ترشيح ياسر عرمان يقطع الطريق أمام أي اتفاق بين شريكي الحكم حول المنصب ياسر عرمان أعلنت الحركة الشعبية لتحرير السودان الجنوبية ترشيح رئيس كتلتها البرلمانية ياسر عرمان، لرئاسة الجمهورية في الانتخابات الرئاسية المقررة في أبريل القادم، ورئيسها سيلفاكير ميرديت النائب الأول للرئيس السوداني، لمنصب رئيس حكومة الجنوب، المنصب الذي يشغله حالياً. وقال الأمين العام للحركة الشعبية من أجل تحرير السودان باقان أموم في ختام اجتماع طويل عقد في جوبا مساء أمس الأول، كبرى مدن جنوب السودان الذي يتمتع بالحكم الذاتي، إن "المكتب السياسي اختار بالإجماع ياسرعرمان لتمثيل الحزب في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في أبريل القادم". وأضاف أن "الرفيق ياسر عرمان هو منذ زمن طويل مقاتل من أجل الحرية وقاتل في عدة قطاعات من أجل الحركة الشعبية من أجل تحرير السودان، وهو لم يدخر جهداً من أجل احلال الديمقراطية وتأمين مرحلة انتقالية بين نظام شمولي و نظام ديمقراطي". ويدرس اجتماع جوبا أيضا كشوف الترشيح للبرلمان القومي في انتخابات تشريعية تجرى بالتزامن مع انتخابات الرئاسة. ويقول محللون إن اختيار عرمان الذي يدعو إلى وحدة السودان ولكن على أساس جديد- جاء مفاجئا، بعد الحديث عن ترشيح رياك مشار نائب رئيس حكومة الجنوب لمنصب رئيس الجمهورية في أول انتخابات متعددة منذ 24 عاما في السودان. وشاركت الحركة المتمردة سابقا بالحكومة بعد توقيع اتفاق سلام نيفاشا عام 2005 الذي أنهى سنوات من الصراع بين الحركة والحكومة في الخرطوم. من ناحيته، قال عرمان الذي تنتمي أصوله لشمال السودان، لكنه قاتل في صفوف الحركة الشعبية من أجل تحرير السودان خلال الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب "أنا متأثر فعلا بهذا التعيين". وكانت أحزاب حكومة الوحدة الوطنية في السودان قد أعلنت ترشيح الرئيس السوداني عمر البشير لرئاسة الجمهورية. كما أعلن حزب المؤتمر الشعبي المعارض بزعامة حسن الترابي، ترشيح الجنوبي المسلم "عبد الله دينج نيال" للانتخابات الرئاسية. ورغم وجود 70 حزبا سياسيا مسجلا بالسودان، يحق لها تقديم مرشحين عنها، فإن السودانيين يولون اهتماما خاصا بأحزاب: الأمة، والاتحادي، والمؤتمر الوطني الحاكم، والحركة الشعبية التي تحكم الجنوب، ثم الغريم التقليدي للحزب الحاكم "حزب المؤتمر الشعبي". وتشير توقعات قوية بترشح زعيم حزب الأمة الصادق المهدي رئيس الوزراء السابق لرئاسة الجمهورية، بينما بادر بالترشح ابن عمه مبارك الفاضل المهدي الذي انشق عنه وشكل حزب الأمة - جناح الإصلاح والتجديد. وستجرى انتخابات البرلمان وحكام الولايات بشكل متزامن مع انتخابات الرئاسة، كما سيجرى استفتاء في التاسع من يناير 2011 في الجنوب بشأن الانفصال عن الشمال. ويتفق غالبية المحللين على أن الجنوب من المرجح أن يصوت بالانفصال بعد أن أدت التأخيرات الكبيرة في تنفيذ اتفاق السلام الشامل لعام 2005 إلى خلق الشكوك وعدم الثقة.