الأرقام السالبة، هي ما عودنا عليه النظام الحاكم منذ ثلاثين عاما، من خلال سياساته وأشخاصه ونتائج قراراته الكارثية، حتى كدنا ننسى الأرقام الصحيحة الموجبة، لذلك، وجدنا صعوبة بالغة عندما أردنا أن نختار "أفضل" شخصية لعام 2010، بعدما تبين لنا أن الطافي على السطح الآن في غالبية الأمر، أقزام ومتسلقين، احتلوا مناصب ومراكز لا يحلمون بمجرد التفكير فيها لو أنهم عاشوا في دولة ديمقراطية حقيقية تعتمد على الكفاءة لا أهل الثقة، وصعب علينا وسط هذا الغث، أن نجد الأفضل، رغم إيماننا بأن مصر لازالت عامرة بالشرفاء والمخلصين، لذلك، تبدلت نيتنا، وقررنا – تسهيل الأمر على أنفسنا – وأن نقوم باختيار "أسوأ" شخصية في عام 2010، وما أن فكرنا في ذلك، حتى وجدنا مصر عامرة بالسيئيين والسيئيين جدا بعدما تسلقوا – رغم سوءهم – وتبؤوا أماكن مرموقة في دولتنا المنكوبة لم يستحقوها يوما. الدستور الأصلي قامت باستطلاع رأي مجموعة من الخبراء والشخصيات العامة والمراقبين وسؤالهم حول من يستحق لقب "الأسوأ" في عام 2010، من خلال استفتاء نزيه وشفاف وصادق، يختلف عن نزاهة وشفافية وصدق الانتخابات التي يتحدث عنها عادة الرئيس مبارك. ومن الطريف، أننا وجدنا صعوبة حقيقية في إقناع كل من شاركوا معنا في الاستفتاء باختيار شخصية واحدة فقط، حيث أراد كثير منهم أن يعدوا لنا لائحة مطولة ويرسلوها بالبريد المستعجل، فمصر والحمد لله عامرة بأبنائها الذين يتنافسون جمعيا في الفساد والقمع والنهب، وبعد نقاش طويل، كانت تلك هي نتيجة آرائهم، مرتبة حسب الحاصلين على أصوات أكثر.
1- أحمد عز .. محتكر التزوير! استحق لقب "الأسوأ" عن جدارة، متفوقا على من نافسوه، بضراوته وإصراره المعهودان واستطاع – من دون تزوير أو شراء للأصوات – أن يحصل على جملة 90% من الأصوات، فقد استطاع أخيرا أن يفعلها أمين التنظيم بالحزب الوطني ومحتكر الحديد الأول في مصر المهندس "أحمد عز" والذي فاز في استفتاء الدستور الأصلي كأكثر شخصية فاسدة في 2010 حاصلاً علي لقب "سوبر فاسد". وأكدت الشخصيات التي اختارته، أن سبب الاختيار راجع إلى المجهود الكبير الذي قام به الرجل لتزوير انتخابات مجلس الشعب الأخيرة، ومعتبرينه المسؤول الأول والمنظم والمخطط لتزوير إرادة الأمة في أكبر عملية فساد في تاريخ مصر، حتى استطاع أن يفني المعارضة ويبقي حزبه وحيدا على الساحة، مستخدما نفوذه وسلطة المال. وتفوق عز كأسوأ شخصية من بين جميع رجال النظام الحاكم، وحتى الرئيس مبارك شخصيا، يعني أنه نجح بالفعل في أداء دوره الذي اختير من أجله، وهو الحصول على كره الجماهير وبغضهم وامتصاصه وكأنه المسئول الأول عن سياسات النظام، حتى يبقي رجالا آخرين بعيدا عن دائرة الغضب الشعبي، وعلى رأسهم الرئيس مبارك ونجله.
والشخصيات التي اختارت أحمد عز كأسوأ شخصية لعام 2010 هم: الإعلامية بثينة كامل، الباحث دكتور عمرو الشوبكي، الناشطة الدكتور كريمة الحفناوي، محمد حرش مؤسس وفديون ضد التوريث، نقيب الأطباء حمدي السيد، ناصر عبد الحميد منسق حملة جمع توقيعات بيان التغيير، الكاتب الصحفي عمار علي حسن، الخبير التعليمي دكتور كمال مغيث، النائب السابق محسن راضي، الباحث الدكتور عمرو هاشم ربيع.
