ليس مجرد نائب والسلام وليس مجرد قيادة سياسية عادية، بل إنه ظاهرة استثنائية لا تتكرر كثيرا في الحياة السياسية في مصر. حمدين صباحي عضو مجلس الشعب اختار أن يكون نائبا للشعب «بجد» وأن يمارس العمل السياسي «بجد» وأن يتواصل مع كل التيارات السياسية الحية في المجتمع المصري «بجد». لذلك فقد حظي باحترام الجميع ونال ثقة المواطن العادي والنخب السياسية علي السواء. صباحي- عضو مجلس الشعب عن دائرة بلطيم بكفر الشيخ- وأحد قيادات جيل الوسط في التيار الناصري ورئيس تحرير صحيفة الكرامة الناطقة بلسان حال حزب الكرامة تحت التأسيس. ويبدو أن صباحي علي موعد مع حدث كبير ينتظره خلال الأيام القادمة، وهو حدث قد يضيف الكثير لتاريخ صباحي السياسي ودوره النضالي منذ سنوات طويلة ، فالرجل يسعي إلي خوض انتخابات رئاسة الجمهورية القادمة «كمرشح شعبي» أي عن طريق جمع توقيعات بالآلاف من المواطنين تتيح له التقدم إلي الرئاسة بإرادة شعبية يعلم الجميع أنها هي الفيصل الوحيد في شأن شرعية أي رئيس. والرسالة من وراء معركة صباحي واضحة وهي «عصيان» شروط المادة 76 من الدستور، وهي مادة تعجيزية تمنع المصريين من التقدم للموقع المهم فضلا عن المساهمة في تغيير هذا الوضع المقلوب الي وضع اكثر ديمقراطية يتيح لكل المصريين الترشح لتكون إرادة الناس هي الفيصل الوحيد في شأن الرئاسة. صباحي كان علي موعد مع حدث آخر في شهر نوفمبر الماضي، إذ قرر الرجل «بإرادته» ترك موقع وكيل مؤسسي حزب الكرامة - وهو ما يوازي موقع رئيس الحزب بداخل الأحزاب الرسمية - وهي سابقة لم تتكرر في الحياة السياسة أن يترك «الرئيس» موقعه من أجل «تداول السلطة»، وهو حدث يحمل في مغزاه رسالة بالغة الدلالة لكل «الرؤساء الذي لا يرحلون». صباحي صاحب كاريزما خاصة داخل التيار الناصري وصاحب تواصل واسع مع شباب التيار الذي يقدر تاريخه السياسي منذ كان واحدا من قيادات نادي الفكر الناصري بجامعات مصر في سبعينيات القرن الماضي، وهو «التجمع» الذي حمل علي عاتقه الدفاع عن مبادئ ثورة يوليو في عصر الرئيس الراحل أنور السادات وقت أن كان معظم رجال تجربة الرئيس جمال عبد الناصر في «سجون السادات» بعد أحداث 15 مايو عام 1971.