خبير قوي كهربائية: الدول العربية التي نصدر لها الكهرباء ليس لديها إمكانيات للوفاء باحتياجاتنا من الطاقة في حالة وقوع أزمة ازمة إنقطاع التيار الكهربائى تكشف أن مصر تصدر الكهرباء في الوقت الذي تعاني فيه محافظات مصر من انقطاع التيار الكهربائي المستمر تقوم وزارة الكهرباء ببيع الطاقة لدول عربية كان آخرها الأدرن التي قامت بشراء 600 ميجاوات ساعة لتغطية العجز الذي تعانيه منذ أيام، بغض النظر عن احتياجات المواطنين المصريين لهذا الكهرباء المباعة. ويؤكد مسئولو وزارة الكهرباء أن ما يتم بيعه من كهرباء فائضة تقوي علاقتها بالدول العربية في الوقت الذي تعلن فيه الوزارة عن عجزها في تلبية الاستهلاك والأحمال المتزايدة علي الشبكة، وهو تناقض صريح يطرح تساؤلا حول جدوي بيع الطاقة لدول أخري في ظل الاحتياج الحالي لها، ولجوء الحكومة إلي قطع الكهرباء لتوفير الطاقة للدول المستوردة؟! وأوضحت البيانات الرسمية الصادرة في تقرير وزارة الكهرباء لعام 2009 أن الطاقة التي قامت مصر ببيعها عام 2009 إلي أربع دول عربية هي ليبيا والأردن وسوريا ولبنان ضمن مشروع الربط الكهربي يصل إلي 1022 جيجاوات أي ثلث القدرة الكهربائية المولدة من السد العالي، والتي تبلغ 2100 ميجاوات، بحسب تأكيد الدكتور طارق سعيد، أستاذ القوي الكهربائية بجامعة عين شمس. و يحذر الدكتور سعيد من قيام مصر ببيع طاقتها في ظل احتياج المواطنين لها، حيث يقومون بدفع مقابل مادي نظير استهلاكهم للكهرباء مما يتطلب أن تقوم مصر برفع سعر الكهرباء التي يتم تصديرها إلي الدول العربية في حالة توافر فائض من الكهرباء، لا يكون علي حساب تلبية احتياجات شبكات الكهرباء لتغذية الأحمال. وأوضح أستاذ القوي أن العائد من بيع الكهرباء للدول العربية يجب أن يعود علي إنشاء مشاريع لتحسين الشبكة وتقديم خدمات مميزه للمواطنين بحيث لايكون بيع الطاقة للدول العربية علي حساب حق المواطن في توفير التيار الكهربائي له وعدم حدوث انقطاع متكرر للكهرباء كما يحدث الآن. في الوقت الذي يؤكد فيه الدكتور متولي شرقاوي، أستاذ هندسة القوي الكهربائية، أن مشروع الربط الكهربائي يأتي في حالة اختلاف وقت الذروة بين مصر والدول العربية بالإضافة إلي تبادل الكهرباء في حالة وجود عجز عند إحدي الدول المشتركة في المشروع، وهو ما ستستفيد منه مصر في حالة الربط مع السعودية، حيث تمتلك الأخيرة طاقات توليد كهربائية تقدر بأضعاف ما تمتلكه مصر. و يفسر شرقاوي عدم جدوي المنفعة من الربط مع بعض الدول العربية التي تقوم مصر ببيع الطاقة لها دون الحصول علي تبادل يلبي احتياجاتها أوقات الأزمات بأن الدول العربية التي تشترك مع مصر في مشروع الربط لا يوجد لديها إمكانيات للوفاء باحتياجاتنا من الطاقة في حالة وقوع أزمة. وأوضحت أماني العزام، أمين عام مشروع الربط الكهربائي الثماني في ورقة بحثية ضرورة احتساب رسوم عبور الطاقة بين الدول وتقدير الفاقد نتيجة لمرور هذه الطاقة في الشبكات الوسيطة، وطالب العزام بإيجاد آلية لتفعيل وسائل الاتصال بين المشغلين في الدول المترابطة ونقل المعلومات بين مراكز التحكم، وتفعيل عمل المكتب التنسيقي الذي تم إنشاؤه كبديل عن مركز المراقبة التنسيقي لحين إنشائه. وتبحث مصر حاليا إقامة خط ربط كهربائي مباشر معها لتنظيم تصدير الكهرباء بين مصر والاتحاد الأوروبي، وذلك من خلال انضمام مصر لمنظمة مرصد حوض البحر المتوسط ولجنة شبكات الربط الأوروبية التي تعني بدراسات الربط الكهربائي للدول العربية الواقعة جنوب وشرق البحر المتوسط تمهيدا لاندماجها مع الشبكة الأوروبية وتصدير الطاقات إلي الدول الاوروبية. وأوضح تقرير وزارة الكهرباء أنه يتم حاليا التباحث بين مصر واليونان لربط شبكتي الكهرباء في البلدين لتحقيق ربط كهربائي مباشر بين مصر وأوروبا من خلال اليونان، وهو ما يطرح تساؤلاً مازالت إجابته معلقة حول فائض الطاقة الذي تقوم مصر بتصديره إلي الدول العربية والأوروبية في الوقت الذي تعلن فيه محطات الكهرباء عن حالة طوارئ لعدم قدرتها علي سد احتياجات الأحمال الزائدة داخل مصر.