انتقدت سارة ليا وتسن - المديرة التنفيذية ل «هيومان رايتس ووتش» في الشرق الأوسط - ما وصفته بالقمع الوحشي الذي تتعرص له الحريات في مصر علي يد السلطة التي نجحت - برأيها - نجاحًا باهرًا في احتكار مقاليد الحكم لصالح الحزب الوطني الحاكم لأطول فترة ممكنة بقوانين استثنائية وجهاز أمني يهددان حياة المعارضين والمواطنين. وقالت «وتسن» التي أعلنت في مؤتمر صحفي عقد صباح أمس بنقابة الصحفيين التقرير العالمي ل «هيومان رايتس ووتش» عن عام 2009، إن المنظمة الدولية تشعر بالحزن الشديد علي تدهور أوضاع حريات التعبير والصحافة والتنظيم والاجتماع وممارسة الشعائر الدينية في مصر، «باختصار الناس في مصر غير أحرار، وبدلا من أن تقوم السلطة بتعزيز حقوق الإنسان، تقمع حرية الصحافة وحرية الأحزاب واستقلال القضاء للاستحواذ علي السلطة، وأظن أنه من الواجب أن نثني ثناء خاصا علي الرئيس مبارك والرئيس الليبي معمر القذافي لأنهما أطول حاكمين في الشرق الأوسط والعالم كله بقاء في السلطة» - حسب قول - سارة وتسن. وتابعت مسئول «هيومان رايتس ووتش»: «إن مصر تقتل المهاجرين علي حدودها، وتعتقل الصحفيين والمدونين، ولا تحترم حقوق المرأة والعمال والحريات النقابية، وهي دولة غير متسامحة دينيا، لأنها تميز ضد الأقباط والبهائيين» مضيفة أنه بموجب قانون الطوارئ هناك قرابة 10 آلاف معتقل دون محاكمة، هذا محزن، وهناك قوانين تحظر حرية التعبير، وحرية الأحزاب، والجمعيات الأهلية». واتهمت «وتسن» الحكومة بالتواطؤ مع الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل لإحكام الحصار علي سكان غزة، ومنع وصول الدواء والغذاء للمحاصرين، «هذا الحصار هو شكل غير قانوني للعقاب الجماعي للمدنيين، ولولا الجدار الأخير الذي بنته مصر لما تشجعت إسرائيل لبناء جدار، عموما، مصر وإسرائيل متورطتان في حصار غزة». وهاجمت هبة مرايف، الباحثة ب «هيومان رايتس ووتش»، استمرار اعتقال المدونين «كريم عامر» و«هاني نظير»، معربة عن قلقها من إفلات المتورطين من ضباط الشرطة من العقاب. وأوصت «هيومان رايتس ووتش» الحكومة بإلغاء قانون الطوارئ فورا، ووقف التعذيب وانتهاك حرية الصحافة والتعبير، وأن تمنع أجهزتها الأمنية من إرهاب المواطنين واعتقالهم، وأن توفر مناخًا تشريعيًا وسياسيًا للتسامح واحترام التنوع الديني لأن البيئة الحالية - حسب هيومان رايتس ووتش - تشجع علي العداء الديني.