المواطن البسيط أو المطحون بالمعنى الدارج هذه الأيام أصبح يتلقى الضربات الضربة تلو الأخرى ، حتى أنه أصبح لا يستطيع التصدي للضربات التي تأتيه يوما من رغيف الخبز ويوما من اللحوم ويوما من الخضروات والفاكهة مع انخفاض نسبة الدخل وارتفاع مستوى المعيشة ، الأمر الذي جعل رب الأسرة يشعر وكأنه فى حلبة مصارعة من أجل لقمة العيش والحياة الكريمة لأسرته . ومن المؤلم أن تسمع كلمة أجيب منين ؟؟؟ التي أصبحت ملتصقة بلسان كل مواطن مصري . وأصبحت الشكوى الآن من وسائل المواصلات أيضا ، حيث يحاول كل سائق أن يوفر حياة كريمة لأسرتة ، فنجد أنه يقطع بالراكب مسافة قصيرة ويطلب مبلغ كبير بحجة ارتفاع أسعار البنزين والرخصة وترخيص السيارة وارتفاع تكاليف الحياة ، وكل من الطرفين يقول أجيب منين ، إضافة إلى الخناقات المتكررة بين سائقي التاكسي والميكروباص والمواطنين والتي تصل أيضا إلى السب بأفظع الشتائم وأحيانا أخرى الضرب . وحتى نتعرف على الحقيقة التقت "الزمان المصرى" بالراكب والسائق . فى البداية يقول رأفت محمد – موظف : ركوب التاكسي يعني استغلالا سواء للراكب ويكفي أن كل وقت له أجرة مختلفة فيتم مضاعفتها في أوقات الذروة والتكدس المروري وفي الساعات المتأخرة من الليل والحجة جاهزة وهي غلاء أسعار البنزين وتكاليف الصيانة ، ناهيك عن إهانة السائق لك فى حالة رفضك دفع الأجرة التي طلبها السائق . وتقول منى السيد حلمي : أحيانا أضطر إلى ركوب التاكسي فى وقت ازدحام الشوارع أثناء خروج التلاميذ من المدارس ، وحينما أعطى للسائق ثلاثة جنيهات يرفع صوته ويتخانق معي ويقول خمسة جنيهات المشوار طويل والشوارع مكسرة والعربية اتبهدلت أعمل إيه بالأجرة دي وأضطر أن أدفع له المبلغ الذي يريده حتى أتخلص من سلاطة لسانه وسوء ألفاظه . ويقول محمود الرفاعى : للآن لم أعان أي مشاكل مع سائقي التاكسي لأني قررت أن أستخدم قدمي بدلا من أن أدفع كل نقودي فى التاكسيات ، ولكن للأسف مشكلة المواصلات لا تقتصر على التاكسي فقط ، حتى الميكروباص الذي اعتاد أبسط الناس عليه كوسيلة مواصلات أصبح رحلة عناء بسبب تعنت السائق مع الركاب ، تبدأ المعاناة منذ ركوبك الميكروباص أولا يقول السائق جمعوا الأجرة ، ولما تتجمع يقول الأجرة ناقصة ويقف فى الطريق ونضطر أن نقوم بسد الناقص رغم أن الكل دفع حتى يتحرك السائق ولا تتعطل مصالحنا ، وحينما نطلب منه التوقف فى مكان ما يعمل مطنش عشان ينزل واحد فى مكان قريب منى وننزل سوا بدل ما يقف مرتين ومش مهم الراكب يمشى تانى عشان يوصل للمكان اللي هو عايزة ، ثم تكتمل المعاناة حينما تقول للسائق انك كنت تريد التوقف فى مكان آخر ، فتجده يسب ويلعن اليوم الذي عمل فيه سائق ويلعن ارتفاع سعر البنزين والرقابة المرورية وكأنك كراكب مسئول عن كل مشاكله . وتكره نهى عادل 18 سنة وسائل المواصلات