الممثل دائماً ما يرنو إلي البطولة المطلقة.. لا تصدقوا بعضهم في الحوارات وهم يؤكدون أن البطولة ليست حلمهم وأن المهم هو الدور.. أغلب ما يتردد هو كلام للاستهلاك الإعلامي.. نظام السينما يفرض علي الممثل منذ بداية المشوار أن يتطلع للبطولة.. وكلنا نري ما الذي يفرضه النجوم علي الجميع من سطوة وعندما يصل الممثل إلي مصاف البطولة تصبح البطولة الجماعية درجة أدني بالنسبة له إلا أن الضرورات في الفن كما هي في الحياة تبيح المحظورات وحتي يواصل الفنان التنفس إبداعياً عليه أن يملك تلك النظرة القادرة علي ألا تصطدم بالواقع الذي ربما يقصيه خارج الخريطة.. «ماجد الكدواني» مثله مثل كل جيله من نجوم الكوميديا كان ينبغي أن ينتقل من الدور الثاني إلي البطولة المطلقة وجاءت له في فيلم «جاي في السريع»، ولكن ما حدث هو أن الفيلم الذي عرض قبل خمسة أعوام لاقي فشلاً ذريعاً في دور العرض لم يحدث هذا الوميض بين «ماجد» والجمهور ومهما شاب الفيلم من ضعف في السيناريو والإخراج إلا أن «ماجد» لم يتوحد مع الجمهور ولا يتحمل مستوي الفيلم المسئولية لأن أغلب الأفلام الكوميدية التي صعدت بنجومها للصف الأول شابها أخطاء أكثر.. الأهم في هذه الحالة أن يذهب الناس للنجم قبل الفيلم إلا أن هذا الأمر لم يتحقق مع «الكدواني» الذي كنت دائماً أراه ممثلاً موهوباً حتي في أدوار صديق البطل التي وقف فيها مع «كريم عبدالعزيز» مثل «حرامية في كي جي تو» و«حرامية في تايلاند» فإن موهبته كانت قادرة علي أن تعلن عن نفسها كممثل أولاً وليس مضحكاتاً.. ولهذا فإن هزيمته في «جاي في السريع» لم تقهر المثل في داخله بل أشعلت روح التحدي.. علي الفور قدم دوراً مميزاً في فيلم «الرهينة» وبعدها انتقل وبنفس الألق إلي أفلام من نوعية «كباريه» ، «الفرح» اقترب فيها من مشاعرنا.. ظل «الكدواني» داخل الدائرة، صحيح لم يعد يبحث عن البطولة وربما لم تعد تعرض عليه إلا أن الأهم هو أنه أدرك أن موقعه الدائم في الحياة الفنية يستحق قدراً من المرونة، وهكذا مثلاً في هذا الصيف وقف بطلاً ثانياً مع «محمد سعد» في «اللمبي 8 جيجا» ومع «أحمد مكي» في «لا تراجع ولا استسلام» صحيح أن الفيلمين لم يضيفا شيئاً للنجمين «سعد» و«مكي» بل ظني أنهما خصما منهما والصحيح أيضاً أن «الكدواني» لم يجد في الفيلمين دوراً يفجر طاقته.. ولكن الأهم هو أنه لا يزال يلعب بذكاء داخل الرقعة التي تشبه لعبة «السلم والثعبان» نعم لم يعد يحلم بقفزة لأعلي يمنحها له السلم كما أنه لم يعد يخشي لدغة الثعبان!!