في التوقيت نفسه الذي تبني فيه حكومة مصر الجدار العازل بين حدودها وشعب غزة وذلك بمقتضي قرار فردي حكومي ماركة «محدش يفتح بقه» ...وافق الكنيست الإسرائيلي علي بناء جدار عازل علي النمط المصري بتكلفة قدرها مليار ونصف المليار من «الدولار الأمريكاني»...وذلك لاستكمال خطة الحصار المتفق عليها بين إسرائيل وبعض الحكومات العربية ...قام فيها الرئيس الأمريكي الجديد بدور المخطط والممول لكل الجدران..وبالتالي فلن يدخل إلي غزة أي طعام عند الاجتياح القادم..ومن لم يمت بالجدار الإسرائيلي ..مات بالجدار الذي تبنيه حكومة مصر العربية بقرار فردي...إلا أن الستار يا سادة لم ينسدل بعد، فمازالت الفصول تتوالي فقد انشق المسرح السياسي عن بطل اسمه «جورج جالاوي» ومعه العشرات من الأبطال..من غير العرب بل إن أغلبهم من غير المسلمين! ..و ليس عندهم كما عندنا شيخ أزهر ولا انتماء عربي ولا حتي لجنة سياسات..مع إني لا أتصور أن يعيش بلد دون لجنة سياسات... المهم أن هذا البطل ومن معه أصروا علي دخول غزة وقاموا بصناعة التحدي للقرار الحكومي المصري بمنع دخول الطعام إلي شعب غزة...ونجح التحدي ودخل الطعام ودخلت معه قافلة شريان الحياة إلي التاريخ.....وبقي جورج جالاوي النائب البريطاني حجة علي كل العرب والمسلمين والأفارقة والحكام وأنا وانت .. البطل إذن اسمه «جورج» وقد كشفت الإدارة المصرية عن أوراقها من أول لحظة فحاولت منع الطعام وكشفت عن القرارات الحكومية المصرية الصادرة بتجويع الشعب الفلسطيني ...مع الموافقة فقط علي إدخال الأدوية ..يعني لا مانع من أن يموت المواطن الفلسطيني من الجوع ولكن قبل أن يموت عليه أن يتناول مضاداً حيوياً..وحقن في الوريد ...وبناء علي ذلك فعلي الحكومة المصرية أن تنتظر فضيحة «بجلاجل» ...فالذي يعاقب في الريف المصري كان يركب حماراً بالمقلوب ..في إشارة إلي أنه لا عقل له ولا منطق وكانوا يضعون حول رقبة الحمار «جلاجل» أي «شخاليل» حتي يشاهد العالم كله هذه «الجرسة» وماحدش يسألني يعني إيه جرسة ...لكن شكل الكلمة يشير إلي الفضيحة «أم جلاجل» ... المهم يا سادة أن البطل القادم سيكون اسمه «شافيز» وقد سبقهم البطل «أردوغان» ..والبطل «نجادي» وليس بين الأبطال حاكم عربي واحد.... وفي ذات الوقت الذي فيه يرسل الله لنا أبطالاً تستعد إسرائيل بالضربة الثانية لغزة تحت اسم «الرصاص المصبوب رقم 2» وسوف تجتاح غزة من جديد ويبدو أن زيارة «نتنياهو» لمصر قبل شهرين تقريباً كانت من أجل هذا الرصاص المصبوب. وعلي رأي الست دي أمي «اللي خدته القرعة ...تبقي تاخده أم الشعور».. ومعني هذا المثال البليغ أن الذي أخذته الرصاصة المصبوبة رقم «1» تأخذه الرصاصة المصبوبة «2»... ويقول المعلق الرياضي محمد لطيف إن النتيجة الآن واحد/ صفر لصالح جورج جالاوي ...رغم أن المباراة في دقائقها الأولي ولأن الكرة في ملعب الحكومة المصرية فقد أطلقت ضربة ركنية قررت أنها اعتباراً من التاسع من يناير لن تسمح بدخول لجان وقوافل الإغاثة إلي أرضها ... إلا أن الكرة طاشت بعيداً خارج الملعب وأصبحت الآن في يد المنظمات الإنسانية الدولية التي تنظم حملة ضد الحكومة المصرية باعتبارها دولة لا تحترم القانون الدولي وتشارك في حرب الإبادة ... المهم أن المباراة مستمرة .. والجمهور والمتفرجون من أصناف شتي، فمنهم من ينتظر النتيجة حتي يميل مع المنتصر ومنهم بعض الحكومات العربية التي تشجع الفريق الإسرائيلي ومن معه ولكنه «من تحت لتحت» ..و منهم الشعوب العربية المغلوبة علي أمرها .. والتي نزل بعض أبنائها إلي أرض الملعب كلاعبين أصليين... لكن الجديد في هذه المباراة أنها تدور دون حكم أرضي من البشر... وذلك لأن كل الحكام إما من الأمريكان أو من هيئة الأمم ...يعني حكامًا «أونطة»... والشعوب العربية الطيبة كلها تشجع فريق شعب غزة وتهتف له «هيلاهوب»... أما جمهور الصهاينة فهو يهتف «ناعوم ...بخ...هر» ومعناها باللغة العبرية ...«يا ويلنا من اللي جاي» وتنتهي قواعد المباراة بإعلان اسم المنتصر ....والانتصار عادة في مثل هذه الحروب يكون بالضربة القاضية... وأؤكد لكم يا سادة أن نتيجة المباراة معروفة مسبقاً يعرفها العقلاء والمؤمنون بقضيتهم ..لكننا نحب أن نشاهد آيات الله في واقعنا... وليس ذلك من قلة الإيمان وإنما لزيادة اليقين ولتطمئن قلوبنا... وبهذه المناسبة أذكر جمهور المباراة واللاعبين والقراء أن هذا الكون يحكمه قانون ...تنص المادة الأولي منه علي أن «كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز»..« 21 : المجادلة » وخللي الجدار العازل ينفعكم .... وعجبي