بين الاعتراض على الفتوى وحرية الرأي!    من قال (لا) في وجه من قالوا (نعم)؟!    الأسهم الأمريكية تفقد مكاسبها الصباحية في ختام التعاملات    بوتين يفجر مفاجأة: معاهدة الشراكة بين روسيا وإيران لا تتضمن تعاونًا عسكريًا    حرب إسرائيل وإيران.. إقليم في خطر وكيان من خوف    إعلام لبناني: غارة إسرائيلية على جنوبي لبنان أسفرت عن اغتيال عنصر من حزب الله وإصابة آخر    ريبييرو: مواجهة بالميراس صعبة.. وسنبذل قصارى جهدنا لتحقيق الفوز    ايقاف مباراة "باتشوكا المكسيكي وسالزبورج النمساوي" لسوء الأحوال الجوية    حمدي فتحي: نسعى لتحقيق نتيجة إيجابية أمام بالميراس لإسعاد الجماهير    قلت له أتركها لوسام أبو علي.. زيزو يكشف كواليس خلافه مع تريزيجيه على ركلة جزاء لقاء إنتر ميامي    محافظ دمياط يعتمد نتيجة الفصل الدراسي الثاني للشهادة الإعدادية    باستثناء طالبة واحدة، رسوب جماعي في الشهادة الإعدادية بإحدى مدارس بني سويف    تعرف على موعد حفل محمد رمضان وهيفاء وهبي في لبنان    تموين الإسماعيلية تكثف حملات المرور على المطاعم (صور)    ضبط مجزر مخالف في بني سويف يفرم هياكل ودهون الدواجن لتصنيع اللانشون والبرجر    جيش الاحتلال: نحقق فى إطلاق إيران صاروخا برأس متفجر أكبر من صاروخ شهاب 3    دور الإعلام في نشر ودعم الثقافة في لقاء حواري بالفيوم.. صور    سماوي: مهرجان جرش في موعده وشعلته لن تنطفئ    مشيرة إسماعيل: مفيش فنانة تصلح لتقديم الفوازير زي نيللي وشريهان    هل الحسد يمنع الرزق؟.. الشيخ خالد الجندي يوضح    الصحة تحذر من 5 شائعات عن استخدام اللولب النحاسي كوسيلة لتنظيم الأسرة    5 جرامات تكفي.. تحذير رسمي من «الملح»!    «الزاوية الخضرا».. ديكور «الواحة الداخلية» في منزلك    بعد تألقه أمام الريال.. أبرز 10 معلومات عن ياسين بونو حارس الهلال السعودي    حدث ليلًا| إجراء حكومي لمواجهة زيادة أسعار السلع وحقيقة وجود عجز بخامات الأعلاف    المغرب 7,57م.. أوقات الصلاة في المنيا والمحافظات الخميس 19 يونيو    السفير السعودي بالقاهرة يلتقي نظيره الإيراني لبحث التطورات الإقليمية    سعر البطيخ والموز والفاكهة بالأسواق اليوم الخميس 19 يونيو 2025    كوريا الشمالية عن الهجمات الإسرائيلية على إيران: تصرف غير قانوني.. وجريمة ضد الإنسانية    حفار بترول قديم ومتوقف عن العمل يسقط فى رأس غارب دون إصابات    دموع الأب تسبق النعش.. «السيدة زينب» تودّع ابنها طالب الثانوية العامة ضحية العقار المنهار    جوتيريش يجدد دعوته لوقف النزاع بين إسرائيل وإيران    أهلي طرابلس يصدر بيانا بعد أحداث مباراة الاتحاد الليبى    انخفاض جديد في عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الخميس 19 يونيو محليًا وعالميًا (تفاصيل)    «مصر للطيران للأسواق الحرة» توقع بروتوكول تعاون مع «النيل للطيران»    17 صورة من حفل زفاف ماهيتاب ابنة ماجد المصري    أحدث جلسة تصوير ل بوسي تخطف بها الأنظار.. والجمهور يعلق    هند صبري تستعد لبطولة مسلسل جديد.. وصبا مبارك تواصل النجاحات وتنتظر "220 يوم"    رسميًا بعد الزيادة الجديدة.