أحمد عفيفي يكتب: لو كنت يوم أنساك .. ايه افتكر تاني! أحمد عفيفي سنة وشهرين ولم يأت حق الشهيد أحمد بسيوني .. كان حلم والده الوحيد أن يرى من قتلوه على حبل المشنقة .. لكنه رأى النقيض تماما .. براءة.. مفيش حتى 5 سنين .. طيب تلاتة وقولوا قتل خطأ .. طيب سنة مع إيقاف التنفيذ .. لأ .. براءة .. ويمكن يطالب المتهم نفسه بتعويض للإساءة إلى سمعته .. لم يتحمّل الرجل الكبير هذا الهزل القذر، فلحق بابنه ، تاركا الدنيا بكل العفانة اللي فيها لمن يرضى بهذا العفن ويتآلف معه ويعيش فيه. كله براءة .. حتى أمين الشرطة الذي أخذ إعدام في أول حكم لامؤاخذة " شخر لهم " .. ولامؤاخذة كمان مرة " ودرّع لهم " .. ولامؤاخذة مرة تالتة قالهم " ... " .. هو انا لوحدي اللي قتلت .. ولا يعني كنت قتلت من نفسي وبقراري.. ماهو لا الكل ينطس إعدام .. لا الكل يطلع براءة. لأ .. ولا تزعل نفسك يا حبة عين أمك .. براءة طبعا .. إشمعنى انت صحيح .. يعني الكبار ولاد هوانم وانت ابن البطة السودا .. كلكم " ولاد مرة وسخة " .. بس برضه براءة .. ماانتم كنتم بتدافعوا عن البلد وعن النظام .. ثم يعني هو مين اللي مات ؟ .. بسيوني ومصطفى ومحمد واحمد وجمال ومرتضى وعلي وحسن وسعيد وخليل ومنى واميرة ومينا ومايكل .. و.... و... يا عم ارتاحوا وريّحونا .. " وش وقلق " وحرية وعدالة وكرامة وكلام فارغ معرفش جابوه منين ولا سمعوه فين .. فاكرين نفسهم في بلد محترم.. بس أخدوا بومبة .. ماتوا وسابوا البلد وسخة باللي فيها .. لأ ولسه التقيل ورا .. وجي .. حتة حتة عشان الناس متتخضش ولا تُفاجأ .. إذا كان اللي قتل براءة .. يبقى اللي قال اقتل نعمل فيه إيه ؟ .. نعتذر له طبعا ونبوس جزمته .. ده مهما كان .. راجل قيمة وسيما وكان له كلمته وسلطانه.. بس واحدة واحدة .. كأن صاحبك مثلا أمه ماتت وهوم ميعرفش ، فبدل ماتقولها في وشه طس كده ، قل له الست والدتك تعبانة وتعالى شوفها .. وفي الطريق مهّد له : احنا وديناها المستشفى وربنا يستر .. ويا دوبك قبل ما توصلوا البيت قل له : والله انا مش عارف الناس عايشة في البلد دي إزاى .. ده الموت رحمة وراحة... بس خلاص متقلش حاجة تاني .. الخبر وصل له حتة حتة والصدمة خفت إلى حد بعيد. أمس كان يوم الشهيد .. والعسكري أو الضابط اللي مات ع الحدود أو في المعركة ، وهو بيدافع عن تراب بلده ، جزمته " فوق راسنا " .. لكن برضه اللي مات عشان حال البلد يتعدل ويطيح بنظام قذر وشوية حرامية ولاد كلب .. جزمته " فوق راسكم " .. ولو مش عاجبكم ضفر رجله بألف واحد مِن مَن يريد ان يتجاهله ويخصص يوم الشهداء فقط لعساكر وضباط الجيش .. لا يا روح امك ، ويا روح خالتك وعمتك .. ده زي ده .. بل ربما أفضل منه .. فالعسكري مات ومعه سلاح يدافع به ، أما التاني ، فمات وفي يده علم بلاده .. ومصر في قلبه وعقله وتسكن كل حناياه .. لا كان معاه بندقية ولا مسدس صغير .. فقط كان معه أوجاع سنين وقضية ويقين بأن الساكت عن الحق شيطان أخرس.. وأن الرجولة الحقيقية هى القدرة على اتخاذ موقف .. وعشان