«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دراسة أمريكية تشير لصفقة بين نافذين بالحكم وواشنطن بدون علم الرئيس .. واتهام جمال مبارك بالتهرب من دفع الضرائب على ثروته .. واقتراح ببرنامج تلفزيوني مباشر بين مبارك والمواطنين .. وسرايا يؤدي قسم الولاء للرئيس مبارك ورجب يقدم كشف حساب
نشر في المصريون يوم 06 - 07 - 2005

واصلت صحافة القاهرة اليوم هجومها العنيف على عائلة الرئيس مبارك ، وقد تنوعت أسباب الهجوم ، فالبعض اتخذ من الحديث عن ثروة جمال مبارك ، والتي تقول بعض التقديرات إنها تصل ل 650 مليون دولار ، مدخلا للهجوم متسائلا عن كيفية جمع مبارك الابن لكل هذه الأموال في تلك الفترة السابقة ، وهل يقوم جمال بدفع الضرائب المستحقة على ملايينه للدولة ، فضلا عن اتهامات لنجلي الرئيس بتحقيق أرباح طائلة عبر المتاجرة بديون مصر . وفيما يتعلق بالرئيس نفسه ، مازالت الاتهامات تؤكد على أن المحيطين بمبارك يمنعون المعلومات الصحيحة عنه ،ه مما جعل الرئيس في واد والشعب في واد آخر ، ولحل تلك المعضلة حملت صحف اليوم اقتراحا ببرنامج تليفزيوني أو إذاعي مباشر بين مبارك والمواطنين على غرار التجربة الفنزويلية في هذا المجال . الهجوم شمل كذلك ، بد حملة الدعاية لمبارك قبل الموعد الذي حدده قانون الانتخابات الرئاسية ، من خلال تركيز وسائل الإعلام المملوكة للدولة على ما تعتبره إنجازات لعهد مبارك . وننتقل إلى التفاصيل حيث المزيد من الرؤى والتعليقات نبدأ جولتنا اليوم بما فاتنا بالأمس ، وبالتحديد مقال " الوداع" الخاص بسمير رجب رئيس تحرير صحيفة الجمهورية السابق ، وكان لافتا في المقال أن رجب ، بعدما غادر كرسي السلطة ، رد للمرة الأولى على الاتهامات التي كانت تحمله مسئولية تدهور أوضاع مؤسسة دار التحرير مهنيا وماليا ، معتبر " أنه قد جاء اليوم الذي ينبغي أن نتحدث فيه عن الصحافة القومية في مصر.. واقعها.. وحقيقتها.. ومستقبلها.. ولماذا كانت هدفاً لسهام المتربصين في الآونة الأخيرة التي اتهموها للأسف بما ليس فيها.. وادّعوا زوراً وبهتاناً علي القائمين عليها بممارسة وسائل وأسباب هم منها براء.. خصوصاً وأن النتائج تثبت العكس.. والأرقام تدحض الافتراءات.. وزملاء المهنة التي تضمهم أجنحة المؤسسات الصحفية القومية يتمتعون بميزات مادية. وعينية. وأدبية. واجتماعية لا يتوفر النزر اليسير منها لدي الصحف الحزبية. والمستقلة التي تمتنع غالبيتها عن صرف المرتبات رغم أنها تتقاضاها باسم الزملاء الصحفيين وعلي ذمتهم من المجلس الأعلى للصحافة.. ونقابة الصحفيين. الصحافة القومية بإيجاز شديد تعد مدارس مهنية رفيعة المستوي.. فيها تخرَّج كبار الكتاب. ورؤساء التحرير. ومديرو التحرير الذين يشغلون مواقع هامة في مصر والعالم العربي. وليسمح لي القاريء.. أن أقدم له في نهاية مرحلة. وبداية أخري حكايتي مع "الجمهورية" التي جئتها شاباً تجاوز العشرين عاماً بقليل بذلت خلالها أقصي الجهد والعمل أحقق انفراداً صحفياً تلو انفراد. وأخوض معارك لا عد ولا حصر لها من أجل الدفاع عن أعز وأغلي القضايا