***بغض النظر عن مجمل القراءة العامة( على الصعيد القومى الاجمالى) لنتائج الجولة الاولى من المرحلة الاولى لاول انتخابات برلمانية بعد ثورة 25 يناير.. وهى قراءة اضحت حديث الشارع المصرى.. بدءا بالنخب السياسىة الاعلامىة.. وصولا الى المواطن او رجل الشارع العادى" فيما يتعلق بالنتائج التى حققها تيار الاسلام السياسى (خاصة السلفىى منه ) وتوابع هذه النتائج وتبعاتها.. بعيا عن هذاالمردود القومى الاجمالى "لاولى"(1/1) انتخابات.. ورغم ان نتائج الائتلافات والمرشحين الممثلين لشباب الثورة .. كانت متوقعة لعوامل عديدة.. ابرزها تركيز الثوار على حماية ثورتهم.. بل وانقاذها من الاخطار الجسيمة التى تحاصرها من كل جهة وصوب.. وجاء ذلك على حساب تواجدهم الفاعل فى الشارع المصرى "الصامت" لكنه الفاعل والحاسم فى صناديق الاقتراع.. والى جانب ضيق ذات الوقت واستزاف طاقات وتركيز شباب الثورة( غالبا وفى معظم الاحوال بتشتيتهم واستدراجهم الى متاهات ثانوية فرعية جدلية مع سبق الاصرار والترصد كما قلنا من قبل).. اما عن ضيق ذات اليد والاموال والامكانيات الانتخابية بشكل عام فحدث ولاحرج.. كل ذلك يحتاج الى وقفة بل وقفات طويلة وعميقة.. المهم ايضا ان نتائج 1/1 انتخابات طالت ايضا بعض رموز الحراك والنضال السياسى الذى سبق و الاجواء للثورة.. وفى مقدمة هذه الرموز"الثورى الوطنى المصرى المخلص الصادق فى مصريته" "الاستاذ جورج اسحاق" ابرز مؤسسى حركة كفاية.. شعرت بحزن شديد على الصعيدين الشخصى والقومى.. بسبب عدم توفيقه فى المرحلة الاولى من الانتخابات الاخيرة فى بورسعيد .. واقول له ولشباب الثورة وائتلافاتهم والرموز الوطنية التى جانبها التوفيق فى 1/1 انتخابات.. اقول لهم جميعا.. ان كل واى مصرى عاشق لتراب مصر يعرف قدركم ووطنيتكم الصادقة وتضحياتهم الهائلة التى قدمتوها انتم ورفاكممن الشهداء ومن اصيبوا بالعمى والعاهات المستديمة ومن نكل بهم قبل واثناء وبعد الثورة من المعتقلين والمتهمين بالتخوين والعمالة و"ترويج او الاتجار وايضا "تعاطى" الاجندات المحظورة الملعونة اللعينة" .. اقول لهم ..لاتنسوا ياابطال..ان ونستون تشرشل رئيس واشهر رؤساء وزراء بريطانيا التاريخيين وحتى اشعار طويل اخر( بالنسبة لبريطانيا وطنه بالطبع.. وليس بالنسبة لنا فى مصر او العالم العربى والاسلامى ).. تشرشل لم يحالفه التوفيق فى اول انتخابات فى بلاده.. بعد ان قاد بلاده لنصر كان فى حكم شبه المستحيل خلال الحرب العالمية الثانية.. ياابطال.. ان من نزلوا او ينزلون الى شوارع وميادين النضال والثورة .. حاملين ارواحهم على" كفوفهم" .. لتحرير وطنهم وبنى وطنهم و انتشالهم من مستنقعات البؤس المروع الشامل وتوابعه الجسيمة المأساوية البشعة الشاملة ايضا .. ان من يفعلون ذلك.. انحنى و ينحنى لهم وامامهم كل مصرى وطنى شريف ..اجلالا وتقديرا لتضحياتهم التى لاتقدر بأموال العالم كله. ****عذرا ياابطال.. ايضا سياتى اليوم (وقريبا جدا) الذى سيندم فيه من لم يساندوكم فى الانتخابات على ما فعلوا.. خاصة ان غالبيتهم العظمى كانوا ضحايا لعمليات تضليل شاملة ( مباشرة اوبدس السم فى العسل قولا اوفعلا او الاثنين معا وعلى مدار الساعة).. ان التاريخ يا ابطال لايعرف عصبيات او تربيطات و"تظبيات" او مؤثرات وشعارات وتعبئة واموال طائلة ودعاية ساحقة" ماحقة" ..