أكد مجدي أحمد حسين أمين عام حزب العمل أن مصر الآن تتعرض لأكبر حملة سرقة ونهب وتجويع يقوده مبارك وأسرته ومقربوه وأصحاب ولي عهده جمال، مشيرًا إلى الغلاء الفاحش وغير المبرر في أسعار كل السلع الرئيسية مثل الزيت والسكر والسمن والشاي علاوة على رغيف الخبز الذي أصبح الحصول عليه من الأفران يتطلب قوة من "الكوماندوز" لتتحمل معاناة طوابير الخبز الذي سقط من أجله عشرات القتلى حتى الآن في مختلف مناطق مصر، إضافة إلى ثروات مصر الطبيعية التي تنهب وتباع إلى أعدائنا بربع أثمانها ويذهب ربحها داخل جيوب مبارك وأسرته، ولا يخفى على أحد حماية مبارك وابنه لحيتان الاحتكار بقيادة أحمد عز ابن مبارك المدلل وصديق ابنه "جيمي" والذي أوصل بممارساته الشقة في الأحياء الشعبية إلى ربع مليون جنيه وأغلق الباب نهائيًا أمام الشباب الراغب في الزواج الحلال. الجماهير: يا رئيس الجمهورية فين العيش والطعمية اللي بيرفع في الأسعار يبقى عميل الاستعمار كتب: محمد أبو المجد
وأضاف حسين أن الله عز وجل أمر الأمة بأن تقاوم الظلم وأن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وجعل ذلك واجبًا عليها وبين أن ذلك سبب خيريتها، وبالتالي فإن ما يقوم به حزب العمل وغيره من القوى الوطنية الشريفة في الأزهر هو جزء لا يتجزأ من العبادة وإكمال لدور المسجد الذي تحاول الحكومه قصره على الصلوات فقط!! ودعا حسين الجماهير المصرية إلى الإضراب الشامل يوم 6 أبريل المقبل – وهو اليوم الذي حددته القوى الساسية والوطنية المصرية ليكون يومًا للغضب على نظام مبارك وذلك استجابة لمطالب عمال المحلة الشرفاء - ليعرف النظام المصري أن الشعب قد فاض به الكيل وأنه على استعداد أن يقف صفًا واحدًا أمام جيوشه وقوات أمنه وأن يضحي بحياته إن اقتضى الأمر حتى يعيش المواطن المصري عيشة كريمة تليق به وحتى ينتصر الحق ويندحر الباطل. حشود غاضبة.. وهتافات مدوية وقد جاءت تصريحات أمين عام حزب العمل السابقة في مؤتمر الحزب الأسبوعي بالجامع الأزهر، والذي شهد اليوم تفاعلاً جماهيريًا غير مسبوق عندما تناول المؤتمر الأوضاع الداخلية المأساوية التي يعيشها الشعب المصري على كل المستويات في ظل إجرام مبارك ورجاله، فقد احتشد بعد الصلاة مباشرة آلاف المصلين لم يرهبهم الانتشار الأمني المكثف داخل المسجد ولا التحرشات التي حدثت بالبعض منهم من بلطجية الأمن الذين حاولوا التشويش على كلام الأمين العام لحزب العمل ولكنهم لم يفلحوا، ودوت هتافات الجماهير الغاضبة في أركان الجامع الأزهر: "حسبنا الله ونعم الوكيل"، "ارفع ارفع في الأسعار واخدم تجار الدولار"، "يا رئيس الجمهورية فين العيش والطعمية"، "اللي بيرفع في الأسعار يبقى عميل الاستعمار"، "ياجمال قول أبوك كل الشعب بيكرهوك"، وأبدى الجماهير تفاعلاتهم تلك أثناء كلمة مجدي حسين وتكررت تلك الهتافات كثيرًا منهم. وقد حضر المؤتمر أيضًا أبو المعالي فائق عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمل وأمين محافظة الغربية وعدد من شباب الحزب وناشطوه. أوقفوا نهب مصر!! وقد بدأ مجدي حسين كلمته بأن مصر الآن تتعرض لأكبر حملة سرقة ونهب وتجويع من زمرة من اللصوص والفسدة بقيادة مبارك وأسرته ومقربوه الذين امتصوا دم الشعب المصري وجعلوه أفقر شعوب المنطقة بل من أفقر شعوب العالم وعاثوا في الأرض فسادًا وظلمًا أصبح السكوت فيه عليهم من أسباب الغضب الإلهي في الدنيا والآخرة. واستعرض حسين بعض مظاهر الفساد والظلم التي فاقت كل الحدود في مصر، فأوضح أن رغيف الخبز أصبح الآن أثمن من الذهب حيث يتقاتل