مجلس إدارة جريدة الدستور، الذي لا نعلم عنه سوى واجهته، أصدر قرارا بإقالة إبراهيم عيسى، نظرا لأن الجريدة، التي علت هامتها بوجوده لا تحتمل المشكلات التي يثيرها، وهو قول أجوف هزلي، يشف عن عقلية تآمرية، بأكثر مما يشف عن عقلية تجارية صحفية، فلو أنها عقلية تجارية، لما أقال أصحابها الورقة الرابحة للجريدة، ولو أنها عقلية صحفية، لما خشت مشكلات الحرية.. الواقع إذن أنها عقلية كانت تصلح لامتلاك مزرعة دواجن أو مواشي، أو مدرسة للصم البكم، وليس صحيفة مستقلة، حازت قبول معظم شعب هذا البلد المظلوم، والشعب المقهور. ثم أنني لست أدري ما مشكلة النظام وأمنه مع إبراهيم عيسى؟!.. فالنظام، عندما يتآمر بهذا الأسلوب الفج، من أجل إزاحة رجل واحد، فهذا يعني أحد أمرين، إما أن هذا الرجل الواحد قد علا بهامته وفكره، حتى صار مساويا للنظام ومكافئا له، أو أن النظام قد انخفض بفكره وأسلوبه، حتى صار بقامة رجل واحد... إقالة إبراهيم عيسى ليست إقالة لشخص أو صحفي، ولكنها إقالة للحرية والشرف والقول الحق، وكما علمنا التاريخ، وكما لم يتعلم النظام وأمنه، فالشرفاء دوما يبقون، والحقراء يذهبون، ويوما ما، في القريب، ستعلو هامة إبراهيم عيسى أكثر وأكثر، وستنخفض هامة النظام، وأمن النظام، حتى تبتل بطين العار... وكما قال الفيلسوف العلامة ابن رشد، أنت لا تستطيع قتل الأفكار، فالأفكار لها أجنحة.. انتظروا وسترون... أجنحة إبراهيم عيسى سترفعه عاليا، وأمن النظام وفكر النفاق والرياء، سيهبط بأصحابه إلى القاع، وإنا هنا لمنتظرون... صديقي وزميلي إبراهيم عيسى.. أنا معك، قلبا وقالبا، وضد قهر الكلمة وكبت الحرية، ومهما طال الوقت، أنا في انتظار عودتك، حتى أعمل معك ... ومعك وحدك ثانية.. وإلى قريب بإذن الله