بمناسبة الذكرى 112 لميلاد الكاتب الأرجنتيني الشهير "خورخي لويس بورخيس"،أصدر المركزالقومي للترجمة الترجمة العربية لكتابه "مديح الظل" التي أنجزها الدكتور محمد أبو العطا أستاذ اللغة الأسبانية وآدابها بكلية الألسن بجامعة عين شمس. وبحسب مقدمة أبو العطا ، يمثل الكتاب تجربة بورخيس في أوج نضجها ، ويعود فيه كاتبه إلى موضوعاته الجوهرية. فإذا كان الحيوان قد مات أو شبه مات في هذا السن- كما يقول الكاتب- فإن الروح تبقى وتبقى الجذور. وبين هذين الطرفين، يوجد الظل، الظل الذي يشبه الخلود. ويشير بورخيس- في مقدمة الكتاب- إلى العديد من هواجسه المطروحة في نثره ونظمه، إضافة إلى موضوعي الشيخوخة والأخلاق البارزين في الكتاب. ومادة "مديح الظل"- بحسب المترجم- هي الزمن الذي يبلى الجسد ويبلي الإنسان.و في قصائد أخرى ، يتخذ بورخيس موقع المراقب ، مترددا بين الذاكرة والخيال؛ ولكن بلا نبرة بكائية، بل هي أنشودة حزن ونظرة حنين إلى ما سيكون. ويكتب بورخيس في مقدمة الكتاب مشيرا إلى أن بعض الأصدقاء طلب منه أن يكتب بضع نصائح أو بيانا بأسلوبه الشعري، لكنه يؤكد "ليس لي أسلوب شعري، لكن الزمن علمني بعض الحيل ، منها تجنب المفردات التي يعيبها الإيحاء باختلافات متخيلة ، إلى جانب تفادي التعابير الأسبانية والأرجنتينية والغريب منها، وتفضيل الألفاظ المألوفة على المثيرة للدهشة، مع الوضع في الاعتبار أن هذه القواعد غير ملزمة ، وأن الزمن كفيل بإلغائها، فهي قواعد لا تقيم أسلوبا". يشار إلى أن خورخي لويس بورخيس كاتب أرجنتيني من علامات الإبداع الأدبي في القرن العشرين. أصدر على مدار حياته حوالى ثمانين مصنفا، ما بين قصة وشعر وسرد ومقالات ودراسات إبداعية. ولد في الرابع والعشرين من شهر أغسطس عام 1899 بالعاصمة الأرجنتينية "بوينس آيريس"، وانتقل مع عائلته عام 1914 إلى سويسرا، حيث درس هناك واطلع على الأدب الفرنسي. وعاد للأرجنتين في عام 1921، وأصدر أول عمل له عام 1923 بعنوان "حمية بيونيس آيريس". وفي عام 1955 ، عين بورخيس مديرا للمكتبة الوطنية الأرجنتينية وأستاذا للأدب بجامعة بوينس آيريس، وتنوعت كتاباته بين القصص والمقالات والدراسات، ولم يكتب رواية في حياته. وتوفي في يونيه 1986 بعد إصابته بسرطان الكبد