وزير التعليم يقوم بزيارة مفاجئة ل3 مدارس بالجيزة    رئيس جامعة المنوفية يرأس لجنة الاحتياجات ويناقش الخطة الخمسية للأقسام العلمية وتعيين المعيدين    «العمل»: 2 مليار جنيه إعانات طوارئ ل429 ألفا و301 عامل في 3991 منشأة (تفاصيل)    التموين تطلق شوادر الأضاحي في 20 مايو    «مدبولي»: الحكومة تضع على عاتقها مسئولية حماية الفئات الأكثر احتياجًا    مدبولي: المنطقة الاقتصادية لقناة السويس نواة لجذب الاستثمارات العالمية    توريد 83 ألف قمح إلى صوامع وشون محافظة الغربية    البترول: 3 اكتشافات جديدة للزيت والغاز بالصحراء الغربية وخليج السويس    استمرار انعقاد جلسات مؤتمر الفاو لدعم استراتيجية الصحة النباتية فى منطقة الشرق الأدنى    القوات الروسية تحرر بلدة «ميروليوبوفكا» في جمهورية دونيتسك الشعبية    حماس: إطلاق سراح عيدان ألكسندر نتيجة اتصالات جادة مع أمريكا    مشكلة أمنية.. واشنطن بوست تفجر مفاجأة حول الطائرة القطرية المهداة لترامب    وزير التجارة العراقى: العرب أمام لحظة مفصلية للانتقال من التنافس المحدود للتكامل    حصيلة ضحايا الحرب على غزة تتجاوز 52 ألفا و900 شهيد    اتصال هاتفى بين وزير الخارجية ونظيره القبرصى    طاقم تحكيم أجنبي لمباراة الأهلي والزمالك في نصف نهائي دوري سوبر السلة    سقوط متتالي.. 3 أسباب وراء انهيار منظومة ريال مدريد هذا الموسم    وكيل وزارة التربية والتعليم بالغربية يتفقد الامتحانات بمدارس شرق وغرب طنطا    خلاف بين شابين على أولوية المرور ينتهي بجريمة قتل في شبرا الخيمة    الداخلية تكشف ملابسات سير سيارة نقل عكس الاتجاه بالجيزة وضبط قائدها    بزعم تنظيم رحلات حج.. «الداخلية»: ضبط مكتب سياحي غير مرخص بتهمة النصب على المواطنين    «البيئة» تطالب السائحين بالابتعاد عن «القرش الحوتي»    سوداني ينهي حياة إريتري ذبحًا في الطالبية    شاهد الاستعدادات النهائية لحفل افتتاح مهرجان كان السينمائي الدورة ال 78 (صور)    تحسين التجربة السياحية بالمتاحف والمواقع الأثرية بمنطقة مجمع الأديان بمصر القديمة    10 معلومات عن الروائي صنع الله إبراهيم    عاجل- نجاح فريق طبي مصري في إنقاذ سائحين من روسيا والسعودية بعمليات قلب دقيقة بمستشفى العجوزة    الصحة تنظم قافلة طبية مجانية للأطفال بمطروح    تحرير 138 مخالفة للمحلات غير الملتزمة بقرار الغلق لترشيد الكهرباء    مقتل 3 عناصر جنائية وضبط آخرين فى مواجهات أمنية    الأكاديمية الطبية العسكرية تفتح باب التسجيل ببرامج الدراسات العليا.. اعرف الشروط والتخصصات    جدول مواعيد امتحانات الترم الثاني 2025 في محافظة أسيوط جميع الصفوف    الاتحاد الأوروبي: لن نستأنف واردات الطاقة من روسيا حتى لو تحقق السلام في أوكرانيا    شريف ليلة.. أبرز مشاركات الفنان الراحل السينمائية والدرامية    دار الإفتاء المصرية تطلق برنامجًا تدريبيًّا للصحفيين لتعزيز التغطية المهنية للقضايا الدينية والإفتائية    قريبًا.. كريم محمود عبد العزيز يروج لمسلسله الجديد "مملكة الحرير"    غدا آخر موعد للتقديم.. وظائف شاغرة في جامعة أسيوط    البنك الأهلي يوقع بروتوكول مع مجموعة أبوغالى لتوريد وتسليم سيارات "جيلي" بمصر    رئيس الاتحاد البرازيلي: تلقيت تعليقات من اللاعبين بشأن أنشيلوتي    صحة المنوفية تتابع سير العمل بمستشفى بركة السبع المركزي    داعية إسلامي: احموا أولادكم من التحرش بالأخذ بالأسباب والطمأنينة في التوكل على الله    هل يحق للزوجة طلب زوجها "الناشز" في بيت الطاعة؟.. محامية توضح الحالات والشروط    مدير عمل بني سويف يسلم عقود توظيف لشباب في مجال الزراعة بالأردن    صحة غزة: شهيدان فلسطينيان إثر قصف إسرائيلي استهدف مجمع ناصر الطبي    تشكيل الأهلي المتوقع لمواجهة سيراميكا في الدوري    ارتفاع أسعار الحديد والأسمنت اليوم الثلاثاء بالأسواق (موقع رسمي)    صبحي خليل يكشف أسباب تألقه في أدوار الشر وممثله المفضل ورسالة محمد رمضان له    إرشادات دقيقة لأداء مناسك الحج والعمرة كما فعلها الرسول صلى الله عليه وسلم    اليوم.. استكمال محاكمة متهمين في قضية داعش العمرانية    حكم تسوية الصف في الصلاة للجالس على الكرسي.. دار الإفتاء توضح    بيان هام من محامية بوسي شلبي بشأن اتهامات خوض الأعراض: إنذار قانوني    غيابات مؤثرة بصفوف الأهلي أمام سيراميكا كليوباترا في الدوري المصري    الأهلي يحصل على توقيع موهبة جديدة 5 سنوات.. إعلامي يكشف التفاصيل    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 13-5-2025 في محافظة قنا    يلا كورة يكشف.. التفاصيل المالية في عقد ريفيرو مع الأهلي    منتخب مصر للباراسيكل يكتسح بطولة إفريقيا لمضمار الدراجات ويحصد 29 ميدالية.    اعتماد 24 مدرسة من هيئة ضمان جودة التعليم والاعتماد بالوادي الجديد    طفل ينهي حياته داخل منزله بالإسماعيلية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عمر الشريف: لست راضيا عن 90 فى المئة من أفلامى ويعجبنى منها خمسة فقط
نشر في الدستور الأصلي يوم 15 - 10 - 2011

عشقه الوحيد امرأة مصرية، وأصدقاؤه المقربون ينتشرون على مقاهى القاهرة وكافيهاتها، يعشق تفاصيل الحياة اليومية للناس فى الشوارع، لا يتوقف عن تأمل ملامحهم، ولم ينقطع يوما عن سماع حكايات سائق التاكسى وآرائه فى البلد وأحواله وحلوله المقترحة ليصبح أحسن بلد فى الدنيا، وهى النصائح التى تبدأ عادة بجملة «يا أستاذ عمر البلد دى عايزة... » فيسمع الأستاذ عمر بإنصات واستمتاع يجعلانه كارها اللحظة التى يصل فيها إلى المكان الذى يقصده، لأنها ستحرمه من الاستمتاع بباقى حكايات عم رضوان سائق التاكسى..
رجل بكل هذا العشق والاشتياق إلى بلده كيف يمكنه أن يعيش ساعة واحدة بعيدا عنه؟ فما بالك بأربعين عاما قضاها بين استوديوهات أمريكا وإنجلترا وفرنسا وإيطاليا، تحول خلالها إلى أيقونة عالمية، أربعون عاما حقق فيها نجومية لم يسبقه إليها ممثل مصرى، سافر وعمره 21 عاما وعاد وهو يقترب من الستين، ربما لهذه الأسباب لم يسكن الفنان الكبير عمر الشريف طوال حياته بالخارج منزلا بل عاش متنقلا بين الفنادق، حتى رحلاته القصيرة إلى الخارج فيما بعد قضاها ضيفا يحلم بالعودة إلى منزله فى أقرب فرصة.. آخر سفرياته كانت إلى فرنسا فى رحلة علاجية وبمجرد وصوله إلى مطار القاهرة عاد «دكتور زيفاجو» إلى هوايته الأساسية يستمع إلى حكايات الناس ويتأمل ملامحهم ويحكى عنهم.