الوطنية والقومية منحازاً للمواطن المصري البسيط ولأني كنت دائماً علي حق فقد كتب الله لي النصر المبين " . وبعد أن استعرض رجب رحلة في عالم الصحافة ، انتقل لتقديم كشف حساب ، قائلا " لا أريد الاستطراد أكثر.. وأكثر.. لكن كم بلغت سعادتي وسعادة جميع زملائي في مؤسسة دار التحرير عندما تحقق حلمهم وحلمي في الخروج إلي الأفق الواسع.. إلي الصرح الكبير الذي أقمناه بعرقنا. وكفاحنا. واجتهادنا. وصبرنا. ومثابرتنا.. لنقف متباهين أمام الدنيا بأسرها معلنين أننا نملك أروع. وأجمل دار صحفية علي مستوي العالم بأسره. لقد كتب لنا الله سبحانه وتعالي الحياة من عنده عندما نجانا من توابع احتمالات سقوط المبني القديم الذي تداعي وتهالك بعد زلزال عام ..1992 فنجحنا في تدبير استثمارات بلغت 150 مليوناً و500 ألف جنيه قيمة شراء الأرض. وتكاليف المباني.. في نفس الوقت الذي كان ضرورياً فيه إقامة مطبعة جديدة بعد أن عاني قاريء "الجمهورية" من تآكل "الحروف". وتلوث الورق. وسيولة الحبر.. و..و.. وبالفعل هدرت ماكينة الطباعة العملاقة لأول مرة يوم 12 نوفمبر عام "2000" عندما شرفت بافتتاح الرئيس مبارك لها.. وقد بلغت قيمتها وقتئذ 85 مليوناً و850 ألف جنيه.. فكانت النتيجة تضاعف حجم توزيع "الجمهورية" مرات ومرات عكس ما يروجه بالنسبة لها ولغيرها من الصحف القومية الفاشلون والعاجزون. لم نكتف بذلك.. بل أضفنا لأصول المؤسسة العديد من الأراضي في 6 أكتوبر. وفي وسط العاصمة. وفي كل من سموحة والعامرية بالإسكندرية وفي بلبيس. وفي الغردقة إلي جانب 17 مقراً للمراسلين الدائمين في مختلف محافظات مصر مزودة جميعها بأجهزة الكمبيوتر. والإنترنت. أما بالنسبة للذين يدعون كذباً وتضليلاً بأن المؤسسات القومية تقف حجر عثرة أمام الشبان. وأن قياداتها أغلقت باب العمل. والترقي دونهم.. فها هي مؤسسة دار التحرير علي سبيل المثال قد أصدرت منذ أن توليت رئاسة مجلس إدارتها عام 1989 كلا من مجلة حريتي التي يتولى رئاسة تحريرها شاب نابه.. يعاونه مجموعة من خيرة الشباب ثم جريدة عقيدتي ويتولي رئاسة تحريرها أيضاً شاب لا يقل عنه كفاءة وقدرة مع عدد مماثل من الشباب ثم جريدة شاشتي.. في نفس الوقت الذي حرصنا فيه علي إعادة إصدار "كتاب الجمهورية" الذي ظل متوقفاً علي مدي سنوات طويلة.. مما ساعدنا علي تحويل الخسائر المتراكمة قبل عام 1988 إلي أرباح أقرتها الجمعيات العمومية المتتالية والجهاز المركزي للمحاسبات " . تبقي.. سبل الرعاية الاجتماعية والطبية.. التي طالما اتهم البعض بغير حق أو دليل المؤسسات القومية بالتهاون في تدبيرها للصحفيين والعمال والإداريين. وها أنذا أقول لهم.. إننا في مؤسسة دار التحرير أنشأنا صندوقاً للتأمين الخاص يسمح لكل من يخرج علي المعاش بتقاضي 85 شهراً كاملة.. ولقد بلغ عدد من حصلوا علي مستحقاتهم من هذا الصندوق من الأحياء 669 زميلاً وزميلة تقاضوا 38 مليوناً و83 ألفاً و152 جنيهاً. أما الذين انتقلوا إلي رحاب الله.. فقد تم صرف مبلغ سبعة ملايين و888 ألفاً و702 جنيه لأسرهم وذويهم. ومع هذا كله.. فيوجد في الصندوق