شهدت ندوة المجلس الأعلى للثقافة حضورًا شبابيًّا كبيرًا على غير العادة مساء، أمس (الإثنين)، في صالون الإثنين بعنوان "جيل شكلها باظت"، التي نظمها الناقد محمد عبد الرحمن، وشارك بها الكاتب عمر طاهر. قال الدكتور محمد عفيفي، أمين المجلس الأعلى للثقافة، في بداية الندوة "الصالون فكرة محمد عبد الرحمن، والهدف منه في الأساس فتح أبواب المجلس للشباب، والتعرف على أفكار الشباب ومناقشتهم فيها".
وأضاف: " صراع الأجيال كلام خايب، ولا يوجد أمة تُبنى بصراع بين جيل قديم وآخر حديث، فلابد أن يكون هناك تواصل دائم بين الأجيال المختلفة".
وقال الناقد الفني محمد عبد الرحمن قابلت عمر طاهر للمرة الأولى في جريدة "الدستور"، وأضاف "لا يمكن تصنيف عمر طاهر ككاتب ساخر فقط، لأنه كتب شعر وكتابات سياسية وسيناريوهات أفلام".
وأضاف ساخرًا " شعرت بتردد عمر طاهر في الحضور حتى أخبرته أن الكهرباء لا تنقطع عن دار الأوبرا، وبذلك يكون هناك مكانان في مصر لا تنقطع عنهم الكهرباء، المحلة ودار الأوبرا".
قال الكاتب عمر قال في بداية حديثه "جئت اليوم أدعم تجربة محمد عبد الرحمن، وهو شخص من المقربين على المستوى الشخصي، وسأحضر بشكل مستمر صالون الإثنين"، مضيفًا "ظهرت في جيل تربى وتعلم بشكل متشابه، حتى طرق التعبير عن النفس كانت واحدة، وأيضًا البرامج والأغاني التي سمعها هذا الجيل كانت متشابهة، وهذا هو الجيل الأخير الذي كان يشبه الكتلة الخرسانية، لأن بعدها انتشر الإنترنت بشكل كبير، وأصبح الجيل متنوعًا إلى حد كبير".
وأضاف أنه عندما كتب "شكلها باظت"، لم يكن في ذهنه شيء غير جيله، الذي ارتبط بالتلفزيون وبرامج مثل "بقلظ" و"اخترنا لك" ليكتب شهادة وجود لجيله، مؤكدًا أن جيله شديد الخصوصية ومختلف عن الأجيال التي جاءت بعده ولا مبالغة في هذا.
وأضاف صاحب كتاب "طريق التوابل": "كتاب شكلها باظت نجح بشكل لم أتوقعه، خصوصًا أني كتبت أربعة دواوين قبلها وأصبحت متوقعًا لمستوى مبيعات ما أكتبه، إلا أن "شكلها باظت" فاجأني بتوزيعه حتى الآن".
وعن اختيار عنوان "شكلها باظت، قال عمر طاهر "اخترت في البداية للكتاب اسم "أنا من البلد دي"، ثم مجموعة أخرى من الأسماء التي لم تعجبني، حتى زرت صديقي إسلام لطفي، وهو الذي اقترح عليا اسم الكتاب، حيث ترد –شكلها باظت- في حوار بالكتاب، ولذلك كتبت له إهداء في مقدمة الكتاب.
كاتب "ابن عبد الحميد الترزي" قال خلال الندوة: "كتاب "شكلها باظت" سلط الضوء على فترة ما، وكتّاب كثيرون كتبوا بعدي عن هذه الفترة، حتى إعلان كوكاكولا 2014.
وأضاف متحدثًا عن جيله "جيلي كان تحت السيطرة، حتى إني وأصدقائي كنا إذا رأينا مدرس خارج المدرسة نمشي من شارع آخر خوفًا منه، والسبب أنه لم يكن هناك مساحة كبيرة للاطلاع مثل الآن فكانت هناك كتب مصطفى محمود، ومن يبحث أكثر يقرأ كتابات يوسف إدريس، ولذلك جيلي تأثر أكثر بالخطاب العاطفي لمبارك، عن الشباب الذين رفضوا هذا الخطاب بشكل كبير".
وقال طاهر ردًّا على سؤال أحد الحاضرين حول الشخصيات التي أثرت فيه، "التأثير عمومًا لا تشعر به سريعًا، ولكن تلاحظه بعض وقت، وأنا تأثرت كثيرًا ببليغ حمدي، وتعلمت منه كيف تكون رسالته بسيطة ومميزة في نفس الوقت، وأيضًا تأثرت بزياد رحباني في رفضه لكل القوالب الثابتة".
وعلق ردًّا على سؤال آخر حول شخصية برما "في يوم كتبت عن شخص متخيل يدعى "برما"، ولكن كتبت عنه بنية أن تكون مرة واحدة وانتهي منه، ولكن بعدما نال إعجاب عدد من الأصدقاء كتبت مقالات باسمه، خصوصًا أنه أتاح لي فرصة مناقشة أفكار أكثر جرأة".