اثنا عشر عاما مرت علي إطلاق برنامج الأطفال الأشهر «عالم سمسم» في مصر، وهو البرنامج الذي أثبت أن مرور السنوات لم ينقص من بريقه شيئا، بعكس برامج كثيرة تترهل بعد عرض موسم أو موسمين منها علي الأكثر.. أخرج لنا كتاب السيناريو تامر حبيب ووائل حمدي وعمرو سمير عاطف الأجمل أن البرنامج يحافظ علي خصوصيته كبرنامج للأطفال، وفي نفس الوقت لا يستخف بعقليتهم، بعدما أصبح كل من يستخدم التقنيات ثلاثية الأبعاد يعتبر نفسه يقدم مسلسلاً للأطفال، وفي النهاية نجد الحوار يهدف لأن يكون كارتونا للكبار وللصغار، ويقدم مجرد إيفيهات كوميدية بغض النظر عن وجود قدوة أو مثل أعلي في الكارتون للطفل أو تعريفه بمبادئ الصواب، والخطأ، فبرنامج «عالم سمسم» الذي استأثرت قناة الحياة بعرضه في رمضان، مازال يقدم وجبة ممتعة من الفقرات التي تحتوي علي عدة دروس للطفل ربما تتعدي العشرة دروس يومياً، ولكن بطريقة غير مباشرة، فهو يركز علي تعليم الطفل العادات اليومية الصحيحة، ولكن بأسلوب كوميدي من خلال شخصيات الكارتون مثل «فلفل»، و«خوخة»، و«نمنم»، كما أنه يساعد في تنمية مواهب الأطفال، حيث يعرض فقرات لتعليم العزف علي آلات موسيقية من خلال مدرب يقوم بإرشاد الأطفال لطرق العزف الصحيحة، ويصحح لهم أخطاءهم مما يشجع متابعي البرنامج علي تقليدهم، ليكتشف بداخله شيئاً جديداً. من أهم ما يميز «عالم سمسم» أيضا، هو امتزاج قصص أبطالهم الكارتونيين مع أبطاله من الممثلين الذين يسكنون معهم في نفس المنطقة، لذا فالمعلومة تصل للطفل بطريقة سريعة، فلن تأخذ هذه القصص أكثر من ثلاث دقائق من وقت الحلقة، لكنها تكون وسيلة مضمونة لتوصيل رسائل معينة لمشاهدي البرنامج، كذلك من بين فقراته خفيفة الدم نشرة الأخبار التي تقدمها خوخة، وتكون عبارة عن نصيحة في شكل خبر، تعرض بطريقة لطيفة وذكية ليفهمها الطفل ويتقبلها. كما أن الحلقات تتخللها العديد من أغاني الأطفال التي يغنيها أبطال الكارتون وتتحدث هذه الأغاني في معظم الوقت عن الطبيعة، وتقدم معلومات للأطفال دوما، كما تتخلل الحلقات فقرة عن حقوق الطفل، كذلك تهتم فقرات البرنامج بتعريف الأطفال علي بقية محافظات مصر، وطبيعة أهلها وكذلك العرب الذين يعيشون في الصحراء، عن طريق الاقتراب من عاداتهم، وتقاليدهم وأسلوب حياتهم. عالم سمسم من إنتاج عمرو قورة وأخرجه مع آندريا زكريا.