«عمرى مابزهق من الناس.. وخصوصا الناس الغلابة هم دول اللى يهمونى.. إنما الكبار دول بالنسبة لى صفر على الشمال»، بهذه الكلمات بدأ الفنان الكبير عمر الشريف حواره مع «التحرير»، مشيرا إلى أنه انحاز للناس يوم 25 يناير، عندما فوجئ بتجمعات هائلة فى ميدان التحرير، فى ذلك اليوم الذى لم يكن يعلم قبله بأى ترتيبات من أى نوع، فهو لا يدخل على الإنترنت وليس لديه تليفون «أنا ماعرفش حاجة عن طرق التواصل الحديثة دى.. أنا لما بحب أتكلم مع حد بقابله» -يقول الشريف- لذا فقد كانت مفاجأتى كبيرة وأنا أنظر من شباك غرفتى المطلة على شارع قصر النيل وأشاهد كل هؤلاء المصريين يطلقون الشرارة الأولى لثورة حقيقية، وكانت فرحتى لا توصف وشاورت لهم بإيدى عشان يشوفونى ويعرفوا إنى معاهم.
واللى بيحصل فى البلد دلوقت من ضرب نار وقتل وعنف طبيعى جدا -يستأنف الشريف- لأن الشعب المصرى عمل خطوة مهمة لكنه للأسف مش واخد على الحرية، هو واخد على الضرب طول عمره والسكوت، لذا من المنطقى أن يسيطر الارتباك على تصرفاته فى أولى جولاته مع الحرية، ومع ذلك أنا شايف إن مصر بكل اللى بيحصل فيها اليومين دول أفضل من مصر قبل 25 يناير، وهنا يظهر الانفعال على وجه النجم الكبير ويرتفع صوته وهو يقول «مصر قبل 25 يناير كانت زبالة، كل حاجة فيها كانت زبالة، ناس بتسرق فلوس وترميها فى بلاد برة، وناس مش لاقية تاكل، كان لازم الثورة تقوم علشان البلد يبقى فيها عدالة وحرية وديمقراطية ويبقى عندنا برلمان حقيقى، وهيحصل، أنا عارف إن البلد دى حالها هيتعدل قريب قوى».
ومن حال البلد إلى حال السينما ينتقل عمر الشريف مشيرا إلى أن الأفلام المصرية أفلام درجة تانية، لكن الجمهور بتاعنا بيحبها، متسائلا «يبقى فين المشكلة؟ لماذا نسعى طوال الوقت لصناعة تشبه الأفلام الأمريكية إذا كان الجمهور المصرى لا يحب الأفلام الأمريكية، إحنا الجمهور بتاعنا بيحب اللمّة فى الأفلام، يعنى لو فى أب وأم بنت حلوة ومعاهم طفلة صغيرة يفرح جدا، حتى المسلسلات بتاعتنا شبهنا، تلاقى معظم الممثلات من الحجم الثقيل، فتجد الممثلة تخينة كده وتتكلم أمام الكاميرا والمشاهد بيتفرج وهو ليس منزعجا من حجمها. باختصار بره بيعملوا أفلام شبههم ومبسوطين بيها، واحنا بنعمل أفلام ومسلسلات شبهنا والجمهور مبسوط».
ويكمل النجم الحاصل على جائزة «سيزر» لأفضل ممثل وثلاث جوائز «جولدن جلوب» قائلا «أنا شخصيا لم أشاهد سينما منذ أربعين عاما مكتفيا بمشاهدة المسلسلات الأمريكية القصيرة التى تعرض فى التليفزيون وهى أحيانا بتبقى تافهة لكنى لا أطيق مشاهدة فيلم ساعتين على بعض. ثم انتقل الحديث لفيلم (المسافر) الذى وصفه بأنه فيلم زبالة»، مضيفا «أنا قلت الكلام ده لوزير الثقافة فاروق حسنى وقتها عندما شاهدته وقلت له (الفيلم ده مينزلش) لأنه سيئ جدا، وعندما تم عرضه فى مصر مؤخرا زعلت شوية لكن هعمل إيه يعنى، وبعدين أنا مش بحب أفكر فى امبارح لأنه راح خلاص، ولا فى بكرة لأنه لسه ماجاش، اللى يهمنى اللحظة اللى أنا عايشها دلوقت، والمكان اللى أنا قاعد فيه فى تلك اللحظة.