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الخميس 19 يونيو 2025    ما حكم سماع القرآن أثناء النوم؟.. أمين الفتوى يجيب (فيديو)    زياد بهاء الدين: خروج الدولة من الاقتصاد كليًا حديث غير واقعي    ريبيرو: بالميراس يمتلك لاعبين مميزين ولديه دفاع قوى.. وزيزو لاعب جيد    رد فعل مثير من نجم الأهلي بسبب بسبب مركزه الجديد (فيديو)    ملفات تقنين الأراضي| تفاصيل اجتماع رؤساء الوحدات المحلية بقنا    مرقس عادل: «في عز الظهر» يحمل كافة مقومات النجاح.. ومينا مسعود كان لديه رغبة قوية لتقديم فيلم مصري جيد    إعلام إسرائيلي: الجيش أعلن شن غارات على نحو 20 موقعًا نوويًا إيرانيًا ومواقع أسلحة    مدة غياب طاهر محمد عن الأهلي بعد إصابته الأخيرة    "فاينانشال تايمز": رئيس الوزراء البريطاني ينذر الحكومة بهجوم أمريكي محتمل على إيران    احتفالية لرسم البهجة على وجوه ذوي الهمم بالفيوم.. صور    بالأسماء.. إصابة 11 شخصًا بحادث تصادم في البحيرة    حسام صلاح عميد طب القاهرة ل«الشروق»: انتهاء الدراسات الفنية والمالية لمشروع قصر العينى الجديد    لجنة السكان بقنا تبحث التدخل السريع لمواجهة "النقاط الحمراء" بأبوتشت ودشنا    هل يجوز للزوجة زيارة والدتها المريضة رغم رفض الزوج؟.. أمين الفتوى يجيب    خالد الجندي: «داري على شمعتك تِقيد» متفق مع صحيح العقيدة فالحسد مدمر (فيديو)    جامعة الأزهر ضمن أفضل 300 جامعة بالعالم وفقًا لتصنيف US NEWS الأمريكي    الشيخ خالد الجندي: استحضار الله في كل الأمور عبادة تحقق الرضا    البابا تواضروس يستقبل رئيس وزراء صربيا    حصريا ولأول مرة.. قناة النيل للأخبار في هيئة الرقابة النووية المصرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



غادة نبيل تكتب: وما شأنك ؟
نشر في الدستور الأصلي يوم 24 - 02 - 2012


غادة نبيل
أنا لست بهائية ..ولا مسيحية كما اتهمنى بعض المعلقين على مقالاتى التى انتصرت فيها فى السابق لحق كل إنسان فى اختيار العقيدة التى يريدها .
لن يهمنى التكذيب الذى لاحقونى به ولا التكفير والدعوات علىّ بأنى سأصلى ناراً ذات لهب .. لقد فعلوها وتأكدوا ورأوا مكانى بعد الموت وليسوا هم ربى لأعبأ ولا أحترم تلك الروح الشريرة التى لا تقدر إلا على الكراهية .
سيقول لى أصدقاء ولماذا تصدعين رأسك وتفتحين الأبواب المغلقة مرة أخرى كلما تناسوك وتذكرينهم بنفسك ؟ . وسيقول لى الأصدقاء أو شريحة أكبر من القراء ، إن قرأ أحد : وهل لا يوجد فى مصر مشاكل غير قضية البهائيين ود. عبد المنعم الشحات فى موقفه المعلن منهم على شاشات الفضائيات ؟ أو تصريحات السيد نادر بكار؟. وردى بسيط : ولماذا لا يُقال مثل هذا لمن يحرضون على الكراهية والازدراء ويرعون الفتنة رغم أنهم ساسة ويؤثرون فى الناس ويظهرون فى الإعلام ويتبرعون بإعلان وجهات نظرهم التى يختلف معهم فيها نفس المنتمين لتياراتهم ؟ .. ولماذا لا يُقدّرون خطورة وهول ما تواجهه مصر ويكفون عن تحريضهم الذى قد يودى بنا إلى التقسيم ، تلك التهمة التى يتم إتهام غيرهم من الوطنيين بها ؟.