والمواقف بالكامل وخاصة منطقة المطري وباب الحرس ، لأن الموقف هو مكان تجمع السائقين وعند مرور فتاة تسمع وابل من المعاكسات والمضايقات والكلام الخادش للحياء ، وكأن السائق يقف ليعاكس الفتيات ، وسائقي التاكسي بمجرد ركوب أي فتاة يحاول فتح حوار معها عن أحوال التعليم والبلد وتنتهي ب ( خدي رقم موبايلى ولو أي وقت كلميني قوليلى انتى فين وأجيلك ) وأصبحت أشعر أن التاكسي فى دمياط سيتحول إلى ديليفرى . ويقول محمود محمد حسن 36 سنة : سائق التاكسي يحاول أن يأخذ من الراكب أكبر مبلغ ممكن بحجة الطرق اللي مش ولابد واللي بتبهدل العربية وان أنا اللي جبته المكان دا ولازم أعطيه الأجرة المناسبة ، وسائق الميكروباص ياخد جنيه ويحلف انه ماخدش غير 50 قرش عشان ياخد أجرته مضاعفة وياخد من كل واحد شوية ، ويكتبوا على السرفيس 35 قرش وياخد 50 قرش ولا يقبل التنازل ، فأصبحنا ننفق على المواصلات مبالغ باهظة فى كل يوم وخاصة لو عندك أطفال فى المدارس والدروس ، نجيب منين ؟؟؟ ويضيف محسن محمد 30 سنة : أحيانا أكون فى طريقي الى مكان بعيد عن خط السرفيس وأضطر أن أركب تاكسي فأجد السائق يرفض توصيلي للمكان الذي أريده بحجة أن المكان بعيد ، ونجدهم يرغبون فى العمل داخل المدينة فقط وعلى الطرق الرئيسية ، ويرفضون توصيل الذبون للقرى ولو حدث يقف السائق عند مدخل القرية ويقول أنا مبدخلش جوا عشان الطرق ، ماذا أفعل لو كان الطريق طويل ؟ أكيد لازم أكمل مشى ومش مهم الفلوس اللي دفعتها واللي طبعا بياخدها السائق كاملة ويرفض اى تنازل حتى لو موصلنيش للمكان اللي أنا عايزه . وتقول إيمان شعبان : بمجرد ركوب التاكسي يبدأ السائق في التحدث عن غلاء المعيشة وارتفاع سعر البنزين كوسيلة للضغط علي الركاب ورفع الأجرة.. وإذا اختلفنا في قيمة "المشوار" ينقلب الأمر إلي شجار لذلك فالحل لهذه المشاكل هو إلزام سائق التاكسي بالعداد بلا نقاش. ويقول إيهاب عبد المنعم : جشع سائقي التاكسي أصبح واضحا فهم لا يقبلون توصيل الركاب إلا بعد الاتفاق علي الأجرة وعادة ما تكون مبالغا فيها.. هذا حال التاكسي القديم فماذا ننتظر من الحديث متكامل الإمكانيات؟!! وبعد الاستماع للركاب كان لنا أن نستمع لسائقي التاكسي لنعرض الرأي والرأي الآخر علي أحمد "سائق تاكسي قديم": رغم أن وزارة المالية قررت إحلال وتجديد التاكسي القديم وأعطت مهلة حتى سنة 2011 فإن معظم سائقي التاكسي القديم يعجزون عن توفير ثمن أحد موديلات التاكسي الجديد فالأسعار تتراوح بين 70 و90 ألف جنيه والقسط قد يصل إلي 1200 جنيه وإذا ظللنا نجوب الشوارع 24 ساعة لن نغطي ذلك إلي جانب تكاليف الحياة اليومية!! ويقول محمد محمود سائق تاكسي أضطر إلى رفع الأجرة لأن اللوح المعدني وصل ثمنه إلى 100 ألف جنيه غير ثمن التاكسي ، ولا يوجد ترخيص للتاكسي ، ولذلك أضطر إلى تعويض خسارتي .