الحزب الحاكم يقول: لن يسمح لأي وفد يزور السودان أن يحدد من يلتقي ومن لا يلتقي قبيلة المسيرية تهدد بانها ستقاتل أيا من يمنع أعضاءها من الاستفتاء حول مصير أبيي شيخ القبيلة: اذا لم يجر الوفاء بمطالبنا سنشعل كل شيء..واذا أدى ذلك الى حرب فليكن البشير يزور السودان الأسبوع المقبل، وفداً من أعضاء مجلس الأمن الدولي لإجراء مباحثات مع الحكومة السودانية بشأن الاستفتاء حول انفصال الجنوب، قبيل مائة يوم من الأستفتاء المرجح أن تودي نتائجه لإعلان جنوب السودان دولة مستقلة. وقال مصدر دبلوماسي، رفض ذكر اسمه، إن 15 من أعضاء المجلس الدولي، من بينهم سفيرة الولاياتالمتحدة، سوزان رايس، ونظيرها البريطاني، مارك ليال جرانت، سيزورون إقليم دارفور المضطرب، والجنوب والعاصمة السودانية الخرطوم. وأضاف أن الوفد لن يلتقي الرئيس السوداني، عمر البشير، الذي أصدرت المحكمة الجنائية مذكرة اعتقال بحقه بتهمة ارتكاب جرائم حرب وإبادة في دارفور. وفي المقابل، أعلن حزب المؤتمر الوطني الحاكم أنه لن يسمح لأي وفد يزور السودان أن يحدد من يلتقي ومن لا يلتقي. وقال أمين أمانة الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحزب، فتحي شيلا، تعليقا على الزيارة، إن الوفد لن يجد من يرحب به أو يلتقيه من قيادات الدولة أو المؤتمر الوطني. وتأتي زيارة الوفد الدولي بهدف تشجيع حكومتي الشمال والجنوب في السودان على بذل جهدهما لإجراء استفتاء تقرير المصير لجنوب السودان في موعده المحدد، ولضمان الانتقال السلمي في حال اختار الجنوب الانفصال. ومن المقرر إجراء الاستفتاء في التاسع من يناير المقبل، على انفصال جنوب السودان، الذي يعد منطقة تتمتع بحكم شبه ذاتي بموجب اتفاق سلام موقع في عام 2005، وأنهى 21 عاما من التمرد الذي قادته الحركة الشعبية لتحرير السودان، ولقي خلاله نحو مليوني شخص مصرعهم، معظمهم بسبب المجاعة. من جهته، قال جون أشوورث، المحلل المتخصص في الشأن السوداني بمعهد باكس كريستي للسلام بهولندا، إن "السيناريو الأسوأ هو الحرب. لا أحد يريد الحرب، ولكن كلا الجانبين يستعدان له. لا تزال هناك عثرات رئيسية، بقي لدينا ما يزيد قليلا عن مائة يوم على الاستفتاء، ونكاد لا نرى شيئا على أرض الواقع." في الوقت نفسه حذرت قبيلة المسيرية السودانية من أنها ستقاتل أيا من يمنع أعضاءها من التصويت في استفتاء بشأن ما اذا كانت منطقة أبيي الوسطى الغنية بالنفط ستنضم الى الجنوب في انفصال مرجح. ويعتزم سكان أبيي التصويت في استفتاء شعبي في التاسع من يناير كانون الثاني يجري بالتزامن مع استفتاء بشأن استقلال الجنوب الذي يعتقد محللون انه سيسفر عن انفصال. ويقول الشمال إن قبيلة المسيرية وهي من البدو العرب التي تمضي شهورا كل عام في رعي الماشية في أبيي يجب أن تصوت في الاستفتاء الشعبي الا أن الجنوب يرفض. وأوقف الطريق المسدود الاعداد للاستفتاء ولم يتفق الجانبان بعد بخصوص لجنة تنظم التصويت المقرر خلال نحو ثلاثة شهور. وقال مختار بابو نمر شيخ قبيلة المسيرية انه اذا لم يتم قبول أصوات أفراد القبيلة في الاستفتاء فلن يكون هناك استفتاء محذرا من أن القبيلة ستستخدم القوة للحصول على حقوقها وستستخدم السلاح ضد أي من يحاول منعها من التصويت في الاستفتاء. وهدد بابو نمر بأنه اذا لم يجر الوفاء بمطالبهم فانهم سيشعلون كل شيء مضيفا أنه اذا أدى ذلك الى حرب فليكن.