في شهادته التي أدلي بها الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس للدكتور مصطفي عبد الغني وأصدرها في كتابه «المثقفون وثورة ويوليو» قال إحسان: إنه بعد أن سجنه الرئيس جمال عبد الناصر عام 1954، بعد نشره مقال عنوانه «الجمعية السرية التي تحكم مصر»، أصبح بعد الإفراج عنه وعندما يمسك بالقلم، يجد نفسه تلقائيا يكتب قبل اسم جمال لقب «الزعيم»، ومن المؤكد أن هذا اللقب لم يكن من اختيار إحسان ولكن تعارفت علي إطلاقه وقتها كل أجهزة الإعلام إرضاء لعبد الناصر... عندما قرأت هذه الواقعة تذكرت علي الفور ما يجري في الصحافة المصرية وأجهزة الإعلام، حيث يسبقون دائما اسم عادل إمام بلقب «الزعيم»، أتصور أن هذا يتم تلقائيا، فهل سجن عادل إمام كل الصحفيين حتي ينعموا عليه بهذا اللقب؟ لقد كان إحسان عبد القدوس قبل دخوله السجن يخاطب جمال في حواراته الشخصية بلقب «جيمي» ويكتب اسمه في الصحافة مجردا من كل الألقاب... عادل بالطبع يعرف أهمية أن يظل ملاصقا له هذا اللقب حيث يتم تصديره من الصحافة إلي كل أجهزة الإعلام، ولهذا مثلا فإنه صار يمارس مهنة الترغيب، يرسل صورة لفيلمه «زهايمر»، إلي إحدي المجلات علي اعتبار أن هذا يعتبر سبقا، لكنه يشترط أن ينشر علي الغلاف، يرسل صورة لجريدة أخري منتظرا مساحة من النشر غير مسبوقة لنفس الفيلم. أتابع أكثر من جريدة، ومجلة أسبوعية وهي تحرص علي أن تمنح أخباره مساحة دائمة تتناول كل تحركاته وحفلاته وكأننا بصدد باب اسمه «دفتر أحوال عادل إمام». والكل يحرص علي أن يسبق اسمه بالزعيم وكأنها ضريبة مبيعات يجب أن تضاف إلي الخبر... يختار عادل دائما من يقترب منه من الإعلاميين، والشرط الذي لا يمكن الاستغناء عنه، هو الولاء التام للزعيم، ورغم ذلك فإنه أحيانا يصرح مثلما حدث علي سبيل المثال أثناء تكريمه في مهرجان المسرح القومي قبل الأخير، حيث قال إن لقب الزعيم لم يعد يرضيه لأنه صار يطلق علي محلات الفول والطعمية، والكشري، ونسي أن رواد هذه المحلات هم الذين قطعوا تذكرة الدخول إلي دار العرض لأفلامه، وبالطبع كان تنازل عادل أمام عن اللقب مجرد بالونة اختبار، حيث عدل عن رأيه مؤكداً أنه الزعيم ولا زعيم إلا هو، فهو لم يعد له غير هذا اللقب ليضمن تلك الاستثنائية التي يحرص أن تصاحبه ليقف في مقدمة الصف، وبالطبع عادل صاحب مصلحة مباشرة لإضفاء صفة الزعامة عليه، ولكن لماذا صار بعض الصحفيين جزءاً من اللعبة برغم أن عادل لا يستطيع أن يصدر أوامر باعتقالهم؟!