بدأ أمس السبت العام الدراسي الجديد بالجامعات المصرية وسط توقعات بأن تشهد الجامعة هذا العام غزوا مكثفا من مختلف حركات التغيير التي نجحت خلال الأشهر القليلة الماضية في إثبات وجودها داخل الشارع السياسي المصري ، وتسعى إلى اكتساب أرضية جديدة من خلال ضم عناصر شابة من طلاب الجامعات . هذه التوقعات دعمتها معلومات ذكرتها مصادر أمنية داخل عدد من الجامعات ، منها جامعة عين شمس والقاهرة ، تفيد بأن الأجهزة الأمنية المسئولة عن متابعة النشاط الطلاب بالجامعات أعدت خططا لهذا العام للتعامل مع النشاط الطلابي لحركات التغيير وعلى رأسها كفاية والحملة الشعبية وشباب من أجل التغيير. وأشارت المعلومات الأمنية إلى أن سياسة الحرس الجامعي لن تعتمد على مصادرة حق هذه الحركات في إقامة نشاطها الطلابي داخل الجامعة ، لكنها ستركز على دعم أصوات مضادة على هيئة أسر وجمعيات طلابية برعاية إدارات الكليات والأمن. على أرض الواقع ، شهد اليوم الأول للعام الدراسي تنافسا حادا بين العديد من الأنشطة التي نظمتها إدارات الجامعات والطلاب المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين ، إضافة إلى أنشطة لحركات التغيير وأبرزها شباب من أجل التغيير . وفي جامعة عين شمس نظمت إدارة الجامعة عرضا بانوراميا لممثلين عن اتحادات طلاب كليات الجامعة يحملون الأعلام ومعهم فرق الجوالة وطلاب التربية العسكرية ، الأمر نفسه تكرر ولكن على هيئة تجمعات طلابية من الاتحادات لاستقبال الطلبة الجدد مع وعد بخدمات متميزة مثلما حدث في جامعات الإسكندرية وطنطا وأسيوط. وقد تنافس الطلاب الممثلون لقوى المعارضة مع طلاب الاتحادات في استقبال الطلبة الجدد واللافت أن طلاب الإخوان وشباب من أجل التغيير حظوا بإقبال أوسع بكثير من الذي حظيت به حفلات طلاب الاتحادات. ففي جامعة عين شمس قامت أسر طلاب الإخوان المسلمين ، وهي جميعا أسر غير رسمية بمعنى أن إدارات الكليات لا تعترف بها وتعتبرها غير قانونية ، بعمل معارض للوحات واسكتشات فنية لاستقبال الطلبة الجدد. واستهدفت المعارض والاسكتشات تعريف الطلاب بأقسام الكليات وشروطها ونظام الدراسة بها ، وقام طلاب الإخوان بتوزيع أكواب العصير البارد على الطلبة الوافدين ، نفس الأمر قامت به أسر الإخوان في عدد من الجامعات مثل القاهرةوالإسكندرية والزقازيق وأسيوط والمنيا وغيرها. ولم يخل اليوم الأول في العام الجديد من مشاحنات بين طلاب الإخوان وطلاب اتحاد الطلبة في جامعة عين شمس والسبب هو دعوة اتحاد طلبة كلية الحقوق بالجامعة إلى حفل راقص أمام الكلية ، واستخدم طلاب الاتحاد D.J قام ببث عدد من الأغاني التي أغرت بعض الطاليات فبدأن بالفعل في الرقص على إيقاعها لكن ما أن وصل الخبر إلى طلبة الإخوان حتى تجمعوا حول الحفل الراقص ورفعوا أحدهم على الأكتاف وجعل يخطب في الطلبة والطالبات ويحثهم على الإقلاع عن هذا الفعل المحرم شرعا. قوبلت دعوة طالب الإخوان باستهزاء وسخرية بالغين من طلبة الاتحاد لكن نجحت مساعي الإخوان في فض الحفل الراقص. شهد اليوم الأول كذلك بدء نشاط طلاب من أجل التغيير المنبثقة عن حركة كفاية بجامعة القاهرة ، وتمثل ذلك في عدد من المعارض التي رحبت بالطلاب الجدد وربطت فساد وأوضاع الجامعة بفساد النظام السياسي. المنظر اللافت للنظر في اليوم الأول للعام كان الحضور المكثف لقوات الأمن أمام أبواب الجامعات الكبرى مثل القاهرة وعين شمس وحلوان والإسكندرية.