حينما يدفع مشاهد التليفزيون مقابل مشاهدة الأفلام، فهو ينتظر هذا المقابل جدول مشاهدة ثريا يجمع بين أفضل ما عرضته الشاشة العالمية من أفلام سينمائية حديثة، وباقة مختارة من الأفلام المتميزة من إنتاج السنوات السابقة القريبة، ومن كلاسيكيات وروائع السينما العالمية، وقد يكون مفهوماً أن باقات القنوات المتخصصة المشفرة تستعين ببعض الأفلام متوسطة المستوي القليلة الثمن لملء برنامجها، ولكن قنوات الأفلام المتخصصة وبشكل خاص في باقة «أوربت شوتايم» تختار لمشاهديها الأفلام الحديثة دون النظر لقيمتها الفنية أو توفيق في الاختيار، وقد أصبحت قوائم اختياراتها للأفلام لا تحتوي علي الكثير من الأفلام الجذابة التي تلبي كل الأذواق، فإذا كانت السينما العالمية تنتج العديد من الأفلام سنوياً، فإن اختيار الباقة لما تعرضه علي مشاهديها من أفلام كثير منها متوسط القيمة ومكرر، وهي تسمي العروض الأولي للأفلام بعد مرور فترات طويلة علي عرضها في السينما، وتعتمد دعاية الباقة علي أن أفلامها الحصرية تعرض قبل عامين من عرضها علي القنوات المجانية، الأمر الذي يعطي السبق للمشاهد في متابعة الجديد قبل عرضه مجاناً علي القنوات الأخري، ولكن عند النظر إلي قائمة العروض الأولي للأوربت شوتايم لهذا الشهر مثلاً نجد أن كثيراً منها يعود إلي عامين ماضيين، ومن هذه الأفلام فيلم «أسبوع واحد» «One Week »، وهناك أيضاً فيلم «Inkheart» الذي يعرض هذا الشهر بدعاية كبيرة رغم أنه أيضاً أنتج منذ عامين للسينما، كما يمكن ملاحظة أن هناك الكثير من الأفلام المهمة عرضت في القنوات المفتوحة ولم تعرض أبداً في أي من قنوات الأوربت شوتايم، من هذه الأفلام سلسلة الأفلام الحديثة بعنوان الشفق «Twilight»، وهناك أيضاً فيلم الخيال العلمي الحديث للممثل «نيكولاس كيج» بعنوان «Knowing» بل إن سلسلة أفلام شهيرة للغاية مثل «ملك الخواتم» Lord Of The Rings لايشاهدها مشترك الأوربت شوتايم، وجميع هذه الأفلام السابقة عرضت في قنوات أخري مفتوحة، وتستخدم الباقة في عرض أفلامها المكررة بجوار مصطلح «عرض أول» مصطلحات أخري لتحلية البضاعة منها مصطلح «فيلم قمة» أو «خاص» والخلاصة في النهاية أن المشاهد حينما يقوم بتصفية هذه القوائم من هذه الدعاية البراقة لن يجد سوي عدد قليل من الأفلام الجديرة بالمشاهدة في كل أسبوع في الوقت الذي قد لا يستطيع المشاهد التحرك من علي كرسيه قبل انتهاء 3 أفلام مثيرة متتالية تعرض علي قناة مفتوحة، ولا يخرج السبب في ذلك عن أن القنوات المفتوحة تبحث عن الأفلام المتميزة وتجيد توزيعها في جدولها الشهري، والباقات المشفرة من نوعية الأوربت شوتايم فقط مهووسة بالجديد والحصري بغض النظر عن محتواه وقيمته.