نعيش أهوالاً متداخلة. يكفى انتظارنا لبراءة قتلة شبابنا وفتياتنا منذ ثورة 25 يناير العظيمة وفى كل موقعة حدثت بعدها وأتت على دماء شباب وشابات وطننا . لكن لأن أصدقائى أنفسهم يعرفون ، منطقياً ، أن الأمور لا تنفصل أتكلم مرة أخرى وسأتكلم مرات .
حين يذهب المتحدث باسم حزب النور السلفى نادر بكار إلى حفل عرس د. عمرو حمزاوى مجاملة ويخرج ليقول : كان حفل تبرج . وأكثر من هذا . يقول كمن ينفى عاراً أو يعتذر عن معصية : " اكتفيت بأن أسلم عليه وفوجئت به يحتضننى " . ويزيد أن نشأة حمزاوى فى أمريكا " جعلته مُغيباً " وهناك – والكلام مازال لبكار – " من يعتقد أنه يتصرف هكذا لأنه ملاوع وهذا ممكن لكن هناك بعض الشخصيات يجب التودد لها حتى نقربها من الدين " . ثم يضيف المواطن الذى يرى نفسه صالحاً مؤمنا وبالتاكيد يؤمن أنه أفضل من زميله الليبرالى حمزاوى قائلاً : " لكن هناك من نشر صوراً للعروس بملابس غير لائقة ثم صورى مع حمزاوى فظن البعض أنى حضرت الحفل بالكامل " .
هكذا يسب العروس ، عروس زميله ويسب زميله د. حمزاوى بوصفه " يرضى" بالمسخرة والتبرج فالعيب هنا يأتى من منطقة فوقية أخلاقياً تعتقد التفوق والعصمة فى نفسها وهو ما يعرفه د. حمزاوى عن التكوين النفسى والنزوع العقلى لتفكير أكثر المواطنين السلفيين .
مع هذا، الرجل العلمانى الليبرالى دعا من يعرف أنهم ربما " يحتقرونه " بينما يبتسمون فى وجهه فى العرس الذى لبوا دعوة حضوره ، وربما بنفوسنا البشرية العادية " يحسدونه " على جاذبية شكلية له أو لعروسه . لن أخوض أكثر فى التحليل . لكن عرفنا أن المواطن بكار اعتذر للمواطن حمزاوى لاحقاً لكنه أيضا تحدث بدون تسمية عن نائب آخر قال عنه : " لم أنظر فى وجه أحد وخفت مثلما نظرت فى وجه هذا الرجل.. ورأيناه يترك الدين ويعتنق الفكر الليبرالى " .
السؤال هو : ليه ؟ . لماذا قبلت الدعوة بضغوط شكلية سياسية لما تعرف أنه سيكون تبرجاً ؟ . أو إن لم تكن مدعوا فلماذا ذهبت اصلاً وأنت تعرف أن العورس ليست محجبة وسيكون هناك مدعوات تراهن أقرب للكفر فى " شريعتك " وبحسب قلبك وقائمة الفرقة الناجية والفرقة لاهالكة التى تصنف بها البشرية؟ ولماذا حين ذهبت ، لم يردعك كرم الداعى صاحب الفرح عن أن تقول رأيك المؤذى لمشاعره ولمشاعر زوجته ؟ . لماذا تحبون – ولا أعمم هنا – الشعور بال " منّ " والتفوق ؟ ولا تقاومانهما ؟ .
