اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم السبت بقضايا مصرية مهمة، كان منها تناول العلاقة بين الإخوان المسلمين والنظام الحاكم في مصر التي تعتمد على المنفعة المتبادلة، و انحراف الشخصية المصرية وتأثرها بالبيئة المحيطة بشكل سلبي، وتحول احتفال المصريين بثورة يوليو إلى حالة حداد جماعية، والاتهامات الموجهة لحملة الإخوان لجمع توقيعات للدكتور محمد البرادعي بالتزوير وعدم الدقة. احتفالات يوليو تتحول إلى حداد ذكرت صحيفة الشرق الأوسط أن احتفالات ثورة يوليو هذا العام تحولت إلى وقفات حداد جماعية في الإسكندريةوالقاهرة، اتشح فيها المواطنون بالسواد تحت شعار "ثورة الصمت" تضامنا مع أسرة الشاب القتيل خالد سعيد، الذي يشتبه في أنه قتل على يد مخبرين من قسم شرطة سيدي جابر بالإسكندرية. وطالب منظمو الوقفات بوقف العمل بقانون الطوارئ، وتعديل التهم الموجهة إلى رجلي الشرطة المتسببين في القضية، من "استخدام القسوة" إلى تهمة "القتل". وحاصرت قوات أمنية ضخمة كورنيش الإسكندرية، خاصة بعد التزايد الملحوظ في أعداد المشاركين تحسبا لحدوث أي أعمال شغب، أو استغلال الأمر من قبل بعض الخارجين عن القانون. وفي القاهرة، حشدت الأجهزة الأمنية قواتها في مناطق كورنيش النيل وميدان التحرير منذ الصباح تحسبا لحدوث أي تجاوزات أمنية، ولوحظ وجود عدد من القيادات الأمنية في الأماكن التي سبق أن حددها الموقع الاجتماعي على الإنترنت للوقفات الاحتجاجية. الإخوان والحزب الوطني.. علاقة منفعة وصف محمد شومان في صحيفة الحياة اللندنية وضعية جماعة الإخوان المسلمين بالغريبة والمقلقة، وتسمح بتأويلات عدة وتوظيف سياسي وإعلامي متعدد الوجوه. ومن الغريب أن الإخوان أنفسهم، وعدة أطراف سياسية قد تكون معارضة لتحركاتهم راضون بوضع الجماعة كما هي، كما أن الإخوان مستفيدون من هذه الحالة على حساب حيوية النظام الحزبي وفاعليته وفرص الإصلاح السياسي. وقال شومان إن براجماتية الجماعة واضحة، فلا يستبعد أن يعقد الإخوان صفقة مع الحزب الحاكم لمساندة جمال مبارك لخوض الرئاسة مقابل إحراز مكاسب أكبر للجماعة. والواضح أن الجماعة تعارض في حدود، ويبدو أن كلاً منهما يساعد الآخر على البقاء والاستمرار. وبقاء الإخوان كجماعة قوية ومتماسكة، وخارج إطار الشرعية والنظام الحزبي الرسمي يجعل النظام الحاكم في مصر يستغلها "كفزاعة" للغرب، وكنموذج للإصلاح الديمقراطي وإشراك التيارات الإسلامية المعتدلة في الحياة الحزبية من ناحية ثانية، وكيان غير شرعي يمكن القضاء عليه إذا تجاوز حدوده في النمو أو المعارضة من ناحية ثالثة. انحراف المصريين يرى محمد غنيم في صحيفة القدس العربي أن مشكلة المصريين هي أن كل العالم من حولهم يتغير، وهم لا يتغيرون، فالبيئة المحيطة بأي إنسان يعيش في مصر تجبره على التحرك في دوائر ثابتة، والتخلق بأخلاق معروفة، والتصرف دائما وفق نظرية رد الفعل. وأضاف أن الحياة في مصر تجبر الإنسان على الانحراف، أيا كان شكله ومعدله، وتجعل معظم الناس يعيشون بلا هدف واضح، وتطحن الجميع في دوائر مختلفة الحجم من الفساد بشتى صوره. وقال غنيم إن الشخصية المصرية الآن في غالبها شخصية صاخبة لا تراعي حرمة أحد ولا تسعى لحفظ الخصوصية ولا تعلم عنها شيئا أصلا، متسائلا كيف يمكن أن يتم إصلاح الشخصية المصرية التي مارس الحاكم عليها منذ الأزل سياساته المسيطرة، وخلق حوله طائفة من المستفيدين، بينما غالبية الشعب حائرين، و منكمشين في حياة هامشية. حملة توقيعات الإخوان للبرادعي مشبوهة وأوضحت صحيفة الجريدة الكويتية أن حملة جمع التوقيعات على بيان التغيير، التي أطلقتها جماعة الإخوان المسلمين لمساندة الدكتور محمد البرادعي تواجه اتهامات متزايدة بافتقار الدقة، وإمكانية تسجيل نفس المستخدمين أكثر من مرة ببيانات وهمية، بما يسمح بزيادة عدد الموقعين إلكترونياً على البيان بشكل لا يطابق الواقع. وأثبتت الجريدة صحة الاتهامات بعدما قام محرر الجريدة بالتسجيل ثلاث مرات بأسماء خاطئة وأرقام هوية وهمية، ونجح في الحصول على ثلاث أرقام توقيعات مختلفة، لكن الأمر اختلف على موقع الجمعية الوطنية للتغيير، فلم يتم السماح بالدخول إلا لأصحاب العناوين الإلكترونية الصحيحة. وقال عصام العريان المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان إن نسبة الخطأ في عمليات التوقيع الإلكتروني على موقع الجماعة قليلة، وترجع إلى قيام أشخاص بالتوقيع أكثر من مرة بنفس البيانات، الأمر الذي يتم تداركه من خلال إدارة الموقع وحذف التوقيعات المكررة.