أكد الكاتب الروائي عبده جبير أن كثيراً من الكتب تحدثت عن الثورة، والبعض منها تناول الحدث كثورة والبعض تناولها على أنها مظاهرة، فكل حدث مرتبط بكاتب معين يكاد يكون تناوله بشكل مختلف تماما عن الآخر، فالعمل يحتاج إلى أن يكون الإنسان قد هضم الوقائع الساخنة أولا، ثم أخذ يبحث عن شيء يتحدث عنه في داخل الحدث ذاته، أما كتاب «مائة خطوة من الثورة» لأحمد زغلول الشيطي فيقول إنه لا يوجد كتالوج أو طريقة خاصة لتناول الحدث الساخن. جاء ذلك في الندوة التي نظمتها هيئة الكتاب، أمس الثلاثاء، لمناقشة كتاب «مائة خطوة من الثورة.. يوميات من ميدان التحرير» من تأليف أحمد زغلول الشيطي، الصادر عن دار ميريت للنشر، وشارك فيها المؤلف والروائي عبده جبير، والباحث حسنين كشك، وأدارها الكاتب محمد رفيع. وأوضح جبير قائلا: لقد قرأت عدة أعمال عن الثورة لعدد من الأصدقاء، ولفت نظري ثلاثة أعمال، منها بحث لسمير أمين في كتابه "الثورة المصرية"، وأيضا كتاب صادر عن مركز الأهرام للدراسات السياسية، يضم مجموعة أبحاث ودراسات متنوعة لعدد من الباحثين والمحللين، وهذا الكتاب. وأضاف أن أهم ما يميز كتاب الشيطي أنه تلبس روح الشباب، وكتبه بعين أشبه بعين شاب من هؤلاء، حتى بالأخطاء والعثرات، حيث نجد في الجملة الواحدة التعبير أحيانا سليم وفي نفس الجملة خطأ ما، وهذا أشبه بالشاب في الميدان ويكتب بأسلوب عفوي أيضا من الممكن أن يكون هذا الكتاب مفيد لأي شخص مهتم بما جري في التحرير سواء في دراسة الجانب المادي أو في التحليل والرؤية الشخصية لهؤلاء الشباب أو لتصنيف ما حدث: هل هو انتفاضة أم ثورة أم مظاهرة؟، أو يكون مادة لعمل سينمائي أو درامي، وأضاف لدي بعض الملاحظات على الكتاب مثل حديث المؤلف عن محترفي العمل السياسي، وأن تتحول الحركة من حركة بريئة إلى شكل مؤسسي، وأرى أنه مهما كانت عفوية الثورة أو البراءة فيها، وجدنا نفسنا جميعا في المأزق الذي نحن فيه الآن، وأرى أنه إذا تحولت الثورة إلى مؤسسة فيمكن أن نصل إلى نهايات جيدة، والملاحظة الثانية متعلقة بمشكلة دور النشر فليس لديهم محرر، فالمؤلف يمكن أن يكتب دون ترتيب أو فواصل ودون ان يقوم بتقديم تعريف لبعض الشخصيات التي وردت أسماؤها في كتابه. الباحث حسنين كشك استهل مداخلته بالتأكيد على أنه لا وجود من وجهة نظره لما يسمى بالشخصية المصرية، ولكن يجوز الحديث عن شخصيات مصرية؛ لأن الشخصية الواحدة تختزل الكثير من الطبقات، فإما "شخصية خضوعة" وإما "بها كل مقومات الثورة". وعن الثورة في تاريخ المصريين، أوضح كشك أن الثورات في التاريخ المصري موجودة منذ عهد الفراعنة إلى ثورة عرابي وثورة 19، فالثورة قديمة في تاريخ مصر، ولكن لا أحد من الكتاب تناول هذا الموضوع. وعن الكتاب ومؤلفه قال كشك إن أسلوبه سلس وآسر ولغته تصل إلى معانيها بقوة وجسارة. ثمة بلاغة في لغة أحمد زغلول، وقد أخذت لغته من الثورة بلاغتها، المنتج الثقافي في الأحداث الكبري في الثورات والحروب تحتاج فترة لإنتاجها، وإنما الشعر والفن التشكيلي مواكب للحدث، وأيضا اليوميات مثل هذا الكتاب، ظل الشيطي مسروقا من الثورة حتى 31 يناير، وبدأ يكتب من بعد هذا التاريخ، وأتعجب من البعض الذين لا يصفون ما حدث بالثورة، فعندما تبدأ ب 2 مليون وتنتهي ب 15 مليون شخص فما الثورة إذن، وقد سلم هذه المطبوعة يوم 22 فبراير وهو في أوج انفعاله بالثورة، يتحدث أن هذه الثورة قامت بها الطبقة الوسطى أو الفئات الوسطى "الشباب من الفئات الدنيا والوسطى – اليسار التقدمي – الفئات الوسطى من الليبراليين – الشعب" عندما يكون أحد مكاسب الثورة إسقاط الديكتاتور وإسقاط فكرة التوريث وما يبقى إسقاط العسكر، ثانيا أن الكثير من رؤوس الفساد وقعوا، مصر كانت موضوعة على رأس القائمة السوداء في النقابات العمالية وتغير ذلك. ثم تلا المؤلف أحمد زغلول الشيطي فصلا من الكتاب، وهو الخاص بلحظة الخطاب قبل الأخير للرئيس السابق، وكيف استقبله هو والثوار.