عليه الناس ويسقط منهم العشرات صرعى وآخرهم 14 قتيلاً في حلوان وتضخمت ظاهرة طوابير الخبز أمام الأفران حتى أصبح الحصول على رغيف الخبز يحتاج الآن إلى فرقة "كوماندوز" مدربة ومسلحة حتى تستطيع تحمل المعاناة الشديدة الناتجة عن انتشار مافيا بيع الدقيق المدعم بمعرفة ومشاركة الحكومة في الأمر باكثر من شكل علاوة على العجز الشديد في مخزون القمح رغم أن مصر بها أكثر من 6 مليون فدان صالحة للزراعة، ولكنها سياسات وزير الزراعة المتصهين السابق يوسف والي الذي أسقطناه فجاءنا الوزير الحالي "أمين أباظة" ليستكمل مسلسل الإجهاز على الزراعة المصرية وإطلاق يد الصهاينة لتعبث في تربتنا وطعامنا وشرابنا وثروتنا الحيوانية بكل ما أوتيت من سبل شيطانية أسهمت في انتشار أخطر الأوبئة وأخبث الأمراض بين المصريين، وعلى سبيل المثال فقد انتشرت امراض الكبد الوبائية في مصر انتشار النار في الهشيم بالرغم من عدم وجودها بالمرة في دول مجاورة لنا مثل ليبيا والسودان.. فماذا يعني هذا الأمر. نار الأسعار تنهش المواطن وأضاف حسين أن السلع الأساسية سواء كانت غذائية أو غيرها أصبحت أسعارها مثل أسعار العملة تتغير بشكل يومي وهو ما لم يحدث من قبل، مشيرًا إلى اتفاقية "الكوميسا" التي وقعتها مصر والتي كانت من المفروض أن تسهم في انخفاض أسعار بعض السلع الأساسية في هذه الأيام مثل الشاي (فاكهة الفقراء) ولكننا فوجئنا بزيادات جنونية يومية بها حتى وصل سعر زجاجة الزيت هذه الأيام إلى 12 جنيهًا بعد أن كانت ب 8 جنيهات منذ أيام قليلة!!!!!!، وعلى جانب آخر تستعد الحكومة لرفع الدعم بشكل نهائي عن مختلف الساع والخدمات والمشتقات البترولية لتترك المواطن المصري تنهشه الدنيا بنار الأسعار وأنياب الظلم والطغيان. وألقى حسين الضوء على ما أثير أخيرًا عن قيام الجزارين بمجزر البساتين بذبح الكلاب والحمير وتقديم لحومها غلى المواطنين في ظل غياب كامل من مباحث التموين وأجهزة المحليات التي تغط في نوم عميق بينما يأكل المواطنون لحوم الكلاب والحمير ثم نندهش بعد ذلك من انتشار كل تلك الأمراض الغريبة والجديدة بين المصريين!! جرائم أسرة مبارك وأوضح حسين أن كل تلك المعاناة جعلت من المواطن المصري إنسانًا ذليلاً مريضًا بكل الأمراض النفسية والجسدية، في الوقت الذي تصل فيه أرباح ابن مبارك وصديقه أحمد عز وأصدقاء مبارك إلى أكثر من 50 مليار جنيه في الشهر هي حصيلة ثروات مصر الطبيعية التي تصدر للخارج وعلى رأسهم الكيان الصهيوني بأسعار زهيدة للغاية ويدخل الفارق في جيب مبارك وأسرته وأصدقاؤه، ثم يخرج علينا "سيادة الرئيس" وهو قادم من بولندا - ولا ندري ماذا كان يفعل هناك وشعبه يموت جوعًا – ليعلن انحيازه إلى المواطن محدود الدخل ويعدنا بأنه لن يسمح برفع أسعار السلع والخدمات!!! هبوا لرفع الظلم وشدد حسين أن هذه الفترة العصيبة التي تعيشها مصر تحت استبداد وظلم حكم مبارك تقتضي من المصريين هبة واحدة لرفغ هذا الظلم عنهم، موضحًا أن مقاومة الظلم قد أصبحت فرضًا على كل مواطن مصري بنص القرآن، فقد قال الله تعالى : "والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون"، وقوله: "ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون". مؤتمراتنا مستمرة وتعهد مجدي حسين باستمرار مؤتمرات حزب العمل في الأزهر مهما كانت العواقب، مشيرًا إلى أن العدد الأخير من مجلة الأزهر تناول ملفًا به مقالات لعدد من كبار علماء الأزهر وأبطاله القدامى رحمهم الله من أمثال الشيخ الذهبي والشيخ شلتوت يؤكدون فيها على أهمية رفع الظلم عن العباد