نحن قاب قوسين او ادنى من النجاح فى انهاء المرحلة الأنتقالية. كل ما يلزمنا هو القليل من الضغط، شريطة ان يكون الضغط فى المكان الصحيح! فى رأيى اى ضغط على الداخلية لن يثمن من جوع وسيزيد الحجج الواهية بأن الأنفلات الأمنى هو النتيجة الطبيعية لمحاصرة الداخلية، وكأن مبنى الوزارة به كل ضباط الداخلية فى مصر! نريد ان نفوت الفرصة على كل متلون مضاد للثورة وجاهز لأنتقادها "عمال على بطال"، ونريد ان نمسك باللحظة الراهنة فهي كفيلة بتحقيق النجاح. النجاح الذى اقصده، هو انتقال مصر من خانة العسكر الى خانة المدنيين! لاحظ ان هذا الصراع يبدوا وكأنه صراع بين شرعية يناير التى تريد ان تآتى وشرعية يوليو التى تآبي ان ترحل! لماذا اقول "يبدوا"؟ لأن ظاهر الأمر يقول ذلك، ولكن باطنه يقول، ان ثورة يوليو و شرعيتها انتهت بنكسة 1967 و وفاة عبدالناصر، ثم تم اختطاف مصر بأسم شرعية 1973، ثم انقلبت تلك الشرعية على سابقتها وجرجرت مصر الى خارج مكانتها وموقعها وكأن مصر استقالت من منصب "مصر" فى المنطقة والآقليم... ان حسنى مبارك الذى قامت ضده الثورة، ترك مصر من ورائه دولة شبه فاشلة وبها شبكة معقدة من المصالح تشبه السرطان الذى يصيب خلية فيجعلها تآكل وتستحوذ على اكل باقى الخلايا، فيتضخم العضو جراء الورم فى حين يضعف باقى الجسم الذى لا يحصل على اى نصيب من الغذاء. شبكة المصالح السرطانية هذه، لا تريد ان ترحل بدون حرب! وكلما اقتربنا من النجاح كلما زادت مقاومتها. منهم من تلون ومنهم من قال انه كان ومازال مع الثورة ومنهم من هو دون رصد اجهزة الرادار الخاصة بالثورة.. فى كل الآحوال، هذه الشبكة مرتعدة الآن وتعرف ان اى نقل حقيقي للسلطة هو بداية النهاية لوجودها ونفوذها وتصفية امتيازاتها واجندتها السياسية المنبطحة امام اسرائيل والمضيعة لحقوق ومكانة مصر. الضغط عن طريق الشارع امر لا مفر منه لنقل السلطة، بعد ان رأينا مجلس الشعب، عبارة عن جلسة مكلمة! حتى عندما جاء رئيس الوزراء الى المجلس جلس يستمع هو واركان حكومته لكلمات النواب ثم اعتلى المنصة وقال كلمة لا ترقى لمستوى الحدث وترك المنصة وانتهت الجلسة بعد "الرغى فى المرغى" بدون اى نتيجة! لذلك، ازعم ان الشارع اكثر كفاءة من المجلس لأنه اسرع واخف ويعرف كيف يتحرك وهو ممثل لروح العصر ويعرف اين يضرب ويعرف كيف ينجز المهمات بأسهل واقصر الطرق! العقل الجمعي للمصريين المتواجدين فى الشارع يقول، نعرف ان اى لجنة تقصى حقائق لن تفيد سواء من داخل المجلس او من خارجة لأن المطلوب ليس فقط محاسبت من قتل طيلة العام الماضى ولكن الأهم، هو ايقاف نزيف الدم ومنع سقوط المزيد من الشهداء! وجدير بالذكر اننى ذهبت فى جلسة استماع غير رسمية فى مجلس الشعب وحضرها كلا من النائب عمرو الشوبكى والنائب محمد البلتاجى والنائبة مارجرت عادل واثنان آخرون من النواب وعدد من النشطاء وكان محور الكلام هو تصدى شباب الآخوان للناس فى الشارع وعدم سماحهم للجماهير بأن تصل الى المجلس. قد نعود الى هذا الموضوع فى سياق آخر، لكن ما يعنيني فى هذا الصدد، اننى قلت بالحرف للدكتور البلتاجى وباقى النواب "كيف نتكلم عن القصاص للشهداء ونحن لا نملك ايقاف سقوط المزيد منهم! اسبقوا الشارع يا دكتور" وكررتها مرتان. فى نهاية تلك الجلسة، انهالت الأتصالات وكانت الأنباء تحمل تفاصيل "مذبحة بورسعيد" وانا لله وان اليه راجعون. ان التظاهر عند وزارة الداخلية ليس الحل، وانما الذهاب الى البرلمان والضغط عليه من اجل ان يباشر فورا فى عمل الآتى. اولا: فتح باب الترشح فورا لرئاسة الجمهورية على ان تتم الأنتخابات فى غضون 60 يوم من تاريخ فتح باب الترشح! ثانيا، ان تسحب الثقة من حكومة "جنزورهم" و يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية من كل الآحزاب الممثلة فى البرلمان على ان تعكس نصيب كل حزب من ثقة الناس، فلا يعقل ان يكون مجلس الشعب الآن كله فى صف المعارضة ولكن يعقل ان يكون حزب الحرية والعدالة مستحوذ على تشكيل الحكومة! الأمر لا يحتمل التأجيل ونحن نملك ان نحتشد ونضغط والنجاح هو اول ثمار التكاتف وراء الهدف.. الأستشهاد على اسوار الداخلية ليس الحل وانما الضغط على مجلس الشعب هو طريق النجاح..