أدهشني زعم الكاتب الأرجنتيني: بورخيس «أن كل روائيي العالم إنما يكتبون رواية واحدة» منذ نشأة الرواية حتي الآن، ويأتي الكتاب الجدد، ليسهم كل منهم فيها بدوره، رواية واحدة هي رواية العالم، وكل رواية جديدة هي إسهام في هذا النص الكوني غير المتناهي، مثل خريطة تفصيلية بحجم العالم، خريطة للحظات الكونية، لقصة الإنسان علي الأرض، تشتمل علي جميع اللغات والنبرات والأماكن والأصوات والوجوه والحبكات والتوقعات والكوارث والأحلام والكوابيس والحروب والموت والحب والجغرافيا والتاريخ والقري والمدن والشوارع والأديان والسياسيين والعاهرات والعربجية والمدرسين وسائقي الحناطير والقطارات والأنفاق والإمبراطوريات والعبيد والثوار والقواميس والتجار والفلاحين والممثلات والخونة والرهبان والتجار والسينمائيين والمقاولين وأصحاب البيوت ذات الأرقام الفردية، وكذا البيوت ذات الأرقام الزوجية والبيوت التي بلا أرقام وسكان الخيام وصانعي الطائرات ومكفني الأموات والروائيين وبناة القبور وذوي العاهات والرحالة والمسافرين في قطارات ليلية وفي جميع المواعيد وراكبي التوك توك ومغتصبي النساء والممثلين وعازفي الكمنجات والظلال ومحصلي التذاكر والتائهين في الصحراء وبناة السدود والمغتربين في اللغة والغزاة والمحتلين والأيتام وساكني القصوروأهل الميت وكتاب القصة القصيرة والذين يعانون القذف السريع والنجارين والجراحين وكتاب السيرة الذاتية والخرتية ومرتادي الطرق السريعة والحوامل في الشهر السابع وأصحاب القبلة الأولي والمناصرين للقضايا العادلة والقضايا الخلافية والأزهريين وخريجي هارفارد ومستوردي الأبلكاش والمنقبين عن البترول والصحفيين وكتاب الأعمدة والرياح والمواسم والبحار ومساحي الأراضي والفضائيين ومدرسات أولي ابتدائي وصباغي الملابس والبرجوازيات الملولات ومناصري غزة والمنسيين في صحاري الحروب وكارهي البشر وأكلة لحوم البشر والأنهار وجيمس جويس والخيال الروائي وسكان السيدة زينب ودار السلام وعزبة «5» والمحامين ونجوم السينما ومشاهدي الأفلام وممارسي العادة السرية ومباحث الآداب والأمريكان من أصل مصري والمعاقين، وعربات تكريم الإنسان والبارات الفقيرة وزائري الموتي والأعراس، والمهاجرين إلي السودان والعائدين من أمريكا وفرانز كافكا والسياح وفصول محو الأمية والصيادين وأصحاب الشفاه الغليظة والشهداء والمحتجزين والمختونين والأفاقين ولاعبي السيرك والعوانس والأرامل ومصارعي الثيران والنساء المرتديات الملاية اللف والمنقبات ومرتديات البكيني والعاريات والمتبولين إلي جوار الحائط وفي المراحيض العمومية والموروطين والذين يسيرون بسوستة مفتوحة ومؤلفي الأدب الساخر، والعائدين من كل مكان والذاهبين إلي مناطق مجهولة وشعراء العامية وأدباء الأقاليم وأسامة بن لادن وبيوت المغتربات والمسافرين إلي اليمن وزارعي الكبد، والذين يبدأ اسمهم بحرف الدال ومواليد برج العقرب والمترجمين ومزوري الانتخابات، والقضاة ولجان التحكيم والفائزين بالجوائز ومن تم استبعادهم في اللحظات الأخيرة والخارجين علي التاريخ وممثلي التراجيديا، وأطباء الأمراض النفسية والممرضات وأصحاب السيارات الخضراء والغرقي ومحدثي النعمة وكتاب السيناريو ومؤلفي الكتب الدراسية ومحترفي الشطرنج والنائمين في الفنادق ويوم «3» فبراير في جميع الأعوام وقارئي الكف والسحرة والانقلابيين وسارقي الدراجات والمحكوم عليهم بالإعدام وصوت سيلين ديون وكوبري عباس لأحمد عدوية وعم أحمد في شارع قصر النيل، ومحبي أدب نجيب محفوظ وزوجات السفراء وتوت عنخ آمون والمايا والأزتيك والمراهقات في أولي ثانوي والمنتظرين والمرخص لهم وأطفال الشوارع والمسافرين إلي الهند وشاربي الكحول ومدخني السجائر المارلبورو الأحمر ومذيعات التليفزيون والملك عشية إعلان الجمهورية ومغتصبي الأطفال والناس ذوي الذيول وشعراء قصيدة النثر وحزب الله ومكدونالدز والسوريين في أمريكا اللاتينية وشفيقة ومتولي وصدام حسين وفتيات المغرب، والباحثين عن الزئبق الأحمر وخليل حنا تادرس والأمازيغ وصدر إليسا وموت سعاد حسني والكافيهات ورواد المولات ودستويفسكي وعلي عزت بيجوفيتش والمرضي في معهد السرطان والشيخ إمام والأب الروحي وسينما اللبان والمتحدثين بالسريانية ونكسة 1967 ووعد بلفور، وأناحين كنت مقيداً بما يمكنني أن أعرف، أيضا، حين لم أجد نهاية ممكنة لهذا النص.