شهد اليوم الثاني للاستفتاء علي مصير جنوب السودان اشتباكات متفرقة علي نقاط التماس بين شمال السودان وجنوبه وبينها منطقة أبيي الغنية بالبترول والمتنازع عليها مما أدي الي مصرع واصابة79 سودانيا فيما تبادلت قبيلة المسيرية الموالية للخرطوم الاتهامات مع قبيلة دينكا نقوك التي تنتمي الي الجنوب. يأتي ذلك في وقت قال فيه مسئول رفيع من جنوب السودان إن شمال السودان وجنوبه سيحسمان أمر منطقة أبيي المتنازع عليها لكن قبيلة المسيرية العربية تخاطر بإثارة غضب دولة جنوب السودان المستقلة المستقبلية في حال استمرارها في القتال. وقال لوكا بيونق المسئول الكبير في الحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة في الجنوب لرويتر إن المسيرية يستغلها بعض أعضاء حزب المؤتمر الوطني الحاكم في شمال السودان وستدفع ثمنا غاليا في نهاية المطاف. وقال بيونق الذي يشغل منصب وزير شئون الرئاسة بحكومة الجنوب:' حقيقة أنا قلق فعلا بشأن المسيرية لانه يجري استغلالهم...ستحل( مشكلة) ابيي وغدا ستكون هناك دولة جديدة... وسيتحول الوجه السيئ نحوهم. وأضاف:' سيأتي وقت تقول فيه حكومة جنوب السودان( للمسيرية)..لقد صرتم مشكلة حقيقية بالنسبة لنا واذا حدث ذلك ستكون ارزاقهم علي المحك.' وقال بيونق:' تخيلوا المعاناة في اليوم الذي كان ينبغي أن يصوتوا فيه بخصوص مستقبلهم يتعرض الناس في أبيي للقتل بدلا من ذلك...التوقيت سياسي تماما.' واتهم المسيرية' بالتهور'. في الوقت نفسه, دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلي تمكين الناخبين في السودان من الوصول إلي مراكز الاقتراع, بحيث يكونون قادرين علي الإدلاء بأصواتهم بحرية دون ترهيب أو إكراه في الاستفتاء الذي بدأ أمس ولمدة أسبوع علي تقرير مصير جنوب السودان. وشدد أوباما في بيانه الرئاسي علي أن العالم سوف يراقب هذه العملية خلال الأيام القادمة, مشيرا إلي أن الولاياتالمتحدة تظل ملتزمة كليا بمساعدة الأطراف علي حل القضايا الحاسمة لما بعد الاستفتاء بغض النظر عن نتيجة التصويت. من ناحية أخري, نفت وزارة الخارجية السودانية مضمون تصريحات أدلي بها الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر لشبكة سي إن إن الامريكية, ونقل فيها عن الرئيس السوداني عمر البشير أن الشمال سيتحمل مجمل الديون الخارجية, وسيرث الجنوب إذا انفصل, ورقة بيضاء نظيفة من الديون. وقال خالد موسي الناطق الرسمي باسم الخارجية السودانية إن الرئيس البشير في اجتماعه مع كارتر أكد موقف السودان الثابت بضرورة أن يبادر المجتمع الدولي في إطار مشروع( الهيبك) بإعفاء ديون السودان, لأن البلاد في الشمال والجنوب لا تملك الموارد الكافية لتسديد هذه الديون خاصة مع توقعات نقصان موارد الشمال البترولية وانشغال الجنوب بمواجهة تحدياته الجديدة إذا قرر الجنوبيون الانفصال. كما ذكر البشير لكارتر أن الديون مسئولية مشتركة بين ثلاث جهات هي الشمال والجنوب والمجتمع الدولي, وهي خاضعة الآن للمفاوضات المشتركة بين الشريكين. وجدد الناطق تأكيد موقف الحكومة الثابت بأن يبادر المجتمع الدولي من خلال حقوق السودان في مبادرة( الهيبك) بإسقاط ديون السودان الخارجية بعد أن أوفت الحكومة بجميع التزاماتها تجاه تنفيذ عملية السلام, مشيرا إلي أن حرمان السودان من حقوقه المالية والاقتصادية في المؤسسات المالية الدولية تعود لأسباب سياسية محضة وليست اقتصادية. وأضاف أن تسوية ملف الديون الخارجية يعتبر احد القضايا العالقة بين الشريكين التي يجري التفاوض حولها الآن ضمن موضوعات أخري, ونوه الناطق في هذا الصدد بمبادرة بعض الدول لتخفيض ديون السودان دعما لاستدامة السلام, داعيا بقية الدول لتحذو حذوها في الإطار الثنائي أو علي المستوي الجماعي في إطار المؤسسات المالية في المجتمع الدولي.