التاريخ ليس له ايضا حسابات ومكيافيلية او" براجماتية" فجة وبحتة.. مرتبطة وترتبط دائما بالانتخابات هنا وهناك.. واعتقد ان التاريخ سيتوقف امامكم طويلا ولن ينسى دوركم البارز ( مع الثوار المناضلين الشرفاء الاخرين من كافة التيارارت السياسية(وفى صدارتهم: الكاتب الصحفى ا. عبد الحليم قنديل والكاتب الصحفى المناضل والمرشح المحتمل للرئاسة حمدين الصباحى والكاتب الصحفى عبدالله السناوى والكاتب الصحفى ابراهيم عيسى والاعلامى اللامع حمدى قنديل والكاتب الصحفى محمد عبد القدوس والكاتب الصحفى جمال فهمى.. وجميع من شاركوا او ساندوا (بشكل او بآخر)حركة كفاية والحراك السياسى فى السنوات الاخيرة التى سبقت ثورة يناير.. وعذرا لمن لم تسعفنى الذاكرة باستدعاء اسمائهم اثناء كتابة المقال)..هؤلاء لعبوا دورا بارزا وحاسما فى منح "قبلات" الحياة المتوالية.. لعودة الروح من جديد فى الشارع السياسى الذى عانى من الموت الاكلينيكى المزمن على مدى عشرات السنين قبل ثورة يناير... *** ايضا اشعر بحزن بالغ على الناشط الثورى السياسى الشاب طارق الخولى عضو ائتلاف شباب الثورة الذى كان مرشحا فرديا بالدائرة الاولى فى" شبرا واخواتها" فى الانتخابات الاخيرة.. ولحسن حظى اننى ايدته بصوتى ..وكذلك افراد اسرتى بالدائرة الاولى.. .وبالمناسبة انا عرفت موضوع ترشيحه بالصدفة المحضة وبشكل عابر (خلال المناظرة الرائعة التى اجراها الاعلامى اللامع عمرو الليثى بين الناشطة الثورية الشابة الرائدة "اسماء محفوظ" مع "منافسها وقتها" د.عمرو الحمزاوى ..قبل انسحابها من الانتخابات.. تضامنا مع شهداء معركة عيون الحرية ( المعروف باسم شارع محمد محمود ) ..بعد بيوم اونحوذلك.. لمحت لافتة وحيدة" يتيمة" للناشط المرشح ( طارق الخولى)" و بالتالى كان من الطبيعى والتلقائى ان احرص على التصويت له قبل اى خيارات .. رغم اننى لا اعرفه ولم التقيه شخصيا مطلقامن قبل .. وبالطبع لم يستطع طارق ان يفعل شيئا امام الجيوش المجيشة لمنافسيه على مقعد فئات فردى بالدائرة الاولى.. سواء من ينتمون الى الاحزاب او المستقلين المدججين بالثروات و كتائب واسلحة الدعاية الهائلة على مدار الساعة تقريبا ( سواء كانوا من بقايا الفلول او غيرهم ).. هناك ايضا الناشطة السياسية المحترمة الاعلامية المرموقة ا. جميلة اسماعيل التى ظلت تنافس حتى الرمق الاخير فى دائرة قصر النيل.. وهناك ايضا الفنانة والناشطة اللامعة" تيسير فهمى"..وبالتأكيد هناك العديد غيرهم من الوطنيين او الثوريين الشرفاء ممن لم اتشرف بمعرفتهم اولم تسعفنى اعراض الزهايمر بتذكر اسمائهم الان ..لكنها القواعدالمستباحة المكيافيلية غير المتكافئة وغير المنضبطة الحاكمة للانتخابات ..