استثمارات مالية قيمتها 40 مليون جنيه. وفيما يتعلق بالرعاية الطبية.. فقد وفرنا كل وسائل العلاج لأبناء المؤسسة بالمجان سواء من حيث الكشف الطبي. أو الدواء. أو الإقامة في المستشفيات بمصر. والخارج معاً ". سبحان الله ، فبغض النظر عن صحة ما ذكره رجب ، فإن السؤال هو لماذا هذا التواضع بعد أن وقعت عصا السلطة الغليظة ، فرجب تجاهل طويلا الرد على الانتقادات بدعوى أن مطلقيها من المغرضين والموتورين . نبقى مع التغييرات الصحفية ، لكن هذه المرة مع يمكن أن نسميه مقال " القسم " ، الذي كتبه أسامة سرايا رئيس تحرير صحيفة الأهرام الحكومية الجديد ، قائلا " إذا كان شرف رئاسة تحرير صحيفتنا الأهرام تعاقدا بيني وبين المالك مجلس الشورى يستوجب الحفاظ‏,‏ مع زملائي من صحفيين وعاملين من مختلف الانتماءات‏,‏ علي دورها‏,‏ ومكانتها‏,‏ وأصولها‏,‏ وممتلكاتها‏,‏ وتنميتها باستمرار‏,‏ فإنه في الأساس والجوهر تعاقد متواصل مع قراء الأهرام‏,‏ من المصريين الذين ارتبطت حياتهم بنا‏,‏ والعرب الذين يعرفون دور مصر‏,‏ ودرجة تأثيرها في محيطها القريب والبعيد‏.‏ ولأن ما نكتبه يؤثر في الوجدان العام‏,‏ فإننا يجب أن نصونه ونحميه من خلال عمل جماعي شاق‏,‏ نتحرى فيه الدقة‏,‏ بحيث يقوم علي التنظيم‏,‏ واستيعاب أحدث ما وصل إليه العقل الإنساني في مختلف المجالات والأفكار‏,‏ حتى تتحقق المصداقية‏,‏ ونحصل علي ثقة المجتمع‏,‏ مع معرفتنا أن العمل الإنساني‏,‏ تحوطه أوجه نقص وقصور عديدة‏,‏ ولا سبيل لاكتشافها إلا باستمرار رحلة البحث إلي ما لا نهاية‏.‏ وأضاف سرايا " وشعورا بهذه المسئولية‏,‏ أقطع عهدا مع زملائي لقرائنا الكرام‏,‏ بمواصلة مسيرة الأهرام‏,‏ ولتسمحوا لي‏,‏ ونحن نجدد قسم الولاء لقارئ الأهرام أن نجدد أيضا الولاء والحب لقائد المصريين‏,‏ في هذه اللحظة الدقيقة من تاريخ مصر المعاصر‏,‏ الرئيس حسني مبارك‏,‏ الرجل الذي واصل رحلة العطاء منذ أن صنع مع زملائه وتلاميذه بالقوات المسلحة المصرية‏,‏ نصرا غاليا وعزيزا في حرب أكتوبر عام‏1973,‏ محونا به عار هزيمة قاسية في يونيو عام‏1967,‏ وفتحنا به الطريق أمام ظهور سياسة جديدة‏,‏ وعقل مختلف‏,‏ أعاد الأرض‏,‏ وحافظ عليها‏.‏ لقد قام الرئيس مبارك بتطوير الحياة علي أرض مصر‏,‏ وصاغ إصلاحات كبري‏,‏ وبفضل فكره الثاقب‏,‏ أصبحت مصر جمهورية جديدة‏,‏ وتحولت الشرعية إلي الشارع السياسي‏,‏ وقد بدأ مبارك هذه الإصلاحات في أرفع المناصب بتعديل المادة‏76‏ من الدستور‏,‏ وهو التعديل الذي أتاح إجراء انتخابات تنافسية علي منصب رئيس الجمهورية بين أكثر من مرشح للمرة الأولي في تاريخ مصر "‏.