اذا نظرت الي خريطة الرياضة المصرية ستجد العجب العجاب، فالمنشآت الرياضية العظيمة في الفترة الأخيرة مثل استادات برج العرب، والإنتاج الحربي، والجيش، وبتروسبورت من إنجازات وزارات الدفاع والإنتاج الحربي والبترول، وليس لها أي علاقة بالمجلس القومي للرياضة! و مباني الأندية التي مولها المجلس القومي للرياضة لم يتم الإشراف عليها من المجلس، وحتي ميزانية الصرف علي المنشآت تم صرفها في النادي الأوليمبي - علي سبيل المثال - علي مرتبات اللاعبين والأجهزة الفنية حسب تصريحات ماجدة الهلباوي عضو مجلس إدارة الأوليمبي....إذا ماذا يفعل المجلس القومي للرياضة الآن؟ المجلس القومي للرياضة تفرغ للعمل كرجل مطاف يحاول - وغالبا لا ينجح - في إطفاء الحرائق الإدارية بالأندية والاتحادات الرياضية لأنه لا يفعل ما يجب أن يفعله، أو يفعله بطريقة خاطئة، أو يفعل ما لا يجب فعله في الوقت الذي لا نعلم فيه حقيقة ما هي وظيفة اللجنة الأوليمبية في إدارة قطاع البطولة الرياضية في ظل سيطرة المجلس القومي علي ملف مشروع «الرياضي المتميز» الذي يعتبر التطور الطبيعي للمشروع الفاشل «البطل الأوليمبي» الذي لم يعلن حتي الآن كم صرف عليه من ميزانيات، ولكننا أكيد نعلم كم بطلاً أوليمبياً تخرج فيه ( صفر )! المضحك المبكي أن اللجان الأوليمبية بدول العالم المتقدم الذي احتكر الميداليات الأوليمبية هي التي تدير قطاع البطولة الرياضية بدولها حيث لا يوجد بها مجالس قومية للرياضة ولا يوجد بكثير منها وزارات للرياضة ( أمريكا مثلا ) ،بينما في مصر اللجنة الأوليمبية تنتخب من مجالس إدارات الاتحادات الأعضاء بها، ومجالس إدارات الاتحادات الرياضية ينتخبها أعضاء الجمعية العمومية من الأندية الرياضية الأعضاء بها، أما الأندية ومجالس إداراتها فإنها الفرز الانتخابي لأعضاء هذه الأندية والتي ما زالت تشريعاتها الانتخابية، وطريقة إدارة عملياتها الأنتخابية في حاجة ماسة إلي المراجعة ( قرار المحكمة في قضية انتخابات الزمالك خير مثال علي ذلك ) ولا أحد يفكر حتي الآن في أن القاعدة الرياضية ( الأندية ) مهلهلة. وإذا تابعت سيول العقوبات والتهديدات والإنذارات القادمة من الاتحادات الرياضية الدولية مثل كرة القدم، وكرة اليد، والجمباز، فإنك ستعلم الي أي مدي نفقد مصداقيتنا الدولية علي صعيد الإدارة يوما بعد يوم. واذا سددت أذنك عن دوشة إنجازات سنغافورة وتساءلت بطيبة شديدة عن أي خطط وأهداف محددة للمشاركة في أوليمبياد الكبار بلندن 2012 فإنك لن تجد مجيب لأن الإدارة الرياضية في مصر إما لا تعلم، أو تعلم ولا تريدنا أن نعلم عملا بالدروس التاريخية المستفادة من نسيان ما حدث في ملفات التحقيق في صفر المونديال 2010 ولجنة التقصي في إخفاقات أوليمبياد بكين 2008. هذه بعض نقاط في بحار خريطة الرياضة المصرية التي لابد من فك طلاسمها «بالداخل » أولا قبل أن نتكلم عن التغيير..... حتي لا يجيئ «الخارج» ليملي علينا ما يجب أن نفعله.... حتي لو كان لنا مناصب مشرفة -لأصحابها - بالخارج............ مش حيبقي صندوق النقد والفيفا علينا!!!!