قيادات الحزب الوطني يتحدثون هذه الأيام وكأن ليس لهم علاقة بما حدث ويحدث علي الساحة الآن من إهمال المواطن والعمل من أجل الأثرياء وتسهيل مهمتهم في الاستيلاء علي مقدرات هذا الوطن وثرواته. يتحدثون.. وكأن النظام الحالي وحكومته لا يعبران عنهم!! .. فها هو السيد جمال مبارك الذي عاد ليتحفنا يومياً بتصريحات من عينة «ضرورة توفير الموارد المالية لدعم العلاج علي نفقة الدولة.. من حق كل مواطن الحصول علي خدمات ورعاية طبية جيدة المستوي». ما شاء الله عليكم. .. ألم يكن الحزب الوطني هو الذي قاد في الدورة الأخيرة لمجلس الشعب إلغاء العلاج علي نفقة الدولة. وألم يكن المطلب الأساسي والرئيسي للقوي السياسية المعارضة هو توفير الرعاية الصحية بالمجان مع التعليم المجاني.. فكان الرد هو اعتماد نموذج المستشفيات الاستثمارية والعلاج الحر.. بل وصل الأمر بالمستشفيات العامة إلي أن يتحول الجزء الأكبر فيها إلي العلاج بأجر.. بل وصل الأمر إلي أن يأتي الحزب الوطني بصاحب مستشفي استثماري علي رأس وزارة الصحة في إطار توزير رجال أعمال أصدقاء جمال مبارك وليكون لهم دور مهم في سياسات الحكومة.. وها قد رأينا النتيجة العظيمة من أن وزير الصحة يتعاقد مع مستشفياته ومعامله ومراكزه الطبية، وأن تكون لها الأفضلية مع الوزارة.. كما حدث أيضاً في مجال الإسكان.. وبيع الأراضي للوزراء وأقاربهم وأصهارهم.. يعني زيتهم في دقيقهم..!! ثم يأتون الآن ليتذكروا حق المواطن. .. ويتكلمون أيضاً عن حقوق الإنسان، وأن الحزب الوطني يراعي هذه الحقوق.. وكذلك الأمر عن الحديث عن الفساد، فإن الحزب يحارب ويكافح الفساد ولا يترك فاسداً بين صفوفه. لكن علي الواقع تجد انتهاكات حقوق الإنسان مستمرة وبشكل يومي والتعذيب المنجي متوفر في أقسام الشرطة وأماكن الاحتجاز، وكأن وزارة الداخلية المشرفة علي ذلك لا علاقة لها بالحزب الوطني الحاكم. نفس الأمر في حكاية محاربة الفساد التي يتشدقون بها اليومين دول.. رغم أنهم يعلمون علم اليقين أن الفساد منتشر في كل مكان وعلي أيديهم وبرعايتهم وهم متورطون فيه من رأسهم حتي قدميهم وأصبح الفساد عيني عينك وبشكل فج. أي نعم هناك انتخابات قادمة.. ويريدون تحسين صورتهم التي وصلت بالفساد والإفساد إلي الحضيض فيكذبون علي الناس. يا أيها الذين في الحزب الوطني نقطونا بسكاتكم..واتركوا الأمر لغيركم.. سيكون ذلك أفضل.