كيف تتم مساواة ترك الدين أو الكفر به باعتناق الفكر الليبرالى أو حتى اليسارى ؟ . أنا أرى الإسلام اشتراكى وأرى نفسى اشتراكية بمذاق ليبرالى خفيف لو اخترنا التصنيفات.. لكن الأكيد اشتراكية فهل بدأت حملات تخويفنا من الإعلان عن هوياتنا ومبادئنا ومعتقداتنا ؟ . كيف يتوقع السيد بكار بكل ثقة أن هداية الكفار الليبراليين واليساريين من المصريين يمكن أن تتم على يديه وهو يعلن تنازله وتحمله لهم " بالكاد " بهذه النفسية والتفكير المحتشدين بالازدراء وروح الشفقة على الضالين ويرى أن حمزاوى " طيب " لكنه ربما يكون أيضاَ " ملاوع " ؟!. كيف يمكن أن يصدقه ويحترمه الذين يحاول هدايتهم – دون أن يطلبوا منه ذلك-حين يشعر بما صرح ببعضه ويخرج من عرس رجل ذهب إليه فخرج ليقول ما قال ؟!. يحلم بدولة خلافة يقرنها بتطبيق الشريعة التى يجعل كل من يرفض تطبيقها كافراً . والله هكذا ستكون عندك مفاجأة يا سيد بكار ، وهى أن مصر ستكون مليئة بالكفار رغم أنك تظنها أغلبية إسلامية فى بلد غير إسلامى كما قلت سيادتك .
ما الذى يجعل مصر بلداً مسلماً بالضبط فى نظرك يا سيد بكار ؟ . متى تقرر أن المصريين المسلمين بالمولد أصبحوا مسلمين حقاً ؟ . هل سأفاجئك لو قلت أنى أعارض وأرفض تطبيق الشريعة رغم فهمى للحكمة وراء عدد من الحدود وليس معنى هذا أنى لا سمح الله شاربة للخمر ولا سارقة أو مختلسة أو فاسقة كما أنى لا أشجع على الفسوق . على فكرة هناك مصريون ومصريات يصلون ويصومون ويتزكون ويصدقون القول والفعل ويعرفون معانى التضحية والحب والتفانى والإخلاص ولا يؤيدون تطبيق الشريعة التى جعلتموها رعباً وتنفيراً وحدودا ... هذا من باب العلم فقط .

د. عبد المنعم الشحات رجل مهندس . فى برنامج الإعلامى وائل الإبراشى يصف الديانة البهائية بأنها ليست أصلاً ديانة أو عقيدة ويريد أن ينسف من يتحدث فى تفاصيل موضوع بطاقات أصحابها " الخونة " وهو مغتاظ جدا من أسئلة الإعلامى معه فطالما الرجل يريد محو البهائيين من الوجود كيف يناقشه أحد فى مسألة حق البهائيين فى جزء أو أجزاء من ذلك الوجود ؟ .
التعايش ليس هدفاً مشتركاً عند من لا يقبلون بالمواطنة ولا بالآيات القرآنية الصريحة الدعوة لحق العبادة بلا ضغط والتى يحفظها ويعرفها د. الشحات أكثر منى فأنا أعتقد أنه " يحفظ " القرآن عن ظهر قلب كما يقولون .
نُذكّر فقط : " من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " , " ما أنت عليهم بمسيطر " , " لكم دينُكم ولىّ دين " و " لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد " . وغيرها الكثير جدا من السور والآيات الكريمة .
إذا كان الله يا د. عبد المنعم ، يقبل بنتيجة الاختيار ثم يحاسبنا عليه وعلى قدر المسئولية بعدما كرمنا بالعقل والحرية .. الله – أقول – يقبل بالاختلاف لأنه هو سبحانه خالقه ، فكيف ومن أنت لكى لا تقبل أو ليكون عدم قبولك هذا ميزة أو نقطة إضافية كما تظن فى ميزان عباداتك وحسناتك ؟ . وأكثر من هذا ، لماذا تظن أن من حقك أنت دوناً عن بقية البشروالمسلمين أن تتخذ التدابير كما يظن نادر بكار أن من حقه انفرادا فرض القوانين غصباً على غيره حتى غير المؤمنين بها لأنكما تعلمان أنه – دائما – وأكرر – دائماً – سيكون هناك من يعترض ويرفض العدوان على كرامته وحريته خصوصاً بدعاوى أن الآخرين يعرفون ما فيه صالحه والصالح العام أكثر منه ؟ . كيف – دعونا نعود للبديهيات – تظن أو ترى فى نفسك أنك أكثر تميزاً وغيرة على الله – حاشانا وحاشاك يا رجل – لكى توجه وتصدرالأحكام على عباده الذين لا ميزة لك عليهم كما استقر فى نفسك منذ طفولتك بلا مراجعة أو تساؤل متواضع ؟ .
