دعا المؤتمر الأول لمجلس القبائل الأسوانية إلى رفض أي تدخلات خارجية للقضية النوبية والتي تحدث الانقسام والفتنة في القضايا المصيرية التي تحتاج من الجميع التكاتف الآن في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد. ورفض بيان صادر عن المؤتمر اليوم "الأحد" ما أسمته القبائل الأسوانية بالمتاجرة بقضية النوبة لصالح البعض الذين يسعون لفرض أجنداتهم السياسية الممولة من الخارج، وفقا لما أعلنته قيادات وزعماء القبائل الأسوانية في المؤتمر الشعبي والذي ضم عمد ومشايخ وقيادات القرى النوبية وقبائل الجعافرة والأصولية والعبابدة والبشارية والعباسيين بحضور المهندس محمد مصطفى السكرتير العام للمحافظة والقيادات الأمنية. من جانبه، رفض خليل الجبالي أحد القيادات النوبية أن يتحدث أحد باسم المطالب النوبية قبل أن يرجع أولا لأهل النوبة ولجذوره داخل مركز نصر النوبة والذي يضم 45 قرية لديها من القيادات الشعبية والطبيعية القادرة عن الدفاع عن هذه المطالب والحقوق من خلال القنوات الشرعية.. لافتا إلى أنه على الرغم من أن المطالب النوبية لم تجد طريقا منذ الستينيات لتنفيذها بسبب انشغال الشأن الداخلي المصري بالحروب المتتالية، إلا أن النوبيين لن يسمحوا بالدخلاء بالظهور الإعلامي على حساب القضية النوبية. وأضاف أنه بهدف وأد هذه الفتن تم تشكيل لجنة عامة كجمعية عمومية من قرى نصر النوبة لإدارة ملف المطالب النوبية بالشكل الحضاري والشرعي، وفي مقدمتها أن تكون هناك دائرة انتخابية مستقلة لمركز نصر النوبة والشروع في تنفيذ باقي مراحل توطين النوبيين على ضفاف بحيرة ناصر بعد تسليم القرى التي تم إنشاؤها بمنطقة وادي كركر، علاوة على دخول إجراءات تمليك النوبيين المقيمين بمدينة أسوان حيز التنفيذ والذين تم تهجريهم خلال الفترة من 1902 حتى 1933. ومن جهته، أكد هلال الدندراوي أمين حزب التجمع بالمحافظة وأحد قيادات قبيلة العباسيين بأن انعقاد مؤتمر اتحاد القبائل العربية ليس موجها ضد النوبيين ، بل إن أجندة المؤتمر تشمل المطالب النوبية ضمن مطالب تهم كافة الأسوانيين دون تفرقة.. مشيرا إلى ضرورة المواجهة الحاسمة لأي محاولات من بعض الدخلاء لإثارة وإشعال نار الفتنة والفرقة بين فئات المجتمع الأسواني من خلال ترديد نغمة التعصب والقبلية بهدف زعزعة استقرار وأمن شعب أسوان. وأشار الشيخ محمد عبد العزيز مدير عام الأوقاف بأسوان إلى أنه سيتم تشكيل لجنة للاتصال بالشباب الوافد من محافظات القاهرة والإسكندرية والسويس للانضمام للاعتصام الذي دعا اليه بعض النشطاء النوبيين أمام مبنى المحافظة اليوم من أجل توعيتهم وإطلاعهم بكل شفافية على الخطوات الإيجابية التي قامت بها الدولة خلال الفترة الأخيرة ، لتحقيق المطالب النوبية في إطار الشرعية والتعرف على حقيقة ما يتم على أرض الواقع وأوضح أنه تم إنشاء 8 قري نوبية شاملة المرافق والخدمات على ضفاف بحيرة ناصر تضم 2000 مسكن تم تشطيبها بشكل حضاري ويناسب البيئة النوبية. وأشاد حسن عوض أحد القيادات النوبية بالدور الإيجابي الذي قام به محافظ أسوان مصطفي السيد منذ توليه المسئولية في سحب آلاف الأفدنة من الأراضي التي تم توزيعها حول ضفاف البحيرة لمستثمرين ورجال أعمال محسوبين على النظام السابق ، فضلا عن تبنيه المطالب النوبية ، ورفعها للجهات المسئولة لأن تنفيذ بعضها يفوق إمكانيات واعتمادات المحافظة ..مشيرا إلى أن النوبيين لا يقبلون بلجوء من يتزعمون القضية النوبية كوسطاء لأجندات خارجية واللعب بورقة اضطهاد النوبيين. وأضاف حسن عوض أنه يتعين على الجميع الانتظار لحين إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية لعرض هذه المطالب من جهات شرعية قادرة على اتخاذ القرار وتنفيذه. وأوضح المهندس محمد مصطفى السكرتير العام للمحافظة أن باب المحافظة مفتوح لأي فصيل أسواني للتحاور والنقاش من أجل تنفيذ مطالبه دون تفرقه أو تمييز حيث إن تنفيذها سيعتبر هدفا يسعى الجهاز التنفيذي لتحقيقه...منوها بأن محافظ أسوان قرر تخصيص الفترة المسائية لاستقبال قيادات القبائل الأسوانية بمختلف انتماءاتها للتعرف مباشرة على الاحتياجات والمطالب الجماهيرية ولتحقيق التواصل مع الشارع الأسواني بشكل أفضل.