والبلاد، مضيفًا أن رسالة المسجد ليست فقط في إقامة الصلوات ولكنها تتعدي ذلك إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة العدل في الأرض وهو ما ينادي به حزب العمل في مؤتمراته بالأزهر. النظام أصابه الجنون بالرعب وشن حسين هجومًا شديدًا على النظام المصري ووصفه بأنه مجموعة من الفتوات واللصوص جعلوا مصر وشعبها في الحضيض ويتترسون خلف جيوش الأمن المركزي وأمن الدولة لإجهاض أية معارضة شعبية لجرائمهم المتتالية بحق المصريين، مضيفًا أنه لو كانوا هم على حق كما يدعون لسمحوا بالمنافسة الشريفة لهم في انتخابات المحليات التي حظروا فيها الترشح على كل من لا ينتمي للحزب الوطني الحاكم وليس الإخوان المسلمون وحدهم، بل وسلطوا البلطجية وأرباب السجون وتجار المخدرات ليعتدوا على المرشحين ومندوبيهم أمام لجان تسلم الأوراق وبحضور القضاة، حتى وصلت الأحكام التي صدرت ضد الحكومة بسبب انتخابات المحليات إلى أكثر من 1000 حكم لم ولن تنفذ، موضحًا أن ما يفعله الحزب الحاكم يتعارض مع مبادئ الإسلام الذي أقر حق الشورى ورسخه في الأمة وعارض التوريث والانفراد بالحكم، وبالرغم من محدودية سلطات المجالس المحلية فإن النظام يستميت في منع غير المنتمين إلى حزبه من الدخول إليها وهو ما وصفه حسين بأنه يدل على رعب حقيقي من كل شريف على أرض مصر و"منخوليا سياسية" من النظام على حد تعبيره. تجربة تستحق أن تُذكر وأوضح حسين أن النظام المصري ضعيف للغاية وليس وحشًا كاسرًا كما يتصور البعض وهو يخشى التحركات الشعبية ويعمل لها ألف حساب، وضرب حسين مثلاً على ذلك بما فعله أبو المعالي فائق أمين حزب العمل بمحافظة الغربية لحل مشكلة الخبز، حيق قاد بنفسه المظاهرات أمام الأفران بمدينة "محلة مرحوم" وانضم إليه المئات من المواطنين الأمر الذي جعل الأمن يستدعيه على عجل ويطلب منه إنهاء هذه التحركات فرفض أبو المعالي حتى إنهاء الأزمة وإنهاء فوضي مافيا بيع دقيق الخبز الذي كان السبب الرئيسي في الأزمة، وبالفعل وفي غضون 48 ساعة تحركت القيادات الأمنية وأمن الدولة لحل المشكلة حتى تنتهي حمى المظاهرات التي عمت أنحاء مدينة "محلة مرحوم"، وبالفعل حُلت المشكلة وانتهت الأزمة والآن يرفع الناس في مدينة محلة مرحوم عشرات اللافتات التي تحيي أبو المعالي فائق على وقفته الشجاعة من أجل مواطني الغربية. 6 أبريل.. يوم الغضب الشعبي وفي ختام كلمته، طالب حسين الجماهير المصرية بأن تهب ولو مرة بشكل فاعل لرفع هذا الظلم والطغيان الجاثم على صدور البلاد والعباد، داعيًا إلى إضراب عام للشعب المصري يوم 6 أبريل القادم وهو اليوم الذي حددته القوى الشعبية والوطنية المصرية كيوم للغضب الشعبي على نظام مبارك وحكم العائلة ويأتي ذلك استجابة لمطالب عمال المحلة الشرفاء أصحاب فكرة هذا اليوم، وقال حسين مخاطبًا الجماهير: اجعلوا هذا اليوم يومًا مشهودًا في تاريخ مصر فلتغلق المحلات أبوابها في ذلك اليوم ولنشتري جميع حاجياتنا قبلها وليعتصم كل موطن في بيته حتى يشعر النظام أن الشعب المصري أصبح يدًا واحدة وإرادة واضحة ضد الظلم والفساد والطغيان، فالحياة لحظة أمام خلود الآخرة فلنعشها أعزة كما أمرنا الله، ولنثر على الظلمة ونسطقهم قبل أن يحاسبنا الله على تقصيرنا في حق وطننا وأمتنا. التفاف جماهيري وعقب انتهاء المؤتمر التف عشرات المصلين حول الأمين العام لحزب العمل ليعبروا عن شكرهم له واعتزازهم بالحزب وبجهوده لرفع المعاناة عن المواطنين في كل المجالات، واستمر ذلك الالتفاف الذي أقلق الأمن حتى خروج مجدي حسين ورفاقه من بوابة الجامع الأزهر.