وبدون حاكم او رادع اخلاقى او مبدئى فى العديد من الانتخابات. خاصة فى دول العالم الثالث التى تضرب شعوبها وحكوماتها غالبا( اللهم ما ندر)عرض الحائط بثقافة الانضباط التلقائى الذاتى الحاكمة لحياة الشعوب المتقدمة.. وقاطرة تفوقها وقوتها على كافة الاصعدة. *** ورغم كل ماسبق.. لابد ان نقر ونبصم بالعشرة ان انضباط الناخبين واصطفافهم فى طوابيرطويلة ولساعات عدة .. يعتبر سلوكا و ردا عمليا .. يؤكد حضارة وتحضر شعب مصر وموروثه الحضارى "الجيناتى" على مدى الاف السنين.. ردا عمليا على منيرون ان شعب مصر غير مهيؤ بالمرة للديموقراطية بعد حكم شمولى مطلق على مدى عشرات السنين.. ان ماحدث فى اولى / اول انتخابات ردعملى مفحم لبض من طالبوا بديموقراطية "التنقيط او التقطير" "نقطة نقطة او" قطرة قطرة".. صحيح لعب البعد الدينى الغالب على طبيعة الشخصية المصرية..( خاصة بالنسبة للاغلبية الصامتة).. الى جانب الظروف المتدنية لهذه الاغلبية البائسة فى كافة مناحى الحياة.. لعب هذا وذاك دورا مهما فى خيارات الناخبين .. لكن لابد من الاشادة بانضباط الناخبين وحرصهم على التصويت رغم الامطار والزحام غير المسبوق اتذكر مقولة لوزير الحرب الاسرائيلى الراحل "خالد الذكر" موشى ديان.. قال " انه لو رأى الفلسطينيين اوالعرب مصطفين يوما ما فى طابور لشراء الخبز.. اى اعترفوا وعرفوا ..ان هناك ثقافة اسمها الانضباط والنظام.. فانه وقتها سيبدأ فى تغيير حساباته رأسا على عقب .. وانه سيعمل لهم الف حساب.. وماسبق فى حد ذاته انجاز لايستهانبه و"بشرة" خير ..فرغم ان ما اسفرت عنه الانتخابات جاء عكس مايشتهيه شباب الثورة ومؤيدوها المعارضون لتيارات الاسلام السياسى.. لكن احياء ثقافة الانضباط والنظام والحرص على التصويت شبابا و كبار السن.. رجالا ونساءا من كافة الشرائح الاجتماعية والتعليمية والريفية والحضرية الخ .. كل ذلك وغيره من حملات توعية شبابية وايجابيات اخرى.. ماسبق.. يؤكد ان هذا الشعب بدأ .يفيق من الغيبوبة والموت الاكلينيكى الطويل الذى فرض عليه ودفن فيه وبين انقاضه على مدى عقود طويلة .. وللحديث بالتأكيد بقية وبقايا ان كان فى العمر بقية. *** عبر "الفيس بوك.. رصدت الصديقة العزيزة ومذيعة التليفزيون المتألقة" مها عثمان" مفارقة مثيرة للتساؤلات.. حيث كيف يمكن تفسير تصويت نسبة كبيرة من المصريين لحزب الحرية والعدالة الممثل للاخوان المسلمين وحزب النور السلفى.. فى نفس الوقت الذى يحقق فية فيلم "شارع الهرم"( وبالطبع ماادراك شارع الهرم) اعلى نسبة ايرادات فى دور السينما؟؟!!.. وكان تعقيبى ان "هذه نقرة وتلك اخرى"ا .."وساعة لربك وساعة لنظرك وبصرك" ثم اليس البصر من اهم اجزاء البدن؟!.. وللبدن على الانسان حق"..خاصة ان له النظرة الاولى " وغالباماتكون "الاخيرة" وحتى ماتيسرمن اخر بصيص نظر" وبالتالى لن تكون هناك من الاساس "نظرة ثانية" ليحاسب الانسان عليها طالما ان "النظرة الاولى" من العيار"طويل المدى" "ذاتى الدفع"""ممتد المفعول".. ومن طراز" الذنب المغفور" .. طالما انه" دفعة او وابل واحد متصل وبالجملة" من النظرات "احادية النظرة"وليست الثانية منها!!!..المم كل ذوى العيون "الزايغة" يلحقوا انفسهم ويشحنوااكبر مخزون ممكن من "غذاء لعيونهم وقوت لابصارهم المارقة الجامحة"!!!