السلفيون رفضوا التظاهر ضد رؤساء الجامعات "أولي الأمر" والآن لا مانع! الإخوان يؤكدون أنهم الأكثر انفتاحاً وعصرية واستعداداً للتضحية لإنجاح العمل! رابطة الطلاب الديمقراطيين يرفضون تعدي السلفيين علي خصوصية الزملاء رغم كل المشاكل التي لا تزال معلقة، إلا أن العام الدراسي0 201/ 2011 بالتأكيد سيكون علامة فارقة في تاريخ الجامعات المصرية.. فبدايته شهدت قرار المحكمة الإدارية العالية بطرد الحرس الجامعي التابع لوزارة الداخلية وهو القرار الذي لم يتحقق بشكل تام إلا مع النصف الثاني من العام الدراسي الذي شهد ثورة 25 يناير، ليتغير المشهد الجامعي علي المستوي الطلابي بشكل كبير. لم تعد الجامعة حصناً عسكرياً، وأصبح الزائر للحرم الجامعي لا يحتاج إلي التصريحات الأمنية والمكالمات للأساتذة والإدارة ناهيك عن التفتيش والتعنت الأمني عند البوابات. قرار طرد حرس الداخلية وضباط أمن الدولة انعكس بوضوح علي المناخ الجامعي. في كل مكان ستجد لافتات متنوعة تعبر عن مختلف التيارات السياسية والاجتماعية من أقصي اليمين إلي أقصي اليسار. الطلاب الذين كانوا يقضون وقتهم في تناول المشروبات الغازية والسندوتشات وهو يهضمون وقتهم في كسل حيث لا توجد أي مساحة للنقاش أو الفعل، أصبحوا الآن مندمجين في جماعات وحلقات نقاشية. بمرورك جوارهم ستسمع نكتة هنا عن ثروات الرئيس السابق، أو نقاشا هناك عن ثورة الغضب الثانية وهل ننزل للميدان أم لا؟ تمر طالبة توزع بياناً لإحدي الحركات السياسية أو مجلة طلابية تصدرها إحدي الحركات الطلابية.. مشاهد كان من المستحيل رؤيتها قبل ذلك وتوزيع ورقة تطالب بإيقاف المحاكمات العسكرية داخل الحرم الجامعي كان في العصر السابق مغامرة تستلزم التخفي والحيطة وتعرض صاحبها لمجموعة متنوعة من العقوبات تبدأ من التهديد بمنعه من دخول الامتحانات وحتي السجن والاعتقال. حالة أحمد صابر الطالب بكلية طب جامعة عين شمس توضح الفرق الكبير في المشهد الطلابي داخل الجامعة قبل وبعد الثورة، فرغم أنه لا ينتمي لأي تيار سياسي إلا أنّ صابر في كل مرة حاول فيها دخول انتخابات اتحاد الطلبة في الكلية كان يتم شطب اسمه من قبل الأمن الذي لم يكن يكتفي بذلك فقط، بل يقوم أيضاً بشطب اسم أي شخص في أسرة صابر الطلابية التي تحمل اسم "فكرة" والسبب أن الأمن لم يكن يعرفهم ولا يضمن ولاءهم، وكان يفضل تسليم الاتحاد لطلبة من أعضاء الحزب الوطني. لكن بعد الثورة حينما أجريت انتخابات اتحاد الطلاب تقدم لها أكثر من 200 طالب ولم يتم شطب اسم أي شخص منهم حتي طلبة الإخوان المسلمين الذين حصلوا علي 35٪ من مقاعد الاتحاد التي توزعت علي طلبة مستقلين وآخرين من تيارات سياسية أخري بينما فاز صابر برئاسة اتحاد الطلاب. صحيح أن الوقت لم يكن كافياً ليستطيع الاتحاد الجديد تحقيق كل طموحات أعضائه لكنه وخلال الشهور الماضية نجح في تنظيم أكثر من فعالية بداية من تنظيم يوم التضامن مع الشعوب حيث تضم الكلية عدداً من الطلاب من مختلف دول العالم ومثل هذا اليوم فرصة لكل طالب منهم لعرض ثقافته الوطنية الخاصة. كما نظم الاتحاد الذي يرأسه صابر أكثر من ندوة عامة تحدث فيها عدد من المفكرين والكتاب أبرزهم فهمي هويدي، وهو الاسم الذي يتكرر في معظم الندوات الطلابية والسبب كما يوضح صابر أن معظم الكتاب والمفكرين الآخرين يرفضون القيام بندوات في الجامعة. يذكر صابر أن الاتحاد كان قد نظم يوماً تضامنياً مع الانتفاضة الثالثة وحاول توجيه الدعوة لأي من المفكرين أو الكتاب الكبار والشباب واتصلوا بأكثر من 15 شخصية بداية من د.محمد سليم العوا وحتي الشاعر هشام الجخ لكن جميعهم اعتذروا. صابر لا يعرف سبباً لانصراف الكتاب والمثقفين عن تلبية دعوة الطلبة والمشاركة في ندواتهم وفعالياتهم الثقافية. لكن ربما يكون السبب أنه لا توجد كاميرات تلفزيونية تصور مثل تلك الندوات، وشعار المثقف الحديث كما نعرف هو "صور.. صور يا عم الحاج". لكن حتي بعدما أصبحت انتخابات اتحاد الطلبة تتم في مناخ من الشفافية والحرية لا يزال اتحاد الطلبة كهيئة منتخبة تمثل الطلبة مقيداً بسبب لائحة اتحاد الطلبة التي وضعها الرئيس السادات للقضاء علي حركتهم، وهي اللائحة التي ينادي الطلبة بتغييرها. عبد الرحمن سامي (هندسة-عين شمس) أحد الطلاب المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين كما أنه مشارك في ائتلاف الطلبة الذي أسهم في أكثر من ورشة للعمل علي تعديل اللائحة الطلابية، يحدد أبرز سلبيات اللائحة الحالية قائلاً: "أي نشاط طلابي لا يزال