لا أحد مستعد للامتحان.. ذلك هو العنوان الأبرز للانتخابات البرلمانية المقبلة، فلا اللجنة العليا تعرف موعد الانتخابات، أو إذا ما كان سيتم تأجيلها من عدمه، متعللة بعدم صدور قانون تقسيم الدوائر تارة، وانتظار الحركة القضائية فى أكتوبر المقبل تارة أخرى، ولا حتى الأحزاب والقوى السياسية نجحت فى تأسيس تحالف انتخابى واضح، رغم أن الساحة صارت خالية تقريبًا لهم، بعد سقوط الإخوان وحظرهم شعبيًّا وقضائيًّا، بل إن بعض القوى التى تتزعم «التنسيقات والتحالفات الانتخابية» هى من تطالب بالتأجيل، فى دلالة واضحة لضعفها وعدم استعدادها. فشل التحالفات.. والأحزاب تهرب بطلب التأجيل
على هذا النحو لا تؤشر الأجواء الغائمة المحيطة بالانتخابات البرلمانية المرتقبة إلا إلى أن الجميع، سواء فى الأحزاب أو المسؤولين عن إجراء الانتخابات، ينتظرون قرارات عليا، بينما لا أحد لديه رؤية أو خطة. يأتى هذا بينما رد الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية عمرو هاشم ربيع، على طلب السيد البدوى رئيس حزب الوفد تأجيل الانتخابات، بأن تأجيلها يؤثر بشكل سلبى على صورة مصر فى الخارج، ويجعل الإخوان يمسكون سلاحا لمحاربة النظام، إذ ستوحد الدعاية السياسية المضادة. ورغم دعاوى التأجيل فإن خريطة الاستعداد لمعركة انتخابات البرلمان تحمل كثيرا من التوقعات والأمنيات، فتحالف الوفد المصرى مع التيار الديموقراطى ليس مستبعدا، طبقا للوثيقة التى أعدها الدكتور عمرو الشوبكى، التى أعلن عديد من الأحزاب المدنية المشاركة فى التحالفين استعداده لدراسة الوثيقة خلال الساعات المقبلة. فشل النقابات في تحالفات «انتخابات النواب» رغم كثرة الجهود التى بُذِلَت لدعم تحالف اتحاد النقابات المهنية جميعها لخوض انتخابات مجلس النواب المقبل على قوائم مستقلة، لكن تعنت بعض الأطراف حال دون استكمال هذا التحالف، وجمع كل النقابات تحت مظلة واحدة، ليستمر تشتت النقابات المهنية بين تحالفين، أحدهما مغلق على النقابات، والآخر يضم شخصيات عامة، فى حين تظل بعض النقابات طرفا خارجيا رافضا الانضمام إلى أى من التحالفين. النقابات تفتت في تحالفين.. و«الأطباء» و«الصحفيين» خارج الدائرة فبعد اتفاق الاتحاد برئاسة سامح عاشور نقيب المحامين على خوض الانتخابات البرلمانية بقوائم خاصة، شهد الاتحاد انقساما بعد إعلان نقيب المحامين أن النقابة تستعد لتشكيل تحالف وائتلاف وطنى يجمع النقابات المهنية والعملية والأحزاب السياسية والائتلافات الشبابية والثورية لخوض الانتخابات، من أجل تكوين برلمان يعبر عن المجتمع المصرى بشكل حقيقى. المبادرة التى أطلقها عاشور لاقت قبول عدد من النقابات المهنية، بينما رفضها البعض الآخر، معللا الرفض بأنها ستقحم النقابات المهنية فى صراعات سياسية «لا علاقة لها بها»، خصوصا أن رسالتها الأساسية هى تقديم الخدمات لأعضائها، وتحسين مستوى المهنة بتدريب أعضائها، مما نتج عنه حالة من الانقسام بين النقابات. كان اتحاد النقابات المهنية أعلن خوضه الانتخابات البرلمانية المقبلة بقائمة موحدة تضم 15 نقابة؛ هى «المحامين، والتجاريين، والرياضيين، والأطباء البيطريين، والزراعيين، والعلميين، والاجتماعيين، والمرشدين السياحيين، والفنون التطبيقية، والعلاج الطبيعى، والتمريض، والصيادلة، والسينمائيين، والموسيقيين، والمهن التمثيلية»، فى حين رفضت كل من نقابات «الأطباء، والمهندسين، والصحفيين» المشاركة فى التحالف. انقسامات متعددة بمجالس النقابات المهنية مجالس النقابات المهنية الرافضة للانضمام إلى أى تحالفات من أجل خوض انتخابات مجلس النواب المقبل، أكدت أنها لا علاقة لها بالأمور السياسية، وأن المبادرات التى يتم الإعلان عنها من قِبَل بعض النقابات لتشكيل تحالفات لن تصب فى مصلحة النقابات فى نهاية الأمر. الأمر وصل حاليا إلى حدوث انقسامات متعددة، ليتم تشكيل «تحالفين» للنقابات المهنية لا «تحالفا واحدا»، أحدهما بقيادة نقيب المحامين، ويضم نقابات «المحامين، والمهن التمثيلية، والمرشدين السياحيين، والمهندسين، التى تم إقناع مجلسها بأهمية التحالف»، والآخر بقيادة أمين عام اتحاد النقابات المهنية ونقيب الاجتماعيين أسامة برهان.