اختار الحركة الشعبية لجنوب السودان أن تنافس علي مقد الرئاسة بشخصية مسلمة تنتمي للشمال وذلك لقناعتها أن الأغلبية المسلمة في الشمال لن تنتخب مسيحيا فقررت الحركة ترشيح ياسر عرمان. فاختارت الحركة ياسر عرمان نائب الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان لقطاع الشمال، وقد يكون عرمان مرشحا بارزا للرئاسة بالنسبة لملايين الجنوبيين الذين فروا من الحرب بحثا عن ملاذ في الشمال والآلاف من الشماليين الذين أظهروا تأييدا للحركة الشعبية. وينتظر السودانيون الانتخابات المقبلة من أجل تحقيق تحول ديمقراطي لكن قليلين متفائلون بأن يشهد السودان تغييرا في ظل واحد من أكثر النظم الانتخابية تعقيدا في العالم واتهام المعارضة لحزب المؤتمر الوطني الحاكم بالتزوير في عملية تسجيل الناخبين. فقد أعلنت الحركة الشعبية لتحرير السودان، ترشيح رئيس كتلتها البرلمانية ياسر سعيد عرمان، لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، كما رشحت الحركة رئيسها سيلفاكير ميارديت، مرشحا لمنصب رئيس حكومة الجنوب. أصبح عرمان واجهة الحركة في الخرطوم منذ أن شارك في حكومة ائتلافية مع حزب المؤتمر الوطني عدوها الشمالي السابق. ويرأس عرمان المجموعة البرلمانية للحركة الشعبية ويشغل أساسا منصب المتحدث باسم الحركة. وعلي الرغم من أن اتفاق السلام وقع تحت شعار جعل وحدة السودان جذابة فإن القليل من بنوده طبق بحسن نية مما زاد من انعدام الثقة بين الجنوبيين في حكومة الشمال الذين يتهمونها منذ فترة طويلة بالقمع. سينافس عرمان وهو مسلم من الشمال انضم للحركة الشعبية لتحرير السودان بعد خيبة أمله في حكومات متعاقبة في الخرطوم الرئيس السوداني البشير وهو أيضا مسلم من الشمال في انتخابات رئاسة الجمهورية. يذكر أن ياسر سعيد عرمان قد انضم إلي الحركة الشعبية لتحرير السودان عام 1986 وتلقي تدريبا عسكريا، وشارك في العديد من المعارك العسكرية. وبنهاية الثمانينيات كُلِّف ياسر عرمان بإدارة إذاعة الجيش الشعبي لتحرير السودان. ومن ثم تفرغ للعمل السياسي حيث عُيِّن ناطقا باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان. وبرز دور عرمان أكثر عبر التجمع الوطني الديمقراطي، الكيان الذي أسسته المعارضة السودانية، لإسقاط نظام الإنقاذ بالخرطوم آنذاك. كما شارك عرمان في مفاوضات نيفاشا التي بموجبها تم التوقيع علي اتفاقية السلام الشامل، وبعد تنفيذ الاتفاقية عُيِّن ياسر عرمان رئيسا للجنة الإعلام بالبرلمان ورئيسا لكتلة نواب الحركة الشعبية، كما اختير نائبا للأمين العام للحركة الشعبية لقطاع الشمال، وعضوا بمفوضية الدستور. تلقي تعليمه الأولي والتحق بجامعة القاهرة فرع الخرطوم. حيث كان ناشطا سياسيا عن الحزب الشيوعي السوداني قبل انضمامه للحركة وأصبح من المقربين للراحل جون قرنق والمدافعين عن رؤاه وأفكاره بعد رحيله.