كان مشهد التغيير في حزب الوفد منذ فترة مؤثرا في كافة المتابعين للعمل السياسي في مصر وتنبأ الكثير بتقدم وفدي علي الساحة السياسية وكانت التساؤلات منذ هذا الوقت قائمة حول سر صمت النظام الحاكم علي تجربة الوفد مع انه دائما يفجر الاحزاب من الداخل وظلت التساؤلات قائمة ايضا عن سر ترشيح صفوت الشريف امين عام الحزب الوطني الحاكم ورئيس المجلس الاعلي للصحافة لصعود الوفد لمنصة المعارضة في الانتخابات البرلمانية القادمة ؟ ولكن ماحدث في صحيفة الدستور مؤخرا من اقالة رئيس تحريرها الاستاذ ابراهيم عيسي والاصرار علي تغيير السياسية التحريرية صبيحة الانتخابات الداخلية للحزب الوطني الحاكم وقبل ايام من بدء اشرس المعارك الانتخابية مع انتخابات برلمانية كشفت الاجوبة عن الاسئلة الغامضة اذ يعلم الجميع ان السيد البدوي رئيس حزب الوفد ورضا ادوار عضو الهيئة العلية للوفد قد اشترا الصحيفة وياليت ما اشتر الوفد الدستور ولا طعنه هذه الطعنة !!
والسيناريو الذي حدث صبيحة امتلاك البدوي وادوار الصحيفة بعد مرور اكثر من شهر مؤسف للغاية حيث بدا قرار اقالة عيسي مساء احد الايام الماضية وتلاها حصول ادوار علي اجهزة فنية من مقر الدستور فجر اليوم التالي الي ان خرج السيد البدوي في مؤتمر صحفي معلنا استقالته من رئاسة مجلس الادارة وكان حزب الوفد اذ اعتلي حكم مصر واتي المخربون عليها سيعلن رئيس الوفد حينها انه " مالهوش دعوة ويرحل " وتمر الايام الحزينة في مصر من مفاوضات عبثية بين مجلس النقابة وملاك الجريدة حتي فؤجيء المتابعون بقرار السيد البدوي بيع حصته الي شريكه رضا ادوار ورفضه بيع حصته بحسب ما نشر الي السيد ايمن نور او جميلة اسماعيل والدكتور محمد البرادعي !! .
انها اذن لعبة خنق الصحافة المعارضة بمشاركة حزب كنا نتمني له الرقي والتقدم لكن الواقع والضمير يجعلني ناقما بشدة علي حزب الوفد الذي شارك كبار اعضاءه في خنق صحيفة معارضة بحجم الدستور لم تضع في عقلها حسابات لشخص او جهة او جماعة ولم يرتدع صحفييها من تقارير امنية ترفع من حين لاخر ضدهم .
انني سابقي ناقما علي حزب الوفد الذي سعي الي جريمة ضد الصحافة المعارضة قبل انتخابات برلمانية يشارك فيها والذي اتمني ان يسقط الراي العام كل مرشحيه الذين لم يوجهوا ماحدث او يعلنوا ولو لدقيقة في الاستقالة بشرف كما اعلن الشاعر احمد فؤاد نجم مساء الأحد 10 أكتوبر استقالته امام وسائل الاعلام من عضويته في حزب الوفد وذلك أثناء زيارته لصحفيي الدستور في مقرهم المعروف ب 3 شارع أحمد نسيم بالجيزة،.وأكد نجم أن مافعله السيد البدوي رئيس حزب الوفد في جريدة الدستور جعله يخسر الكثير،وأن استقالته جاءت لأن الوفد تخلى عن مبادئه، وناشد كل من انضم إلى الوفد مؤخرا من الفنانين والمثقفين أن يحذو حذوه
انني ناقم علي حزب الوفد وانا اتفق مع الشيخ جمال قطب رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر في كلامه الذي نشره موقع الدستور الالكتروني الذي لازال في ملكية الصحفيين الحقييقين حين قال إن الهدية التي قدمها السيد البدوي رئيس حزب الوفد ل82 مليون مصري هو القضاء على حرية الصحافة المعارضة ولم يتم على انتخابه سوى ثلاثة شهور فقط. بل واضاف أثناء زيارته لمقر جريدة الدستور للتضامن مع صحفييها أن يد رأس المال تدخلت وامتدت إلى أراضي الدولة ثم الآن تتدخل وتشتري الصحافة الحرة.
واتفق ايضا مع ما قاله قطب من أن ما تم في الدستور تم على طريقة الأمن المركزي وليس على طريقة أمن الدولة وأن من نفذوا ذلك ليس لديهم أي تفكير سياسي ولا ينظرون إلا أسفل أقدامهم .
انني ناقم علي هذا العمل اللانساني ضد صحيفة لها تاريخها المشهود في معارضة نظام فاسد مستبد
انني ناقم علي حزب الوفد الذي لم يتحرك اعضاءه في محافظات مصر دفاعا عن حرية الصحافة ولم تتبن صحيفته أي حملة تضامنه مع صحفيي الدستور .. انني ناقم علي حزب طعن قادته الدستور في مقتل .
لاشك ان طعنة قيادات الوفد للدستور لن تنسي حتي لو صدقنا جدلا انها كانت باسم ايقاف نزيف راس المال والحرص علي الاعلانات والبعد عن التجريح .. ان التاريخ سيكتب ان قيادين بحزب الوفد احدهما رئيس حزب والاخر عضو هيئة عليا قدموا مصالح ضيقة علي حساب حرية الصحافة ولا ابالغ حنيما اقول علي حساب حرية مصر
وهذه الكلمات اقولها شهادة مني فلن اغلق فمي ولن اقيد قلمي ولن اخشي من الحديث الصريح عن صحافة مصر وواقع البلاد فرضا الضمير كما اعتقد ويقول الزملاء اهم من رضا ادوارد وحساباته التي لم تضع في تصوراتها وحدة كتيبة الدستور الحقيقية لاسميا وسيادة الدستورالحقيقي وهيبتها لن تفتتها ابتسامات السيد البدوي ولا فياجرا امواله !!.
* انتهيت من كتابة هذا المقال صبيحة تحركنا لتظاهرة صحيفي الدستور امام حزب الوفد الموافق الثلاثاء 19-10-2010