‏ نترك رجب وتواضعه المفاجئ وسرايا وقسمه غير المفهوم ، وننتقل إلى صحيفة " الغد " المعارضة ، حيث واصل رئيس تحريرها الدكتور ايمن نور الهجوم على جمال مبارك ، قائلا " أخطر أنواع الفساد في مصر هو فساد الكبار ، هو عدم اكتراث الكبار في مصر بتنقية صورتهم والحفاظ على سمعتهم وبيان الحقيقة في شأن ما يثار علنا وسرا ضدهم من حقائق أو شائعات . الناس تسأل – ونحن منهم أيضا – عن ثروة السيد جمال مبارك نجل الرئيس وما حقيقة ما نشرته مجلة "بزنس ويك" الأمريكية حول شركاته والتي بلغ رأس مال إحداها 350 مليون دولار . الناس تسأل – ونحن أيضا معهم – من أين لجمال ب 650 مليون دولار أو حتى جنيه ، من يصدق أن جمال استطاع أن يجني ثمار جهده محققا هذه الثروة ، طلبنا الشفافية والوضوح والمكاشفة إلا انه عز علينا أن نجدها . وكيف لنا أن ندعي قدرتنا على مواجهة الفساد وغياب الشفافية إذا كانت اقرب الدوائر لا تملك الشفافية " . وأضاف نور " في قصة نجل الرئيس ، روى لي أحد الكبار رواية تصور أنه يبرر بها هذه الأرقام غير المبررة وهذه المبالغ غير المعلوم مصدرها (..) قال لي المسئول الكبير : لقد أدرك الرئيس مبارك عقب تخرج جمال وعقب بعض المشكلات الخاصة به ان هناك ضرورة لسفره للعمل في الخارج ، وفي هذا الوقت أجرى مبارك اتصالات مع السفير أشرف غربال طالبا منه البحث عن فرصة عمل لجمال في أحد البنوك الأمريكية ، وعلى الفور اتصل غربال بشخص مصري فرنسي يتولى موقعا كبير ببنك أوف أمريكا لإنجاز هذا الطلب الذي تعذر تحقيقه إلا في أحد فروع البنك ببريطانيا وليس في الولايات المتحدة كما كان مطلوبا . وفي هذا الفرع الذي عمل جمال لمدة شهور فيه متنقلا بين الأقسام استقر في قسم الائتمان وطلب العمل في مجال شراء الديون وعلى الفور التقط البنك الخيط عندما طلب جمال منه فتح فرع للبنك في مثر وبالفعل بدا الفرع في العمل وتخصص في تمويل صفقات شراء ديون مصر المعدومة أو شبه المعدومة وإعادة تحصيل هذه الديون من مصر بقيمة أكبر بكثير من القيمة التي تم الحصول عليها بها .. وأصبح الفارق بين قيمة الشراء وقيمة البيع هو الربح الذي استحق عليه جمال عمولة " شرعية " ، وصلت في تقدير المسئول صاحب الرواية ل 50% من قيمة الربح ، ويشير صاحب الرواية أيضا إلى أن جمال استفاد ماليا لكنه وفقا لرأى صاحب الرواية أفاد مصر لأنه انهي على جزء كبير من الديون القديمة بأقل من قيمتها وأفاد البنك وأفاد الدائنين الذين كانوا فاقدي الأمل في تحصيل هذه الديوان وهذا ما دفعهم لقبول بيعها بأقل من قيمتها " . وعلق نور على الرواية السابقة ، قائلا " بالطبع لا اتفق مع هذا التفسير العجيب والتبرير الغريب لحصول السيد جمال على ملايين الدولارات من عمل ما كان له أن يحققه أو يدركه لولا انه ابن رئيس الجمهورية فلا أعرف أن أي موظف حديث التخرج في مصر ولا في أمريكا يستطيع أن ينهي عملية سداد مصر لديوانها شبه المعدومة ولا يستطيع أن برشد البنك على الديون التي يشتريها ويصل بحد المخاطرة في القرار إلى درجة الصفر كل هذا لا يمكن تصوره إذا لم يكن هو جمال هو جمال حسني مبارك . والدليل هو قيام علاء بنشاط مماثل عقب إنهاء جمال لنشاطه مع بنك أوف أمريكا الذي أغلق فرعه في مصر فور خروج جمال من البنك وانتقال نشاط شراء الديون إلى بنك أجنبي آخر . وإذا كانت هذه الرواية تستهدف تفسير مصدر ثروة جمال مبارك ونشاط شركته في الخارج وان رأس مال الشركة الذي يقارب الثلاثة أرباع مليار دولار هو عائد عمولة شراء وبيع ديون مصر ، فعلينا أن نسأل عدة أسئلة مهمة هي : - كم سددت مصر في هذه المدة الضيقة من الوقت من مبالغ ليكون نصف صافي ربحها 650 مليون دولار . - إن
