من قمة اليأس التي وضعنا فيها عام ابي ان يمر الا و هو يسحق جزءا من امانينا الطيبة في وطن افضل و حياة اجمل ، كان من الصعب ان استجمع " قوة الاحلام " لاتمني ان يكون العام القادم اجمل و اكثر تفاؤلا . و ربما كانت اغنية الفنان محمد منير الشهيرة " لسة الاغاني ممكنة " هي قوة الدفع التي جعلتني احاول ان اتماسك مرة اخري و ان اترنم بأغنية الاحلام و الامنيات الطيبة في عام جديد لم تسطع شمسه بعد . و مع ذلك فإنني حاولت ان اكتب عن امنيات ربما يحملها الينا العام الجديد و ربما تحتاج الي سنوات اخري و ربما انها لن تتحق اصلا . فقد كانت امنيتي الاولي ان يهل شمس العام الجديد و قد تحررت مصر من قبضة الفساد و الاستبداد الذي يتحكم فيها و في مصائرها منذ عشرات السنين و قد اصبحت وطنا يحتضن كل ابنائه بأمانيهم و احلامهم و ابداعهم و حتي بغضبهم و سخطهم و ان يرحل عنها الذين كبلوا ارادتها و اختطفوها لهم و لابنائهم . عام جديد ينطلق فيه هذا الوطن خطوات الي الامام نحو شعب حر يختار حاكميه و يحاسبهم و يساءلهم و يعزلهم ان اراد ، عام جديد بلا فقر و لا قهر و لا تزوير انتخابات و لا تعذيب في اقسام الشرطة و لا نهب لاراضي الدولة و اموال البنوك و لا مرضي بالسرطان و فيروس سي و الفشل الكلوي . عام جديد تنطلق فيه الاحلام من ثباتها العميق و ينطلق الابداع من محبسه و تغدو مصر اكثر عدالة و حرية و كرامة و عقلانية و استنارة . عام بلا نظام مبارك و بلا جمال و عز و نظيف و الشريف و عزمي و سرور و العادلي و زكي بدر و يوسف بطرس غالي و السيد البدوي و رضا ادوارد و رفعت السعيد و احمد حسن ... الخ ! عام بلا منتفعين و منافقين و طبالين و لا اعلام منافق و جبان و متردد و بلا امن مركزي و معتقلات و قانون طواريء و حصار و كبت و تحرش . عام بلا خوف و لا تلوث و لا فن هابط و لا سطحية و لا تفاهة و لا مزايدات و لا نخبة سياسية تتحرك من اجل اجندات و مصالح شخصية . عام بلا اسرائيل و حروبها القذرة و بلا استغلال و احتكار و قهر للفقراء و بلا غلاء و بلا واسطة و رشوة و محسوبية . ربما كانت هذه الاحلام اكبر بكثير من ان تتحقق في عام واحد و مع ذلك علي ان اشكر كل الذين وقفوا بجانبي هذا العام و منحوني من " زاد الاحلام " ما جعلني اقوي عليها حتي لو غدت مستحيلة ، فقد كانوا و بحق الاقرب الي قلبي و عقلي و احلامي طوال عام " سيئ " مضي بما كتبوا و بما ابدعوا . شكرا لصنع الله ابراهيم و ادبه المدهش الذي كنت و لا زلت لا استطيع الا ان اغرق فيه كلما رأيت – و غرقت – في هول المآسي و الكوارث الشخصية و الوطنية . شكرا لعلاء الاسواني و لنجيب محفوظ و لعاطف الطيب و احمد ذكي و عبد الحليم حافظ و فيروز و ام كلثوم و عبد الوهاب و علي الحجار و محمد منير و يوسف شاهين و خالد يوسف و محمد خان . شكرا لزميلي و استاذي ابراهيم عيسي " رئيس تحرير الدستور " و زميلي و استاذي ابراهيم منصور و للزميل وائل قنديل و الزميل بلال فضل . شكرا للراحل العظيم عصمت سيف الدولة و لمحمد حسنين هيكل و سلامة احمد سلامة و لعمنا العظيم صلاح جاهين . شكرا لاغاني سيد حجاب و لالحان عمار الشريعي و لكل صحفيي الدستور الحقيقي ، هؤلاء الشجعان الرائعين ، فقد كانوا الاقرب الي علي الاطلاق خلال الشهور الاخيرة " شكرا لادم و فوزي و منعم و شادي و الجارحي و الخولي و القاعود و عبد الرحمن و محمود عبد الله ووليد اسماعيل .. الخ " . شكرا لكل من منحنا بعضا من الامل في الغد و كل من كتب او احتج او تظاهر مطالبا بغد افضل لم تظهر ملامحه بعد . اليهم جميعا اقول بعد ان عدت الي سماع اغنية محمد منير مرات عديدة " لسة الاغاني ممكنة " .. و الاحلام ايضا !