فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في البوسنة صباح الأحد أمام 3.1 مليون ناخب للمشاركة في انتخابات عامة لتجديد هيئات الحكم المركزية والمحلية، في بلد منقسم بين الصرب والكروات والمسلمين، بينما يحاول تلبية الإصلاحات المطلوبة منه للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وسينتخب البوسنيون أعضاء مجلس الرئاسة المركزية الثلاثة، والتي ترشح فيها لولاية جديدة أعضاء المجلس السابق جميعا وهم زيليكو كوزميتش (كرواتي) وحارس سيلادجيتش (مسلم) ونيبوشا رمضانوفيتش (صربي). كذلك ينتخب صرب البوسنة رئيسا جديدا لجمهوريتهم، وهو منصب ترشح له الرجل القوي في هذه الجمهورية رئيس الوزراء ميلوراد دوديك الذي هدد عدة مرات في الأشهر الأخيرة بالانفصال بكيانه. وينتخب نحو 1.2 مليون ناخب رئيس الجمهورية الصربية واعضاء برلمان الكيان البالغ عددهم 83 نائبا في جمهورية الصرب التي تحتل 49 % من مساحة البلاد. وتتم الانتخابات على أكثر من مستوى هي مجلس الرئاسة الثلاثية والبرلمان المركزي والجمعيتان الوطنيتان للكيانيين شبه المستقلين اللذان يشكلان البلاد. وعلى الناخبين في مثل هذه الوضع الدستوري المعقد انتخاب خمس رئاسات و700 نائب. وعلى المستوى المركزي ينتخب الأعضاء الثلاثة للرئاسة الجماعية، وهم صربي وكرواتي ومسلم، بالاقتراع العام. ويتناوبون على رئاسة البلاد كل ثمانية اشهر. ويختار الناخبون أيضا بالاقتراع النسبي 42 عضوا في البرلمان المركزي بينهم 14 سيتم انتخابهم في جمهورية صرب البوسنة و28 في الاتحاد الكرواتي المسلم. ويختار الناخبون ممثليهم من بين 8149 مرشحا. أما في تجديد المؤسسات التشريعية في الكيانين المكونين للبلاد يختار 1.9 مليون ناخب 98 نائبا في الاتحاد الكرواتي المسلم الذي يشكل مساحة 51 % من أراضي البوسنة. وسيصوت هؤلاء ايضا لاختيار مجالس الكانتونات العشرة التي يتألف منها الاتحاد. ومنذ الانتخابات السابقة التي جرت في عام 2006 زاد انعدام الثقة بين الزعماء الكروات والصرب والمسلمين واتسعت الانقسامات السياسية بين المنطقتين اللتين تشكلان البوسنة وهما اتحاد الكروات والمسلمين وجمهورية صرب البوسنة. ومنذ نهاية الحرب الطائفية التي استمرت ثلاث سنوات بين عامي 1992-1995 وتقسيم البلاد إلى كيانين هما الاتحاد الكرواتي المسلم وجمهورية الصرب، يتمتع هذان الكيانان بحكم ذاتي واسع النطاق ولا تربط بينهما سوى مؤسسات مركزية ضعيفة. وعلى الرغم من مرور حوالي 15 عاما على الحرب التي اندلعت بين مكونات البلاد العرقية، الا أن الأحزاب السياسية البوسنية الرئيسية مازالت تحث الناخبين على التصويت لمرشحيها على اسس عرقية. وقال رئيس وزراء الصرب ميلوراد دوديك المتنافس الان على منصب الرئاسة إنه ملتزم "بالقتال من أجل جمهورية الصرب" ضد النزعة المركزية. كما بنى الزعيم الوطني الكرواتي درجان تشوفيك أيضا حملته الانتخابية على الدعوة لكيان كرواتي منفصل في البوسنة. بينما يخشى المسلمون من احتمال انفصال الكيان الصربي وقد دعوا لهذه الغاية إلى تعزيز الدولة البوسنية المركزية من أجل تطبيق أفضل للإصلاحات التي يطالب بها الاتحاد الأوروبي. بدوره يأمل المجتمع الدولي بتعزيز المؤسسات المركزية في البلاد ما سيسهل مهمة انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي. ومنذ انتخابات 2006 لم تحرز البوسنة أي تقدم يذكر فيما يتعلق الإصلاحات المطلوبة. أما الكروات فقد دعت أحزابهم الرئيسية إلى قيام كيان خاص بالكروات لا يجمعهم بالمسلمين. وتعاني البوسنة من وضه سياسي واقتصادي متردي، فنسبة البطالة تبلغ 40% بسبب هروب المستثمرين بسبب الفساد والبيروقراطية المسيطرتان على جميع المؤسسات الحكومية.