الادعاء أن هذا العمل حقق ربحا لكل الأطراف هو ادعاء كاذب ومغالط على أقل التقديرات وإلا لما باعت الجهات الدائنة الديون بقيمة منخفضة وما اضطرت مصر لدفع ثمن أكبر لطرف ثالث . - هل لا يوجد في مصر وزير للمالية أو محافظ للبنك المركزي أو وزير آخر للتعاون الدولي وغيرهم من الوزراء ممن كان عليهم التعامل مع هذه الديون شبه المعدومة مباشرة من خلال الاتصال بالدائنين الأصليين والاتفاق عمهم على مثل هذه القيم المنخفضة على جدولتها والاستفادة من المليارات التي أهدرت وحصل عليها البنك أو الوسيط في إتمام هذه الصفقات . - ألا يحق لنا أن نسال المواطن المصري جمال مبارك ، كم سدد للضرائب من مبالغ تستحق بفعل هذه الصفقات التي تم نصفها على الأقل في مصر وهو بيع هذه الديون للحكومة ؟ . - إذا كان سدد مصر لهذه الديون متاحا دون اعتبار لوجود جمال مبارك في هذه الصفقات فلماذا لم تسددها الحكومة ، ولماذا انتظرت أن يتم إعادة الشراء من قبل البنك أو جمال أو كليهما لتقوم هي بالسداد " . ونبقى أيضا مع آل مبارك ، لكن هذه المرة مع مبارك الابن ، حيث طرح مجدي مهنا في صحيفة " المصري اليوم " عددا من التساؤلات ، قائلا " عندما يؤكد الرئيس مبارك في اول اجتماع للمجلس الأعلى للسياحة يعقد برئاسته أن عوائد السياحة تجاوزت 6 مليارات دولار وأن الطاقة الفندقية المستهدفة هي الوصول بها إلى 300 ألف غرفة في السنوات العشر المقبلة وأن يصل عدد السائحين سنويا إلى 18 مليون سائح خلال الفترة نفسها . هل هذا – في هذه الفترة – يدخل في نطاق عمل ومسئوليات واختصاصات رئيس الجمهورية أم يدخل في باب الدعاية الانتخابية للرئيس مبارك كمرشح للحزب الوطني في الانتخابات المقبلة ؟ . كل يومين تقريبا سوف يعلن أحد الوزراء إنجازات عهد مبارك ضمن برنامج الحملة الدعائية لمرشح الحزب الوطني . من السذاجة نفي الربط بين هذه الدعاية الفجة والمباشرة لمرشح الحزب الوطني وبين الحملة الانتخابية التي تصاحب عملية الترشيح التي بدأها الحزب الوطني مبكرا بالرغم من أن القانون حددها في ثلاثة أسابيع فقط " . ولفت مهنا إلى أنه " من الواضح وجود خطة معدة سلفا لتسخير جميع وسائل الإعلام ، من إذاعة وتليفزيون وصحافة قومية في خدمة مرشح الحزب الوطني . والسؤال : أين الحملة الانتخابية لباقي المرشحين على منصب رئيس الجمهورية الذين أعلنوا عن رغبتهم في ترشيح أنفسهم وأين عي النزاهة والشفافية في توفير فرص متساوية متكافئة لجميع المرشحين في وسائل الإعلام المملوكة للدولة . أنه مجرد كلام في كلام ، ومع ذلك فالرئيس مبارك ليس في حاجة إلى حملة دعائية ولا إلى كلام وزير الإسكان أو وزير الطيران أو وزير الاستثمار أو الزراعة أو الصناعة أو أي وزير آخر ، وكل ما يتم الإعلان عنه هو مضيعة للقوت والجهد لان نتيجة الانتخابات حسمت قبل أن تبدأ ، حسمت فور إجراء التعديل الدستوري على المادة 76 وحسمت بعد إصدار قانون الانتخابات الرئاسية بالطريقة المعيبة