مؤمن المصري يكتب: ارحموا مصر .. يرحمكم ربنا !! مؤمن المصري تعبنا من كثرة الكتابة والكلام لكي نبين للناس أن ثورة 25 يناير قامت أساساً للتخلص من نظام المخلوع حسني مبارك. وتعبنا من كثرة ما كتبنا وقلنا إن المصريين تعبوا من هذا النظام ولا يريدون تكراره مهما كلفهم الأمر. ورغم كل ما كبتنا وما كتب غيرنا من الكتاب والأدباء والناشطين السياسيين إلا أننا مازلنا نسمع كل يوم عن أحد رموز النظام البائد وعن نيته للترشح لمنصب رئيس الجمهورية. ورغم الشعار الذي رفعه الثوار منذ قيام الثورة والذي نادى بإسقاط حكم العسكر، إلا أننا فوجئنا أيضاً بأن عدداً من المرشحين للرئاسة هم من العسكر الذين هم من النظام البائد أيضاً. ولست أدري هل هؤلاء الناس بالفعل لا يفهمون أم أنهم يفهمون ولكن يدّعون البلاهة والعبط؟! فإذا كانوا حقاً لا يفهمون فهذه مصيبة ما بعدها مصيبة لأنهم بالتأكيد يتابعون القنوات الفضائية وبعضهم يتابع برامج التواصل الاجتماعي ويعرفون ما يقال وما يكتب عنهم كل يوم. وبعض ما يكتب عنهم من المفترض أن يجعلهم يستترون حتى لا يراهم أو يسمعهم أحد عملاً بالحديث الشريف: "إذا بليتم فاستتروا". ولن أتحدث عن شخص بعينه من هؤلاء الذين يتجرأون ويعلنون ترشيح أنفسهم للرئاسة في مصر لأن معظمهم يحملون الصفات نفسها بلا أي تفريق بينهم. فقد خدموا جميعاً مع الرئيس المخلوع سنوات وسنوات ولم يعترض أحد منهم يوماً على الفساد الرهيب الذي استشرى في المجتمع المصري على مدى ثلاثة عقود. وهذا يعني أنهم جميعاً شركاء للمخلوع في كل مصيبة حلت بمصر. فكيف يجرؤ أحدهم على التقدم للترشح للرئاسة؟! أما إذا كانوا لا يفهمون نبض الشعب ورأي الثوار فيهم ورغم ذلك يدّعون البلاهة والعبط فأقول لهم إن المصيبة أعظم. فالمصريون الذين قاموا بالثورة لا يريدون رؤية هذه الوجوه الكريهة. فكيف يتصورون أنهم سيحصلون على أصوات المصريين في أي انتخابات؟! إن الشعب المصري اليوم بكل طوائفه وفئاته يريد نظاماً جديداً ووجوهاً جديدة ولا يريد أن يرى وجوه أولئك الذين ضيعوا مصر. لقد قال الشعب كلمته بوضوح خلال انتخابات مجلس الشعب الأخيرة واختار الشعب بالفعل وجوهاً في المجلس الجديد لم يكن معظمها مألوفاً في المجالس الماضية، مما يدل على أن الشعب بالفعل يريد التغيير. وكان أول هذا التغيير وصول عدد كبير من الإسلاميين إلى البرلمان. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الشعب المصري اليوم يريد أناساً أقل ما يمكن أن يوصفوا به أنهم لن ينهبوا أموال الشعب ولن يفسدوا في الأرض كما فعل أركان النظام البائد. وهذه في الواقع رسالة بعث بها شعب مصر للعالم أجمع بأنه شعب ذكي يعرف تماماً ما فعله به النظام السابق ومدى الجرائم التي ارتكبوها في حق مصر والمصريين، وأن هذا الشعب آن له أن يضع الأمانة في رقاب أناس يخافون الله ويعرفون على الأقل أن هناك حلال وحرام. ومن يقرأ هذه الرسالة من أقطاب النظام القديم لابد أن يفهم أنه لم يعد له مكان أو مكانة في النظام المصري الجديد. ولابد له أن يستتر بساتر يحجبه عن مرمى البصر لأن المصريين أصبحوا بالفعل يكرهون رؤية هؤلاء الأذناب. وإذا أصر هؤلاء على الترشح للرئاسة فهذا حقهم ولكن سوف تصعقهم النتائج ولن يتخيل أحد منهم أنه لم يحصل سوى على بضعة أصوات قد تكون بعدد أقاربهم وأصدقائهم بينما أصوات المصريين الحقيقيين فلن تذهب لأي منهم بل ستكون من نصيب المصريين الشرفاء الذين لمسوا فيهم الصدق والأمانة. فالمصريون اليوم ليس لديهم أي استعداد للتعامل مع رموز النظام السابق أو رؤيتهم في أي موقع من مواقع المسئولية. فهؤلاء لم يقدموا لمصر سوى الدمار والخراب وسوء الأخلاق.