قال الكاتب الكبير «يوسف القعيد» إن مصر تشهد خلال الفترة الحالية حراكاً سياسياً كبيراً، كما تشهد حراكاً أدبياً ووفرة في الإبداع وفي الإعلام عن فترات سابقة، إلا أنه رغم كل هذه العوامل لا يوجد حراك قرائي في المجتمع، بحيث لا يدفع القارئ إلي الإقبال علي شراء الكتاب، مضيفاً: أن مصر خلال ستينيات القرن الماضي قادت العالم العربي كله بالكتاب والرواية والمسرح والسينما والعلوم المختلفة. وأضاف «القعيد» خلال ندوة شهادات التي أقيمت في معرض الكتاب أمس احتفالاً بحصوله علي جائزة الدولة التقديرية أن معدلات القراءة في مصر والوطن العربي متراجعة ولا أحب اللجوء إلي الإحصاءات التي تصدرها منظمة اليونسكو التي تقارنا دائماً ب «العدو الإسرائيلي»، مؤكداً أن درجة اهتمام المواطن المصري والعربي متراجعة بشكل لافت، رغم انتشار الصحف والمجلات ووسائل الإعلام المختلفة علي عكس فترة الستينيات التي كان ظهور كتاب في هذه المرحلة يعتبر حدثاً مهماً ويستحق الانتباه. ومن جانبه، سأل الدكتور «مصطفي الفقي» القعيد عن أسباب ازدهار الفنون والآداب في العهد الناصري رغم أن هناك من يؤكد غياب الحريات واختناق الديمقراطية في ذلك الوقت، فأجاب «القعيد» قائلاً: إنه ضد اعتقال أي إنسان وأنه ضد كبت الحريات وأن العهد الناصري كانت به سلبيات وإيجابيات، إلا أن مصر استطاعت أن تقود العالم العربي في هذه الفترة في جميع الفنون والعلوم، وأنه رغم ما قيل عن كبت الحريات في عهد «عبدالناصر»، فإنه تدخل شخصياً لمواصلة نشر «أولاد حارتنا» في جريدة «الأهرام» والتي كانت تنشرها بشكل أسبوعي وبعد اعتراض الأزهر علي الرواية اتصل «عبدالناصر» ب «محمد حسنين هيكل»، وقال له رواية ل «نجيب محفوظ» يجب أن تنشر بشكل يومي. ووصف «القعيد» هذه الفترة بأنها «كانت مرحلة مجد حقيقي للثقافة المصرية والعربية»، وأن المصريين كانوا مهتمين بالثقافة أكثر من الوقت الحالي. وأشار إلي أن الرواية المصرية تشهد حالياً حالة من الازدهار وظهور جيل جديد يكتب الرواية بشكل مختلف ويبرز ذلك حالة التقلبات الاجتماعية التي يمر بها المجتمع ورغم كل ذلك لا توجد كتابات نقدية أو مجتمع يرحب بهذه الإبداعات واعتبارها علامات مميزة يجب التوقف عندها.