لماذا يجب محاكمة البهائيين بتهمة الخيانة العظمى يا د. عبد المنعم ؟ . لأنهم ليسوا مسلمين ؟ أم لأنهم ليسوا سلفيين ؟ . هل يقترب هذا من رأيك فى المسيحيين لولا أنك لا تريد الإعلان عنه الآن بسبب حوادث الفتنة الطائفية المتكررة ؟.. لأنك تدمغ البهائيين بتأليه بهاء الله ، نبيهم الذى أتى بعد رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم والمسيحيون تقريباً يرون المسيح كأنه " الآب " وهو ابن الله والمسلمون يقولون عنه " كلمة الله " ؟.
لماذا يا د. عبد المنعم لا ترى أنك من يستحق المساءلة القانونية على تحقير وازدراء الأديان المختلفة عن عقيدتك وهى ذات التهمة التى توجه سهامها لأعدائك كما ترى البهائيين وكما تحاول أن تجعلنا نرى ونشاركك الرأى فى عدائهم لنا جميعاً ؟ . إذا كان " الدين عند الله الإسلام " كما تقول الآية الكريمة فهناك عشرات الآيات التى تنم عن تسامح ديننا الإٌسلامى العظيم , قمتم معشر الكارهين للناس والعاجزين عن تحمل المختلف ، بتنحيتها ( على جنب ) لأنكم تريدون مواصلة كراهيتكم وإذكاء قدرة الآخرين على الكراهية بكل حماسة وهمة .
كيف ستثبت لنا يا د. عبد المنعم أن البهائية دعوة للخيانة العظمى للوطن ، أى مصر وللدين ؟ . أى دين ؟ . للإسلام ؟ . طبعاً هى ليست إسلاماً ولا مسيحية ولا بوذية ولا هندوسية ولا شنتوية ولا سيخية ولا زراشتية ولا يهودية ولا جاينية ولا قاديانية . هى اسمها " بهائية " .. نكرر " بهائية " . ومكان حجهم فى مكان بفلسطين التى اسمها الحالى ولفترة مقبلة إسرائيل لكن سيعود الاسم الأصلى ذات يوم " فلسطين " .
هل تريد يا د. أن نرمى البهائيين فى البحر ؟. . لم تحدد أى بحر مجاور : الأبيض أم الأحمر ؟ . أم تناسبك الفكرة الحديثة الهتلرية التى أثنى عليها أحد أعضاء المجلس العسكرى الحاكم لبلادنا التى تريد سيادتك تنقيتها من الشوائب الدينية بدءً بالبهائيين وليس انتهاءً غدا بالأقباط الذين سيرفضون الإسلام بعد أن تدعوهم وتمهلهم الفرصة لدخول جنتك .
طبعا أنت لا تنسى الأفكار الهتلرية التى وضعها بعض " كفار " الغرب " الصليبى " مثل أفران الغاز . هل يروقك ويريح قلبك ما سيريح قلب سائق تاكسى قبل الثورة يريد رمى البهائيين فى البحر ،حين حكى لى متمنياً "أن يذهبوا فى " ستين ألف داهية " أو لإسرائيل التى ستمنحهم لجوءًا سياسياً وقتها بوصفها واحة حقوق إنسان الألفية الثانية فى المنطقة . هل تريد تهجير البهائيين للخلاص من المشكلة المحتملة ، فى رأيك ومن يرى الأشياء والناس كما تراهم، بارتكابهم – بمجرد اختيارهم لدين آخر غير دينك – " الخيانة العظمى " ؟. " يللهول " !.