فأنا مثلا لم أضع فى بالى يوما أننى سأصبح ممثلا عالميا، ولم أحسبها فقد سافرت وعمرى 21 عاما بعد أن اختارنى المخرج العالمى دافيد لين لبطولة فيلم (دكتور زيفاجو)، بعد أن أعجبته صورتى ولم يكن وقتها يعلم أننى أتحدث الإنجليزية، وفوجئ بهذا الأمر فى أول لقاء بيننا فى الأردن، وانطلقت بعدها فى تقديم البطولات فى هوليوود، ووقتها كنت متزوجا من فاتن حمامة وكانت تزورنى فى أثناء وجودى فى الخارج وتقضى معى أسبوعا تعود بعده إلى عملها فى مصر، وقتها فكرت فى العودة إلى مصر، لكن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان يضع معوقات للسفر خارج مصر، فخفت أن أصل بلدى فلا أستطيع مغادرته وكنت تعاقدت وقتها على أفلام عالمية، فكانت الحياة خارج مصر فرضا علىّ لا اختيارا، وقتها لم يتحمل كلانا (أنا وفاتن) فكرة بعد كل منا عن الآخر فتم الانفصال».
وبعد رحيل ناصر جاء السادات وكان دمه خفيفا فطلبت منه أن يؤمن عودتى إلى مصر على فترات، لأتمكن من السفر إلى الخارج فى أى وقت فقال لى «اعمل اللى إنت عايزه»، فقررت العودة إلى مصر بعد رحلة طويلة تعلمت خلالها على أيدى كبار المخرجين فى العالم واستفدت منها كثيرا فى حياتى.
لم يتوقف حديث الفنان الكبير عمر الشريف عن ذكرياته وفترة عمله فى الغربة -بحسب تعبيره- فهو لم يكن له أصدقاء فى الخارج لأن حياتهم تختلف عن حياته، وهو السبب وراء عدم شرائه منزلا وتنقله بين الفنادق طوال حياته فى الخارج مضيفا، «أنا كنت عايش لوحدى وعمرى ماكان عندى شقة، لأنى كنت أنتظر العودة لبلدى عندما عدت اكتشفت أنى اعتدت السكن فى الفنادق، فلم أستطع الانتقال إلى الحياة فى منزل حتى فى مصر. لكن طارق ابنى يقوم حاليا بتجهيز منزل لى فى المعادى لأنى لم أعد أتحمل تكاليف الإقامة فى الفنادق، أنا مابشتغلش دلوقت كتير زى زمان، فعندما كنت صغيرا كنت مستعدا أن أوافق على على أى فيلم يعرض علىّ حتى لو كان متوسطا فنيا أو حتى وحش، لكى أدفع إيجار غرفة الفندق اللوكس التى كنت أسكنها، ماهى لازم تبقى لوكس وإلا يضحكوا علىّ أنا كنت نجما هناك». ويكمل الشريف قائلا «على فكرة أنا غير راض عن 90 بالمئة من الأفلام التى قدمتها، ويعجبنى منها حوالى خمسة أفلام فقط».
ومن الحديث عن الماضى إلى ما يفكر فيه حاليا، انتقل عمر الشريف مشيرا إلى أنه لم يعد يبحث عن البطولات «أنا خلاص بقيت راجل عجوز يعنى لو لقيت فيلم يناسبنى أو اتنين لحد ما أموت يبقى كويس، ما أنا مش هفضل أعمل بطولات وأنا صغير وأنا كبير وأنا راجل عجوز كمان، أنا دلوقت ممكن أوافق على دور أب أو جد بيحب أحفاده، يعنى حسب ما المخرجين يشوفوا. وبعد كده هعتزل التمثيل نهائيا، أنا راجل عديت ال80 سنة هفضل أشتغل لحد امتى؟».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.