تم، أول من أمس (السبت)، تدشين «لجنة العمل السياسى المصرى الأمريكى» (Egyptian American Political Action Commitee)، والمعروفة اختصارًا ب«EAPAC»، وذلك كأول تجمُّع من الأمريكيين من أصول مصرية فى محاولة للدفاع عن مصالح مصر فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وشرح حقيقة ما يجرى فى مصر للرأى العام الأمريكى مباشرة، والعمل على تطوير العلاقات المصرية- الأمريكية. الفكرة فى ذاتها ليست بجديدة، فهناك الكيان العملاق الذى أنشأه اليهود فى الولاياتالمتحدة والمعروف بلجنة العلاقات العامة الإسرائيلية الأمريكية، الذى بات من أقوى جماعات الضغط فى الولاياتالمتحدة، وأصبح قبلة للمسؤولين الأمريكيين والمرشحين فى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية فى الولاياتالمتحدة. مشكلتنا فى مصر والعالم العربى أننا أهملنا التوجُّه إلى الرأى العام الأمريكى، لم نقُم بأى عمل منظَّم تجاه الرأى العام هناك، لم نهتم بشرح المواقف للرأى العام الأمريكى، اكتفينا بالعلاقات الرسمية، وعندما تتأزَّم العلاقة كنا نقوم بتأجير خدمات شركات العلاقات العامة لتحسين صورة النظام المصرى، وندفع لها مئات الآلاف من الدولارات دون عمل منظّم متواصل.
لم يستقر فى وجداننا أن المجتمع الأمريكى حر مفتوح أمام الجميع، ليخاطبه بلغته عشرات وربما مئات من جماعات الضغط التى تدافع عن مصالح بلادها مع الولاياتالمتحدة، بل إن ما حدث هو أن الجماعات المتطرفة، وعلى رأسها جماعة الإخوان، كانت سباقة فى تأسيس عشرات جماعات الضغط تحت أسماء جمعيات خيرية ومراكز بحثية بهدف الدفاع عن مصالح التنظيم الدولى للجماعة لا مصالح الأوطان، بل ونجحت فى الدفع بعشرات الأعضاء إلى مراكز صنع القرار فى الإدارة الأمريكية وفى مواقع حساسة على النحو الذى ظهر جليًّا فى دور هذه الشخصيات فى إدارة أوباما.
لقد كان للأمريكيين من أصول مصرية دور مهم فى التصدّى لادعاءات التنظيم الدولى، نظَّموا عشرات المظاهرات ضد حكم المرشد والجماعة، قدَّموا كل دعم ممكن لثورة الثلاثين من يونيو، وقدَّموا لنا ملحمة رائعة فى التماسك الوطنى والدفاع عن مصالح بلدهم الأم، احتفلوا بنجاح الثورة وعقدوا مؤتمرات لدعم الرئيس السيسى، يبذلون حاليًّا جهودًا جبّارة، لنقل صورة ما يجرى فى مصر للرأى العام الأمريكى. وفى هذا السياق تكلَّلت جهود مجموعة مصرية أمريكية بالنجاح برئاسة الدكتور ماجد رياض، إذ وضعوا بنية لوبى مصرى فى الولاياتالمتحدة، وشارك فى تدشين اللوبى شخصيات مصرية جاءت من القاهرة، ومصريون يعيشون فى الولاياتالمتحدة، ونماذج رائعة من أمريكيين بعضهم خرج من الوظيفة الرسمية وبعضهم لا يزال يعمل فى مناصب حساسة منعتهم من التحدُّث فى المؤتمر أو لوسائل الإعلام، ولكنهم باحوا بالكثير من الأسرار فى الجلسات الخاصة، أسرار كثيرة عن انحياز إدارة أوباما إلى الجماعة، وكيف اخترق التنظيم الدولى البيت الأبيض، ولماذا يتغيَّر وجه أوباما ويبدو فى قمة الغضب عندما يصدر عن مسؤول أمريكى ما يفيد بأن 30 يونيو ثورة شعبية، وأن الشعب هناك يساند الرئيس الجديد، وأن السيسى حاز على أكثر من 96٪ من الأصوات الصحيحة للناخبين المصريين.. أسرار كثيرة سوف يتم الكشف عنها قريبًا.