الكارت بوستال الجميل الكارت بوستال القديم اللى مِلخَّص مصر طبعا فى الصميم شفناه كتير فى البازارات وفاترينات المكتبات وساعات.. على باب الهوتيل. النخلتين والأهرامات. والنيل أبو الخير العميم أسمر.. بِيتنفّس نسيم وفى ملاياتها السودا.. ملفوفة الحريم. 2
عَ التربيزات فى «الهول» تلاقى الخواجات بيبعتوا الكارت الجميل.. المصرى.. لجميع الجهات. الناس يشوفوا الكارت ييجوا يِشوفوا مصر.. والنيل.. وباقى المفردات!! 3
ربك كريم.. الكارت بوستال القديم ماعادش لسَّه فى المكان وألف رحمة عليه.. وعلى ذاك الزمان!! ▪▪▪ زمن هَبُوبْ كنَّاس سنين تزُقّ سنين اتبدّلوا المخاليق.. والجوّ.. والإحساس. ودخلنا فى التلفيق.. ومصر صارت جسم من غير راس. اللى وَرَدْ أكل اللى كان قَبْلُه والكارت بوستال الرقيق كإنّه ما اتصوَّرْش من أصَلُه أو اندفن.. تحت الزحام والناس. ماعادش باقى غير نُتُوف ذكرى وحتى دى.. حتختفى بكره والرَّكّ ع الكنَّاس. ومش حيفضل غير.. أبو الهول الكهين قاعد بيتفرج ويقلّب السنين يشوفنا.. ويهرّج: «ياللى دَوَشْتونى يا ريت تغطّونى بالرمَله من تانى.. لحدّ الراس!!» 4
أيوه الهرم موجود على حالُه ماهو إيه حيجرَى لُه؟ والنخلتين المرسومين اللى زمان بكل حب على بعضهم مالوا بنوا خرابَه مكانْهم.. اتْشَالُوا. ويا عينى على سايح دفع مالُه عَلشان يشوف الكارت واللى فيه مدهوش بيفرك مُخُّه قبل عينيه وفى حيرته غاص.. لا يكون غِلِط وراح بلد تانية -ناس طيّبين ما يعرفوش الكدب- .. لاصْ مش دى وخلاص.. محتار بيسأل مين قِدر يشيل الفلاحات اللِّى بتتعايق بمزاج مصرى أصيل وبال جميل رايق.. على ضفاف النيل بمشيَة البلاَّص؟؟ ورْدَات ربيع حلوين وشقايق والسحر كان عَ الكارت فعلا.. خاص. مسكين يبصّ لفوق.. 5
آدى العمارات الوحوش مترصَّصَة زى الجيوش غَطِّتْ فراغ الكارت.. وداست عَ الجَمَال وهجَّتِ الجِمال الجايَّة واخدة الصحرا حَرْت. القبح شاع.. سلامات يا كارت. والمركبين.. لمُّوا الشِّراع الواقع الْتَهَم الخيال.. فَ الكارت ضَاع. كلُّه هِرب. ولمّ مَنظُره.. وشال. مافضلش غير العشوائية وزحمة الناس والعيال. رحل الهدوء والدنيا سوق حتى المَبانى ما عادش فيها أى ذوق. نشاز فى الألوان و(أذكر الرحمن) و(هذا بيت فلان) نهاية للى كان وبداية تانية للزمان!! 6
والكارت بوستال القديم الكارت بوستال الجميل نِعمة.. كإنك فى النعيم كدبة كبيرة ووهم بِعناه جيل يسلِّمها لجيل.. سحرُه اللى كان كدبة كبيرة احنا اخترعناها زمان رسام فقير غلبان باعها بحق اللقمة والدخان. واحنا.. نشرناها ننشّط المكان والدنيا تيجى: أمريكان وبريطان لا يلاقوا نيل ولا جَمَال ولا نخلتين ولا جِمَال والكارت.. مش باين من الدُّخَّان شمسُه العليلة مروّحة كإنُّه حلم.. وانْصَحَى.. وراح.. فى خبر كان!!