شكك عدد من أساتذة الجامعة والمعهد القومى لعلوم البحار والمصايد والمجلس الشعبى المحلى فى مصداقية التقرير الصادر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار فى مجلس الوزراء– الذى نشرته «إسكندرية اليوم» فى صدر صفحتها أمس الأول- بشأن تعرض المدينة لتأثيرات التغير المناخى، التى تتضمن فقدان حوالى 11 كيلو متراً، وتهجير ما يقرب من 252 ألف شخص، وضياع 32 ألف وظيفة، مع نهاية العام الجارى 2010، مؤكدين أن ما ورد فى التقرير بهذا الخصوص كلام «غير صحيح» و«غير منطقى». قال الدكتور محمد الراعى، عضو اللجنة الوطنية للتغيرات المناخية الأستاذ بجامعة الاسكندرية، إن الحديث عن وجود تغير مناخى تتأثر به الإسكندرية العام الجارى غير صحيح على الإطلاق، «لأن العملية– بحسب تعبيره– لا تأتى فجأة بهذا الشكل الذى ورد فى تقرير مجلس الوزراء»، مشيراً إلى أن ارتفاع مستوى سطح البحر يأتى بصورة تدريجية، ولا يصح أن يكون خلال عام أو عامين أو 10 أعوام مثلا. وأوضح الراعى ل«إسكندرية اليوم» أن التأثيرات المناخية تأتى تدريجيا، مثل أى مشكلات طبيعية أو بيئية أخرى، وتكون مستترة إلى حين ظهورها، بحيث عندما تظهر يكون من الصعب التحكم فيها والتصدى لها، مثل مشكلات القمامة والتلوث، مشيراً إلى أن تأثيرات تغير المناخ لن تحدث قبل 15 عاما على الأقل، «ومن المنطقى أن هناك مناطق فى شرق الإسكندرية وجنوب خليج أبوقير سوف تتأثر بهذه التغيرات بلا شك، خاصة أنها مناطق منخفضة وتحت مستوى سطح البحر». وتابع الراعى: «إذا ارتفع مستوى سطح البحر وغطى حاجز وسور محمد على فى خليج أبوقير تتسرب المياه المالحة وتتغلغل فى التربة فى المناطق المنخفضة وبالتالى تتلف الزراعات وتتغير الأنشطة والأنظمة وتتأثر الصحة العامة بالمياه المالحة، لكن هذا لن يحدث فى يوم وليلة». وقالت المهندسة نادية قويدر، رئيس لجنة حماية البيئة فى المجلس الشعبى المحلى للمحافظة، إن ما يثار كل فترة عن غرق الإسكندرية والدلتا غير منطقى، وعار تماما من الصحة، «والهدف منه ترويع وتخويف المواطنين»، مشيرة إلى أنها عقدت اجتماعا طارئا فى اللجنة، ودعت إليه خبراء وأكاديميين من جامعة الإسكندرية وخبراء المعهد القومى لعلوم البحار وخبراء فى البيئة، وأكدوا أن هذا الكلام غير صحيح ولن يحدث فجأة، بالإضافة إلى أنه يؤثر بالسلب على الحركة السياحية للمدينة. من جهته قال الدكتور إبراهيم معيزة، أستاذ الطبيعة البحرية فى المعهد القومى لعلوم البحار والمصايد فى الإسكندرية، إن الحديث عن غرق الإسكندرية غير صحيح ولا يخلو من كونه «سبوبة» فقط، مشيراً إلى أن التغيرات المناخية عملية موسمية، وأن هناك دورة تتكرر كل 11 عاماً، والنشاط الشمسى يتكرر مرة كل 11 عاماً أيضاً، وهذا معروف طبقا للدراسات الخاصة بالنشاط الشمسى.