هل هذا ما تريدون دسه فى مناهج التعليم المنهارة من أزمنة ؟ وفى الداخلية المنهارة مثله .؟ .. تريدون كوادر وميليشيات طالبانية لن يحققها إلا اللعب فى الدماغ النقية السهلة التشكل والتأثر منذ الطفولة ، وما لايفسده البيت تجهزون أنتم عليه ؟ . تريدون خلق الوضعية التى يمكن أن تنمى ، بأجواء الكراهية للآخر وللحياة ، كل ما يمكن فعلا أن يشكل خطورة على أمننا القومى الذى لا ترى خطرا عليه سوى مواطنين اختاروا عقيدة غير عقيدتك يا دكتور ويدفع بنا لحافة حرب أهلية .
نعم البهائيون يقولون بوجود نبى وأنبياء بعد نبينا الكريم محمد وهم يؤمنون به لكن ليس كآخر الرسل . فهل الارتداد عن الإسلام يجعل المواطن فجأة خائنا؟. ما هذا ؟! .
البهائيون يأخذون علي المسلمين كما قالت لى زميلة دراسة بعيدة وكانت إيرانية بهائية " أن المسلمين ارتكبوا نفس الخطأ الذى ارتكبه المسيحيون حين لم يؤمن الفريق الأخير بمحمد عليه الصلاة والسلام فكذلك لم يؤمن المسلمون ببهاء الله " .
نعم كل منا كافر ، لست أنا وصديقتى القديمة بل كل منا فى العموم ، فطالما أؤمن أو اخترت الإيمان بدين ما فأنا " كافرة " بغيره لكن لست ملحدة مثلاً ولن أكون . والملحد يتقبله ويتحمله " الصبور أى الله " تحت سمائه ,،يرزقه وينعم عليه بكل النعم فهل تأهلت سراً يا د. عبد المنعم لتنوب عن الله فى رجم غير المسلمين ؟ . ألهذا الحد " تزكى " نفسك على الناس ولا تشك ولو لحظة أن الله ليس ملكية خاصة لك أو لغيرك وربما لا يحبك أو لا يحبنى حتى . لكن هو الذى يحكم ولا يرى عباده الذين خلقهم وتوزع عليهم أحكام القتل والخيانة والكفر مجاناً كما تراهم .
دعنى أقول لك يا دكتور فى الهندسة : أنت لست الله ولا النبى الكريم ولا أحد صحابته ولا أحد قديسى الدين المسيحى فلماذا لا نجرب كلنا بعض إحسان الظن بالله ؟ . لمذا لا نتعرف على قيمة التواضع ؟ . هناك آيات بالقرآن لا أحفظها جيدا ،نعم أعترف ، لكن معناها أن سبحانه يسمح ب " الصابئة " أو هكذا يمكن أن نفهمها ونؤولها وثمة آيات تستثنى الكفر بالله نفسه فقط من معانى الرحمة الربانية وعدا ذلك يغفر الله ما يشاء لمن يشاء .
سيدى د. عبد المنعم الشحات : البهائيون المصريون يريدون الحياة فى بلدهم مصر وليسوا جواسيس وعملاء خونة . إنهم فقط ليسوا مسلمين فلماذ تريد إجبارهم على أحد أمرين كما يبدو فى موجة تهجير المختلفين دينياً مع الدين الرسمى للدولة : إما التحول للإسلام أو التحول خارج الوطن ؟ . هم وكل المؤمنين بحقوق الإنسان يرونك أنت والسيد بكار، من " يخون " دينه " و" وطنه " .
