نشاط الطلاب السياسي داخل الجامعات المصرية خلال أول عام دراسي عقب الثورة يؤكد زيادة وعيهم ورغبتهم في نقل ثورتهم من الميدان إلى الجامعة، ففي جامعة القاهرة خرج طلاب الدعوة السلفية من الشرنقة التي وضعههم بها جهاز أمن الدولة "المنحل" محاولين تصدر المشهد في أغلب الكليات فقاموا بتسجيل العديد من الأسر وتنظيم فاعليات طلابية لجذب الطلاب إليهم كحملة "معا نبني مصر" التي حاولوا بها أخذ كعكة جامعة القاهرة من طلاب الإخوان المسلمين. أسرة شباب القصر الحر بكلية طب القصر العيني التي خرجت إلى النور بعد الثورة نظمت أكثر من ندوة و معرض بحضور رموز سياسية وفكرية كالكاتب بلال فضل والكاتب أحمد العسيلي والناشط السياسي عمرو حمزاوي لتقييم أداء المجلس العسكري في المرحلة الانتقالية ومناقشة الأحداث والقضايا السياسية التي شهدتها مصر منذ ثورة 25يناير. ورغم الغياب الذي لاحظه البعض لنشاط طلاب الإخوان المسلمين في الجامعات على عكس الأعوام السابقة إلا أنهم عادوا بصوت قوي لانتقاد أداء المجلس العسكري وتوعية الطلاب بدورهم في المجتمع، فقاموا بتنظيم حملة تحت عنوان "انتباه حتى تكتمل الثورة" وهو نفس الدور الذي قام به بعض الطلاب المعارضين حينما نظموا حملة "أمسك فلول" لتوعية الطلاب بأسماء أعضاء الحزب الوطني المنحل لكى لا يتم اختيارهم في الانتخابات القادمة والمطالبه بضرورة تطبيق قانون العزل السياسي عليهم. وشهدت جامعة عين شمس إقبالا كبيرا من الطلاب على تأسيس أسر طلابية، فوصل عدد الأسر الطلابية عقب الثورة إلى 146 مقابل 81 أسرة فقط قبل الثورة أى أنه تم تكوين 65 أسرة جديدة خلال شهرين فقط من عمر الثورة إضافة إلى الحرية التي تمتع بها طلاب الإخوان المسلمين في السماح لهم بتكوين أسر جديدة على عكس الذي كان يحدث في عهد النظام السابق فوصل عدد أسرهم إلي 11 أسرة. الحركات السياسية والطلابية المعارضة هى الأخرى وجدت لها طريقا داخل الجامعات فحاولت حركة 6 أبريل تكوين أسرة خاصة بها وقاموا بعمل استبيان خاص بتقييم الطلاب لأداء المجلس العسكري. كما قام طلاب الاشتراكيون الثوريون وأحرار عين شمس بالتعبير عن نظرتهم للوضع القائم في مصر فكتبوا على جدران الجامعة مناهضة للمجلس العسكري مثل "لا لحكم العسكر، كلنا مينا دانيال". الدكتورة حنان سالم استاذ مساعد علم الاجتماع السياسي بجامعة عين شمس تري أنه عقب ثورة أصبح متاح للطلبة قدر كبير من الحرية لم يكن متاح لهم في الفترة السابقة وبالفعل استغلوا هذه الحرية بشكل صحيح فكل الحفلات التي نظموها كانت تتم بشكل راقي وكانت الجامعة نظيفة جدا فسلوكيات وروح ميدان التحرير كانت موجودة في الجامعة. وأكدت أن تجربة 25 يناير جعلتنا نتأكد أن استنفار الشباب بشكل إيجابي هو أمر وارد جداً وأن ما كنا نقوله عن أنه شباب سلبي وليس له دور تغير تماما.