تحت هذا العنوان كتبت زميلتي ناهد الشافعي موضوعًا صحفيًا عن أزمة أنبوبة البوتاجاز العام الماضي. منذ حوالي سنتين بدأت ناهد تكتب أسبوعيًا في مجلة صباح الخير سلسلة من الحوارات تحت اسم يوميات مدير. تتخيل ناهد أسرة مكونة من أب موظف علي درجة مدير إدارة وأم موظفة حكومة أيضًا، وابنة وابن في التعليم. وكل أسبوع يمر علي الأسرة موقف معبر عما يحدث في الأسر المصرية، تناقش ناهد الموقف عن طريق حوارات بين أفراد الأسرة. تضع ناهد علي لسان كل شخصية مجموعه من المعلومات والآراء. تستخدم لغة عامية قريبة من الفصحي تجعل القارئ يشعر بصدق الحوار ويتفاعل معه. نتيجة سلاسة الحوارات وعمقها اقترحنا نحن زملائها أن تحولها إلي مسلسل تليفزيوني أو علي أقل تقدير تجمعها في كتاب. لم تناقش ناهد فكرة التليفزيون معنا واكتفت بابتسامة غامضة. لكنها بدت مستعدة لوضع فكرة الكتاب موضع التنفيذ. نصحناها أن تختار الموضوعات التي لا علاقة لها بالأحداث الجارية حتي لا تحتفظ في الكتاب بموضوع قديم. المفاجأة أننا اكتشفنا أن أغلب الموضوعات صالحة، المشاكل لا تحل ولا تنتهي، يقول المدير ردًا علي دهشة زوجته من تكرار المشاكل كل عام في نفس الموعد وبنفس الطريقة (مستغربة ليه. قولي لي عن أي أزمة حصلت قبل كده والحكومة بتاعتنا عرفت تواجهها ببساطة.. الحكومة عندنا بتتحرك بترتيب.. الأول الأزمة تحصل، وبعدين تتفاقم، ساعتها تبتدي تدينا تصريحات، وبعدين تتحرك، وجهودها تتعثر، وتفشل.. خطوة بخطوة، الأزمة تخلص لوحدها.. وأنا وإنتِ أهو، السنة الجاية حيحصل نفس الشيء). وتحققت نبوءة المدير تكررت نفس الأزمة بنفس السيناريو. فقط زاد ثمن الأنبوبة في السوق السوداء فبدلاً من عشرين جنيهًا أصبح السعر خمسين. زوجة المدير تقول (أنا حاسة إني مكسوفة من نفسي لأني عندي غاز والناس دي متعذبة كده)، هذا هو شعور ناهد وضعته علي لسان زوجة المدير، كان شعورها العام الماضي ثم عاد إليها نفس الشعور الآن. أم سيد الشغالة في بيت المدير هي التي تعاني أزمة الأنابيب بعد أن تغيبت عن العمل خمسة أيام عادت لتقول (أنا كل يوم كنت، أحط الأنبوبة وأقعد عليها.. تييجي العربية بتاعة الأنابيب، أشيلها وأجري، ماحدش يلحق يا خد حاجة.. وبعد شوية نلاقي السريحة ماشيين يبيعوا، السعر وصل عشرين.. أنا بقي بأسأل، الفرق ده بياخده البياع، ولا بيشاركه سواق العربية!! بيتهيألي بتوع المستودع كمان بياخدوا، فيه ناس كتير بتتوزع عليهم الفلوس) بعد إعادة قراءة موضوع الأنابيب، اقترحنا علي ناهد ألا تزعج نفسها بالتوقيت، بل لا تتعب نفسها في كتابة موضوعات جديدة وأن تكتفي بإعادة نشر الموضوعات القديمة!!!