التي صدر بها . وأحسن خدمة يقدمها مروجو الحملة الدعائية لمرشح الحزب الوطني أن يرحموا الناس من حملتهم ومن برامجهم ومن دعايتهم الفجة والمباشرة . وأوضح مهنا ساخرا " الطريف أن بعض قيادات الحزب الوطني ومنهم الوزير كمال الشاذلي يتساءل : هل تريدون منع الرئيس من مباشرة سلطاته وصلاحياته كرئيس للجمهورية .. وعي السلطات التي خولها له القانون . وهو سؤال يجب عن نفسه ، فلا أحد يريد منع الرئيس من مباشرة سلطاته ، لكن هل تتفضلون وتتكرمون ويحترمون أنت القانون والدستور .. الذي تحدث عن فرص متساوية في الحملة الدعائية لجميع المرشحين . وما تقوم به وسائل الإعلام المملوكة للدولة في الأسابيع الأخيرة لا يدخل ضمن مباشرة الرئيس لسلطاته إنما يدخل ضمن الحملة الدعائية له ، فارحموا الناس يرحمكم الله " . نبقى كذلك مع الرئيس مبارك ، حيث لفت سليمان جودة في صحيفة " الوفد " المعارضة إلى أن تليفزيون فنزويلا يذيع ، برنامجا أسبوعيا، اسمه "آلو.. سيادة الرئيس".. وهو برنامج شهير جدا، مخصص للرئيس شافيز وحده.. فيه يظهر الرئيس، صباح كل أحد، يسمع، ويستمع، وينصت، ويجيب، ويقول.. ولا احد يشارك الرئيس فيه، فهو الذي يقدم البرنامج، ويعده، ويخرجه.. ولا يغيب عنه منذ سنوات والناس ينتظرونه، ويتساءلون من خلاله، ويتفاعلون معه بقوة.. وبرنامج من هذا النوع، يظل قناة مباشرة، بين الرئيس شافيز، ومواطنيه، فلا حجاب، ولا أحد يمنع أحدا من الوصول إليه، وإبلاغه بما يغيب عنه، وإحاطته علما بما يحجبه عنه مستشاروه، وهو كثير، وخطير.. ولابد أن هناك شعورا قويا، بأننا أحوج الناس إلي برنامج مماثل فلا أحد في مصر، يستطيع أن يصل إلي الرئيس، وإذا وصل فسوف يجد منْ يستوقفه ويقول له: شكرا.. هات رسالتك وانصرف، وسوف تصل إلي الرئيس.. وهي لا تعمل في أغلب الأحوال، ولذلك فالانطباع الراسخ، أن الرئيس في وادٍ، والناس جميعا في وادٍ آخر.. لا لأن الرئيس يريد ذلك، ولكن عددًا من المحيطين به، يريدون هذا وأكثر " . واعتبر جودة أنه" لو أننا في بلد مؤسسات حقا، ما كانت هناك مشكلة.. لأن الناس كان في إمكانهم، أن يخاطبوا مؤسساتهم، وهم علي يقين بأن مطالبهم سوف تجد آذانًا صاغية، وسوف تجد منْ يهتم بها، ويضع لها اعتبارا.. غير أن هذا غير موجود بالمرة.. فنظام الحكم رئاسي مجرد، بمعني أن كل الخيوط تبدأ من عند الرئيس، وتنتهي عنده أيضا.. ولا أحد سواه يقبض علي خيط واحد.. وليس أدل علي ذلك، من أن الصحفيين مثلا لما خاطبوا الدكتور سرور، في مشروع قانون حبس الصحفيين، أبلغهم بأن الذي وعدهم بإلغاء الحبس، عليه أن يفي بوعده.. والذي وعد هو الرئيس.. والمعني أنه لا رئيس مجلس الشعب، ولا رئيس مجلس الوزراء، ولا احد بخلاف الرئيس، يملك أن يقطع في أي أمر جوهري.. فإذا تحرك الرئيس، تحركت كل هذه الأجهزة، وبسرعة.. فإذا غض البصر، نامت الأجهزة جميعا، واطمأنت في نومها، لأنها تعرف أنها لا تملك من الأمر شيئا.. لا أمرها هي، ولا أمر غيرها أيضًا. والناس في أشد الحاجة، إلي أن يجدوا صدي لصوتهم، إذا قالوا: آلو.. سيادة الرئيس.. لا أن يكتشفوا أنهم يكلمون