في اللقاء الذي قدمته «مني الشاذلي» في برنامج «العاشرة مساءً» وشاركت فيه مع الكاتب الكبير «بشير الديك» و «د. أشرف زكي» نقيب الممثلين قال «أشرف» إن النقابات الفنية لا تتحرك سياسياً وفقاً لمشيئة النظام وضرب مثلاً بالتطبيع مع إسرائيل حيث إن الدولة طّبعت سياسياً واقتصادياً ولم تستطع التطبيع الثقافي لأن الفنانين يرفضون، ورأيي الشخصي هو أن الدولة لو أرادت التطبيع الثقافي مع إسرائيل لفعلتها وسوف نجد بين أعضاء النقابات الفنية والنقباء من يبارك هذه الخطوة.. الدولة استراتيجياً تحتفظ بورقة التطبيع، الثقافي هي لا تريد أن تحدث فرقة داخل صفوف المثقفين و الفنانين لكنها تملك لو أرادت أن تصدر هذا القرار ولديها آليات لتنفيذه، وأيضاً لن يعترض النقباء علي هذا القرار لأن يد الدولة ليست بعيدة عن الفنانين ولا عن اختيار النقباء في اللحظات الحاسمة في كل النقابات تتدخل لفرض رجالها حتي تضمن ولاءهم لها النقيب المنتخب هو جناح آخر للدولة تابعوا ما جري مؤخراً في انتخابات نقابات مثل الصحفيين والمحامين!! قرار التطبيع الثقافي مع إسرائيل ورقة في يد الدولة لم يحن الآن وقت استخدامها لكنها بين الحين والآخر جاهزة وأحياناً يتم اختبارها.. مثلاً عندما سألوا وزير الثقافة أثناء معركة اليونسكو عن عدم مشاركة الأفلام الإسرائيلية في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي - وأذكركم بأن وزارة الثقافة هي التي تقيم المهرجان - قال الوزير إن السبب هو أنه يخشي أن توضع قنبلة في دار العرض يلقيها أحد المتطرفين وليس المثقفين ولم يأت إطلاقاً ذكر أن النقابات الفنية ترفض التطبيع مع إسرائيل وأكد أن الرفض أمني بالدرجة الأولي وليس سياسيًَا ولا هو بالطبع ثقافي!! لو أرادت الدولة التطبيع الثقافي لا وزير ولا نقيب سيعترض ولكنهم سوف يعرضون في المهرجان أفلاماً إسرائيلية تنتقد إسرائيل وإسرائيل بالمناسبة دولة ديمقراطية تسمح بأن تنتقد الأفلام توجهاتها السياسية بل وزارة الدفاع الإسرائيلية كثيراً ما توجه لها الأفلام انتقادات لاذعة وهذه بالطبع خطوط حمراء في السينما المصرية.. سوف يسمح بعرض فيلم من هذه الأفلام بحجة أن هذا الفيلم ضد إسرائيل ثم تلقي الكرة في ملعب المثقفين ليتناحروا بين نعم ولا.. كالعادة سوف ينقسم المثقفون ويعلو ضجيجهم ثم يعرض الفيلم بين فئة تؤيد وهم الأعلي عدداً وعدة ثم قلة محدودة ترفض.. ويحترق القرار الذي اتخذته النقابات الفنية قبل 30 عاماً وهو أننا لا نعرض من حيث المبدأ أفلاماً إسرائيلية بعيداً عما تقوله هذه الأفلام.. لقد سبق أن قدم وزير الثقافة بروفة للتطبيع الثقافي قبل عامين وعرض في أحد الفنادق الكبري بالقاهرة - الفور سيزون - الفيلم الإسرائيلي «زيارة الفرقة» ولم نسمع أن أحدًا من النقباء أبدي اعتراضاً!!