مازالت «زهرة» تتنقل بين «أزواجها الخمسة» في حلقات مسلسلها الجديد واحد طلقّها، والثاني دخل السجن، والثالث توفي في حادث طيارة، ومازالت لديها تلك القدرة العجيبة علي تسخير كل أحداث المسلسل وأبطاله لصالح جمالها وأنوثتها حتي في أسود لحظات المسلسل، وهي لحظة وفاة زوجها الأقرب إلي قلبها ووالد ابنها «كابتن ماجد» أو باسم ياخور. مشهد وفاة كابتن ماجد في الحلقة الثانية عشرة، وتأثر أهله وأقاربه وأصدقاؤه بالخبر في الحلقتين التاليتين هي المشاهد الأكثر تراجيدية بين حلقات المسلسل حتي الآن، فقد خيم الحزن علي كل أبطال المسلسل الزوجة «زهرة» وأحمد السعدني «صديق ماجد» وشقيقة ماجد وضرتها «زوجتا الحاج فرج أبو اليسر» الذي يقوم بدوره حسن يوسف.. كل هؤلاء حزنوا أشد الحزن علي وفاة كابتن ماجد.. عدة دقائق فقط ضيّعها المخرج محمد النقلي في تصوير تعبيرات الحزن علي وجوه الأبطال، لكنه لم يكن سوي فاصل قصير عادت بعده الأشياء لمكانها الطبيعي.. الرجال يتغزلون في جمال زهرة الساحر الفتّان، ويتقدمون لخطبتها ويطلبون الزواج منها، والنساء يعلنّ عن غيرتهن منها، وعن خوفهن علي أزواجهن منها، كل ذلك قبل مرور أسبوعين علي وفاة ماجد. شقيقة ماجد نفسها تناست تماما أن شقيقها الوحيد اللي مالهاش غيره في الدنيا مات وبدأت تفكر في حاجة تانية خالص، وهي أن زهرة أصبحت حرة وبالتالي ممكن الحاج فرج يرجّعها تاني بعد خروجه من السجن ودار حوار طويل عريض بينها وبين ضرتها «هناء الشوربجي» حول الطريقة التي يتخلصان بها من زهرة ويمنعان الحاج من إعادتها علي ذمته مرة أخري.. كل ذلك قبل مرور أسبوعين علي الوفاة.. آه والله العظيم. وقبل مرور أسبوعين أيضا نسي أحمد السعدني -صديق ماجد المقرب- كل شيء وبدأ يتقرب من زهرة ويعلن عن حبه لها رغم أنه خاطب، ونست خطيبته كل شيء وبدأت تراقبه لحد ما «ظبطته» مع «زهرة» -في القرافة!- وهو يواسيها وعملتلهم فضيحة، ونسي الحانوتي كل شيء وتقدم للزواج من «زهرة» وطلب يدها من خليل شقيقها «حجاج عبد العظيم» الذي هو في الأصل زوج ابنته.. كل هذا قبل مرور أسبوعين علي وفاة الزوج والأب والشقيق والصديق. لم ينتظر المخرج عدة حلقات حتي تعود الأمور لطبيعتها فقد بدا الأمر وكأن في حاجة غلط، شقيقة ماجد بدلا من أن تترحم عليه وقفت لتعلن عن غيرتها من زهرة وخوفها علي زوجها منها، وصديق البطل بدلا من أن يبكي عليه وقف يغازل زهرة «في القرافة» بكل صراحة ووضوح، و«الحانوتي» بدلا من أن ينتظر لحد ما «دم الميت يبرد في تربته» حاول أن يقنع شقيق زهرة بزواجه منها حتي لو اضطره الأمر لأن يطّلق زوجته «هياتم»! مع بداية عرض المسلسل شبّه البعض غادة عبد الرازق بنادية الجندي في شبابها عندما كان الرجالة بيترموا تحت رجليها في الأفلام، لكن بعد مرور نصف حلقات المسلسل تكشف الأمر، فعدد الرجال الذين وقعوا في غرام نادية الجندي في أفلامها كلها ميجوش نص عشاق غادة عبد الرازق في مسلسلها، نادية الجندي لم تكن لتجرؤ علي جمع كل هذا العدد من العشاق في عمل واحد، لكن غادة عبد الرازق فعلتها وقامت بتقسيم أبطال المسلسل لقائمتين، الأولي هي قائمة العشاق من الرجال ما بين عاشق وولهان ومغتصب وطمعان في فلوسها، والقائمة الأخري للنساء الغيرانين منها ما بين غيرانة من جمالها وأخري من شياكتها وثالثة خايفة علي جوزها منها ورابعة خايفة علي خطيبها لا تخطفه، لتبقي الوحيدة اللي مش بتغير منها هي والدتها، والوحيد الذي لم يقع في غرامها هو خليل شقيقها!