أنت الذى ترى الإسلام رجما ًوإقصاء وحدوداً وقسوة وإكراهاً ، أنت الذى لا يتحمل رؤية صليب على عنق فتاة او رجل مسيحى ، أنت الذى تتهم الناس فى وطنيتهم لمجرد أنهم ليسوا مسلمين ،أنت الذى تستغل توقيت مجئ تيار معين إلى السلطة فى مجتمع تم اختطاف عقله ووجدانه فأتيت لتستخرج لنا " لائحتكم " الأخلاقية القيمية التى لا تتقبل أى مختلف معكم ولو كان مسلماً . وهكذا نرى مظاهرات بها لافتات تتهم وتصف النائب د. محمد أبو حامد ب " العميل " ونجد الحملة الحالية على النائب وعضو ائتلاف شباب الثورة منذ الثورة د. زياد العليمى وهكذا نرى د. عمرو حمزاوى يلهث من فرط استعجال رئيس البرلمان له فى الحديث مستغلاً كون النائب المذكور يتحدث بسرعة فتزداد أنشودة " بما أنه " ونرى نواباً آخرين يكادون يتثاءبون ببطء غير مدفوع للسرعة وهم يتحدثون .
سيدى د. عبد المنعم الشحات . لعلك معجب بشئ واحد فى الجمهورية الإسلامية الإيرانية التى ربما أنت تراها كافرة : فرض الحجاب بالقانون وبشرطة نسائية وعقوبات على عدم ارتدائه تصل إلى الجلد ( كالعقوبة الأخف فى الزنا ) حتى على غير المسلمات .
سأقفز إلى هضبة أخرى فى موضوع التمايز والتمييز الذى ألقى الضوء على بعض صوره وتهافت حججه هنا فى مقال لم أسع لجعله مترابطاً ولا بمسودة . ربما تبدأون إعادة هيكلة وزارة الداخلية بالنقلة التاريخية التى ستتمثل فى إضافة اللحية على وجوه بعض قتلة الشعب أو من سكتوا عن قتله وتعذيبه. وربما بدأتم فعلاً القصاص من قتلة الشهيد سيد بلال الذى سبق لى الكتابة عنه وعن استشهاده قبل الثورة . رأينا ما يسرنا مرحلياً فى قضية القصاص للشهيد بلال الآن فهل هو الشهيد المصرى الوحيد أم أن اهتمامكم وانحيازكم جاء نتيجة لسلفيته ؟ . أقولها ولا أزايد حين أضيف أنى أحياناً كثيرة أطلب مقعداً لمنتقبة تحمل طفلها فى عربة السيدات بالمترو كما أطلبه لسيدة مسيحية أو محجبة مسنة أو سيدة حامل .
أسأل نفسى ، هل ستكتفون بتربية الداخلية للحيتها لكى تسكتوا عن حقوق بقية الشهداء والمصابين وعن القصاص – بحسب الشريعة التى تريدون تطبيقها علينا وعلى البهائيين والمسيحيين المسالمين فقط – من القتلة فى سجن طره ؟.
هل سيأتى يوم تفرضون الحجاب حتى على غير المسلمات لكى لا يقمن بفتنة من لا يغضون أبصارهم؟ .
أفكر ، بلا ترابط فى الأفكار ، فى رانيا القبطية القاصر التى أسلم والدها وترك أو تركته أمها وتزوج مسلمة وفرض التحول للإسلام على ابنته كما حاول فرض عريس مسلم عليها . هربت من جو الإكراه والفرض وسببت أزمة طائفية وتصرخ بأعلى صوتها أنها مسيحية حتى الموت .
أتألم حين أجد أحداً يعلن ما يقترب من " النفور " والرفض لديانتى . لكن حين أحاول فقط وضع نفسى مكان رانيا .. أتعاطف وأتفهم . فلو كنت أنا من غيّر والدها ديانته وترك أمها ، لو كنت أنا من ربانى والدى ووالدتى على دين معين طوال عمرى وفجأة تغيرت المعادلة بتغيير أحدهما لدينه وبدأ يحاول فرض الدين الجديد علىّ وإرغامى على الزواج من أحد أفراده ليضمن بقائى الأبدى فيه لن أقبل ، لأن النفس لا تقبل " الإكراه " . وربما لو كان والدها حنوناً عادلاً كانت رضيت بدينه .
هل صعب أن تفهموا هذا .. يا من لا تعرفون إلا " الإكراه " ؟.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.