2- الرئيس مبارك .. المسئول الأول والأخير ربما لا يعلم شيئا عن الكيفية التي تدار بها مصر "العزبة"، من يظن أن الرئيس مبارك غير متورط في الحالة التي وسط إليها الأوضاع الآن بعد قرابة ثلاثين عاما من بقاءه في السلطة، فكل الوجوه الموجودة الآن بكل مناصبها، ما هي إلا ديكور، أحضرهم الرئيس مبارك، ليقتسموا مسئولية اخطاء سياساته، بعدما اختفى الإصلاح الحقيقي من أجندته، وصارت التجاوزات والتعدي على أحكام القضاء والدستور سمة رجاله. لذلك ظهر الرئيس، في قائمة أسوأ شخصيات عام 2010، وقد برر من اختاروه سبب الاختيار، لأن مبارك بعد ما بلغ من العمر ثلاثة وثمانين عاما، لا زال مصرا على البقاء في السلطة حتى أصبح عبئا على تقدم الحياة السياسية في مصر، بدعوى الاستقرار، والأدهى أنه يسعى لتوريث الحكم لنجله من بعده، ليدوم هذا الاستقرار إلى ما لا نهاية، وقد اعتبر البعض أن التدمير الذي لحق بمصر نتيجة استمرار بقاء النظام بقيادة مبارك يفوق أي تدمير عانته البلاد بسبب الاستعمار أو الكوارث الطبيعية!
وكانت الشخصيات التي اختارته هي:دكتور عبد الحليم قنديل منسق حركة كفاية، دكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية، الأديب السيناوي مسعد أبو فجر، القيادي بحزب التجمع أبو العز الحريري، زعيم حزب الغد دكتور أيمن نور.
3- الحزب الوطني .. يا عزيزي كلهم فاسدون فيما يأتي في المركز الثالث، الحزب الوطني ككل، بعدما اعتبر البعض أن هذه الشخصية الاعتبارية هي الأكثر سوءا في مجملها على الإطلاق، فهو الحزب الوحيد والأوحد الذي أصبح يسيطر علي كل شيء في البلد برجاله، حتى أصبح الانضمام إليه تهمة يتهرب منها البعض. واعتبر من اختار الوطني، أنه المسئول الأول عن الفساد والبطالة والفقر والتلوث وضعف البنية التحتية وتزوير الانتخابات وتهميش المعارضة ورعاية الفاسدين وحماية الخارجين على القانون، حتى أصبحت البلاد بفضل سياسات الحزب الوطني وانتشار فساده على شفا السقوط في هاوية الاضطرابات التي لا يعلم أحد إلى ما يمكن أن تنتهي. والشخصيات التي اختارت الوطني هي:الناقد طارق الشناوي، دكتور حسام عيسى، اسحق حنا المتحدث باسم جبهة الإصلاحيين الأقباط.
4- أحمد زكي بدر .. ألف باء فشل استطاع وزير التعليم أحمد زكي بدر، أن يحظى بعداء كل عناصر العملية التعليمية تقريبا، من مدرسين وإداريين وناشرين وأولياء أمور وطلاب، بفضل ما يتمتع به من فشل غير مسبوق في إدارة العملية التعليمية، حتى أن 7 معلمين قد قضوا نحبهم أثناء امتحانات الثانوية العامة نتيجة إصراره على إدارة الوزارة بشكل فوي دون دراسة ودون البحث عن معنى للقرارات الغريبة والشاذة التي يتخذها بين الحين والآخر، لذلك كان لابد من ظهوره في استفتاء الأسوأ، وعلل من اختاره بأن هناك طلاب لم يحصوا على الكتاب المدرسي حتى الآن ونحن مقبلون على امحانات نصف العام، بخلاف شعور أولياء الأمور بأن أبنائهم ما عادوا يحصلون على تعليم حقيقي في مدارس الحكومة. اختاره: عبد الحفيظ طايل مدير المركز المصري للحق في التعليم. 5- يوسف بطرس غالي .. وزير الضرائب تمكن وزير المالية يوسف بطرس غالي من إثقال كاهل المواطن المصري بكم لا حصر له من الضرائب، حتى ظن الناس أنه سيفرض ضرائبا جديدة على الماء والهواء، وبات المصريون يشعرون أنهم عادوا بفضل سياساته – غير الحكيمة – إلى العصر المملوكي، الذي كانت تجبى فيه الضرائب دون وجه حق بناء على رغبة أولي الأمر عديمي الرحمة، دون أن يعكس ذلك في أي وقت من الأوقات على حياة المواطنين أو يشعروا بمردود هذه الضرائب في بنية تحتية أو انخفاض في الأسعار أو ارتفاع في الأجور، وبالتالي ما كان لنا أن ننهي هذا الاستفتاء بدون أن يترك يوسف بطرس غالي بصمته، كأحد أسوأ الشخصيات في عام 2010. اختاره: شبل بدران، عميد كلية التربية بجامعة الإسكندرية.