البلد تنظف لازم تطيح بكل الوسخين.. وعشان الزرعة تطلع لازم تسقي الأرض بالعرق والدم. نسيوك يا بسيوني ويا مينا دانيال ويا محمد وفريد ومعتز ومصطفى .. نسيوكي يا سالي ويا جورجيت ويا فاطمة وعزيزة .. اتنين قتلوا ضابط جيش أخذوا إعدام .. و100 قتلوا ألفين واخذوا براءة .. ويقولك أصل الورق غير كاف ولا يدين أحدا.. " ... أم" الورق .. وملعون أبوه إبن كلب .. واللي يقول غير كده ملعون أبوه هو كمان. سامحوني في تجاوزي اللفظي .. فخلاص البرج الوحيد اللي فاضل في راسي طار وأنا أرى مهازل تحدث في أرض المحروسة .. ومجلس الشعب الإخواني أبو دقون سلفية مش بيبص غير لنفسه .. نسيوا الشهيد اللي لولاه كانوا في السجن ، وكان كرسي البرلمان أبعد من شنبهم .. نسيوا الرجالة والشباب والبنات الورد اللي ضحى بدمه عشان يشربوا هما الحاجة الساقعة .. تطرّي على قلبهم في الصيف ، وقهوة وكابتشينو تدفّيهم في الشتا .. بس عايزين يعلقوا المشنقة للعليمي عشان " الحمار " .. ويطاطو ويبوسوا الجزم عشان يحكموا البلد ويفضلوا قاعدين .. شهيد إيه ونيلة إيه .. بلا " خوتة " دماغ .. ما هو مات خلاص ، والحي أبقى م الميت .. مش كفاية انه حيخش الجنة التي بينا وبينها 50 ألف سنة مما تعدون .. خلينا في اللي احنا فيه .. ما حنا عارفين الفولة .. " بُقين وبنقولهم " .. قال الله وقال الرسول .. على رأى الشيخ حسان بتاع الهامر . . وعن أبي هريرة وفي صحيح البخاري وبحق جلال الله وحبيبي وسيدي أشرف الخلق أجمعين .. الجيش بتاعنا هو الحائط الأخير الذي بقي .. وكفاية كسرنا نفس الشرطة.. ومش عايزين نهد الجيش .. ده لولاه كنا رحنا كلنا في ابو نكلة .. يا ناس يا غجر ياللي مالكمش غير الضرب بالبيادة. سمعت أم خالد سعيد مع عبد الرحمن يوسف " الراجل بحق".. تقول له : والله صعبانين عليا .. فيسألها عبد الرحمن : الشهداء؟ .. فترد : لأ .. اللي قتلوهم ، واللي حكموا ببراءتهم .. الدنيا واخداهم يا ابني .. مش عارفين ان العمر مهما طال ، فالموت جي جي .. ومش عارفه لمّا يقفوا قدام ربنا حيقولوله إيه ؟ .. دول غلابة يا ابني .. الجهل عامي عينهم، والآخرة مش في دماغهم.. وبيقولوا في نفسهم : لكل حدث حديث .. وساعتها يحلّها الحلال.. وحياة خالد ابني صعبانين عليا .. حسابهم عند ربنا كبير ... " ذلك اليوم الحق .. فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا .. إنا انذرناكم عذابا قريبا .. يوم ينظر المرء إلى ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا". يااااه يا عبد الرحمن يا ابني .. سيبهم يعملوا اللي عايزين يعملوه .. خلّيهم يظلموا اكتر ويفتروا اكتر.. خلينا ناخد حسناتهم وياخدوا هما سيئاتنا .. مش قتلوا ولادنا وأخدوا براءة ؟ .. مش نسيوا دم الشهيد ؟ حيروحوا من ربنا فين؟ ده النفس يا ابني بيخرج ومحدش يضمن يدخل تاني .. ربك كبير يا عبد الرحمن وكله عنده - سبحانه - في كوم .. ودم الشهيد في كوم تاني .. ربنا يهديهم .. غلابة وجهلة.. مش عارفين إيه اللي مستنيهم .. بلاوي سودا بعيد عنك وعن السامعين.