أنفسهم.. وإنه لا أحد معهم علي الخط!! " . نتحول إلى صحيفة " الدستور " المستقلة ، والتي نشرت دارسة أعدها دانييل بيمان الباحث في جماعة جورج تاون الأمريكية ومركز سابان لسياسة الشرق الأوسط بمؤسسة بروكنجز ، وجاء في الدراسة " أن المؤسسة التي تحكم مصر منذ أكثر من نصف قرن لا تعاني في الفترة الأخيرة إلا من الضغوط الخارجية التي تمارسها بالأساس الادارة الأمريكية مدفوعة هي الأخرى بضغوط من مؤسسات المجتمع المدني التي تسعى لنشر الديمقراطية وحفظ كرامة الإنسان في كل مكان ، إلى جانب ضغوط المؤسسات والمجموعات الاقتصادية التي تحاول أن تقيل دول العالم الثالث من عثراتها وتخلصها من الفقر الذي يطحن شعوبها ويجعلها أشبه بقنابل موقوتة تهدد مصالح هذه المجموعات الاقتصادية . إن ترتيبات النظام الداخلية في مصر تختلف تماما عن الصورة التي يصدرها للغرب علنا أو حتى في المحادثات السرية التي تجري في الجلسة المغلقة ، فعندما نقوم بقراءة مدققة لوسائل الإعلام الأمريكية التي تدافع عن إدارة بوش أو تتفق معها في وجهات النظر ، عند إجراء مثل هذه القراءة يتراءى لنا ما يشبه رغبة الحكم في مصر في عقد صفقة بين مبارك والإدارة الأمريكية على تولية ابنه جمال خلفا له في الحكم وهو أمر من شأنه أن ينقل قطار السياسة المصرية من مسارها العسكري على مدار نصف قرن إلى مسار مدني ، فجمال رجل أعمال ،شاب ، صاحب فكر اقتصادي قدمته بعض وسائل الإعلام الأمريكية في صورة القادر على حل مشاكل مصر الاقتصادية جميعا ، علاوة على أنه باعتباره رجلا مدنيا لا يمثل الوجه الصارم لمؤسسة القمة العسكرية ، مما يساعد على طمأنة المواطن المصري وانطلاقه في التعبير عن رأيه دون خوف لان رئيسه أفندي يرتدي البنطلون والقميص ولا يحمل بندقية أو هراوة ورئيس بهذه الصورة سيكون واسطة خير بين شعبه والإدارة الأمريكية وهو ما سوف يرضي أصحاب المصالح الاقتصادية وفي نفس الوقت سيلجم أفواه أصحاب النزعة الإنسانية الذين سيرون أن كل شئ عال العال وتمام التمام " . وأوضحت الصحيفة " أنه خلف الرؤية التي تشير إلى مثل هذه الصفقة يمكننا أن نلمح طيف أو ظل خدعة ، فربما لم تكن الصفقة بين مبار نفسه ( الذي قارب الثمانين ) وبين الادارة ، وإنما كانت الصفقة بين الادارة ورجال أقوياء يقفون في الظل ولا يراهم مبارك ، وهؤلاء الرجال الأقوياء بالطبع اتفقوا على صفقة أخرى ليس فيها جمال وإنما فيها إبراز صورة جمال فحسب حتى يتم ترضية أبيه وانتزاع الحكم منه قبل أن يضيع ويضيع المؤسسة الحاكمة وحلفاءها معه . الأسماء التي تقول الدراسة إنها مطروحة لخلافة مبارك ثلاثة أسماء يتم طرحها في هذه الدراسة .. الأسماء هي الفريق مجدي حتاته رئيس أركان القوات المسلحة والفريق أحمد الشريف قائد القوات الجوية واللواء عمر سليمان رئيس المخابرات العامة ومستشار الرئيس للأمن القومي ، وإذا طبقا نظرية الاحتمالات سنجد أمانا احتال ثلاثة عسكريين أي أن الاحتمال الأقوى حتى داخل الحلف العسكري المدني يرجح كفة العسكريين بقوة " .

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.