.. أقسم الرئيس مبارك أول قسم رئاسي له في 14 أكتوبر 1981، علي رعاية مصالح البلاد ولم يقل في هذا القسم «أنا ونجلي»!! ولما كان الرئيس في هذا التاريخ الذي مر عليه 30 عاماً بدأ عامه ال 29، فعلينا أن نرصد معاً تقريراً لواقع الحال في مصر بعد 30 عاماً- مبارك الأب!!.. وأهدي هذا التقرير للشيء المسمي الحملة الشعبية لتأييد مبارك الابن «مبارك لمصر». .. فمصر تعيش حالة انتخاب- عكسي- يُطرد أفضل العناصر، ويفوز الأسوأ ويدفع بالمنافقين والفاسدين للقمة «!!» .. تضاعفت حالة الفشل العام وأصبحت الأصفار هي شعار المرحلة في كل المجالات «!!» .. استفحل الغلاء، وتزايدت أسعار السلع وتكاليف الحياة بصورة غير مسبوقة في تاريخ مصر «!!» .. أكثر من نصف الشعب المصري أصبح يعيش تحت خط الفقر ولا يجد قوت يومه «!!» .. تدهورت الصحة العامة بفعل السموم والمبيدات والفساد والفقر والضغوط والتلوث «!!» .. انهارت الخدمات الصحية المجانية وأصبح العلاج مسئولية كل مريض قادر علي ثمنه «!!» .. استشري الفساد ليسيطر علي كل أنشطة الدولة ولأعلي مستويات الحكم في ظل نهب منظم لمصر «!!» ولعل ما يحدث في وزارة الإسكان علي يد صديق جمال خير دليل وشاهد علي اختيارات جمال!! .. أصبحت الرشوة أساس قضاء الحقوق والمصالح والمعاملات والتراخيص الرسمية وكل التعاملات اليومية «!!» .. أصبحت المحسوبية هي سبيل الوصول لكل شيء ولقضاء الحاجات في جميع المجالات «!!» .. زاد انهيار التعليم في كل مستوياته قبل الجامعي والجامعي «!!» .. زادت أعباء الدروس الخصوصية والتعليم الموازي، خاصة بعد إنفلونزا الخنازير!! .. انتشرت البطالة وأصبح الشباب يفقد الشعور بالأمل في المستقبل في الداخل والخارج «!!» .. تزايدت حالات الانتحار بين صغار السن مع تزايد الشعور بالظلم الاجتماعي. .. ارتفع سن الزواج واستشرت ظاهرة العنوسة وظاهرة الزواج العرفي «!!» .. تضاعفت جرائم الانحلال الأخلاقي والاتجار في الأعراض والشذوذ «!!» .. تحلل النسيج الاجتماعي وبلغت حالات الطلاق نسباً غير مسبوقة في المجتمع المصري «!!» .. تزايدت مظاهر العنف والبلطجة والسرقة بالإكراه والعنف غير المبرر «!!» .. انهارت قيم المجتمع المصري وتغيرت سماته الأخلاقية والسلوكية «!!» .. لجأ الشباب المصري للهجرة غير المشروعة بصورة غير مسبوقة وما صاحبها من ظواهر الغرق لمئات الشباب «!!» .. لجأ الشباب لهجرة أخري بالانغماس في الإدمان والمخدرات أو التطرف الفكري والهروب للماضي «!!» .. أصبحت مصر سجناً كبيراً قضبانه استحالة فرص العيش الشريف بالحد الأدني من الكرامة الإنسانية «!!» .. أصبحت مصر تشهد زواجاً غير شرعي بين السلطة والمال والفساد يهدر مصداقية أي إصلاحات «!!» وتكفي الإشارة لأسماء مثل: أحمد عز والمغربي وغيرهما. .. أصبحت مصر هبة للاحتكارات التي طالت كل مظاهر الحكم والاقتصاد والنفوذ والحقوق «!!» .. غابت العدالة في كل شيء وبجميع صورها القضائية والأخلاقية وأصبح الشعور بالظلم سائداً بين الجميع «!!» .. أصيبت مصر بحالة من تصلب الشرايين، وتخليد المسئولية في كل المواقع، وتوريث المناصب «!!» من الجامعات للقضاء للبنوك إلي الشرطة إلي موقع رئيس الجمهورية نفسه!! .. سيطرت الدولة البوليسية علي جميع مظاهر الحياة في مصر وأصبح المنطق البوليسي هو الحاكم لمصر ومؤسساتها «!!» .. تقلصت كل مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية والقضائية لصالح تضخم مؤسسة الرئاسة والرئيس ومن حوله «!!» .. تحولت القوانين لوسيلة لتكريس الاستبداد والقهر والفساد من خلال أغلبية برلمانية زائفة «!!» .. ساد الكذب والنفاق كل مناحي الحياة وأصبح تجميل الفشل وتزيين القُبح وتبرير الخطأ سلوكاً رسمياً للدولة «!!» .. أصبح إعلام مصر الرسمي ملكاً شخصياً للرئيس وأسرته وحزبه يكرس شعور الناس بالغربة داخل الوطن «!!» .. كل هذه الأعراض- وغيرها- هي جانب من ملامح الصورة الحقيقية التي يعاني منها الوطن مع بداية العام ال 30 من حكم الرئيس مبارك !! هي أعراض لمرض الشمولية وحكم الفرد وغياب الشفافية وتداول السلطة واستغلال القضاء وتزوير الانتخابات واحتكار السلطة وصناعة القرار في ملهاة سوداء عبثية، آن الأوان أن نضع لها نهاية بدلاً من أن نفكر في توريث الوطن لمن مازال فأسهم في رءوسنا. .. هذه الحقائق المعفرة بتراب الواقع هي التي تدفعنا وتحملنا للتصدي للجهود المبذولة لتوريث مصر لجمال مصر أو مباركها الصغير.