهدا بالإنشاء الهندسى غير المدروس فى رشيد الذى نتج عنه استقرار فنار رشيد بعيدا عن الساحل بثلاثة أمتار.