لا يختلف اثنان علي أن المعارضة الشرسة والمظاهرات والاحتجاجات التي حدثت ضد نتائج الانتخابات الأخيرة والنظام الإيراني والتي شغلت كل العالم وطغت حتي علي أهم القضايا، هي الأولي من نوعها في إيران منذ سقوط الشاه وقيام الثورة الإسلامية سنة 1979 التي كان من أبرز مؤيديها. هذه المعارضة التي التفت حول مير حسين موسوي كرمز للتغيير والإصلاح في البلاد اشتدت منذ الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي أقيمت في يونيو 2009 والتي فاز بها المرشح المحافظ أحمدي نجاد وأيد نتائجها المرشد الأعلي للجمهورية «علي خامنئي». حيث اتهمت المعارضة بقيادة موسوي النظام بتزوير نتائج الانتخابات والتلاعب بأصوات الناخبين وهو ما نفته الحكومة الإيرانية التي أكدت أن الانتخابات جرت في جو ديمقراطي ولم تشبها شائبة. عين موسوي وزيراً للخارجية في حكومة محمد علي رجائي في 1981، وكان رئيسا للوزراء خلال الحرب العراقية الإيرانية - قبل إلغاء المنصب بدستور 1989 - وكرّم لنجاحه في إدارة الاقتصاد أثناء الحرب، وهو عضو في مجمع تشخيص مصلحة النظام. ويحمل مير حسين شهادة الماجستير في الهندسة المعمارية، ويجيد اللغتين الإنجليزية والعربية، وحظي بدعم آية الله الخميني خلال توليه منصب رئاسة الوزراء في الثمانينيات من القرن الماضي. بعد تخرجه عين موسوي عضواً بهيئة التدريس بكلية الهندسة في جامعة طهران، وبعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران تولي موسوي منصب رئيس تحرير صحيفة «جمهوري إسلامي» واشتهر آنذاك بمقالاته النارية التي دافع فيها عن الثورة في وجه معارضي النظام. ثم تولي منصب رئيس الوزراء طوال الحرب العراقية - الإيرانية قبل إلغاء المنصب نهائياً، وبعدها عاد إلي عمله أستاذاً جامعياً، وهو مهندس معماري بارز ورسام أقام معارض عدة للتصوير الفوتوغرافي والرسم. لم يتول مير حسين موسوي أي منصب رسمي بعد ذلك، واكتفي بعضوية بعض اللجان الثورية، كما كان مستشاراً للرئيس محمد خاتمي ما بين عامي 1997 و2005. يوصف موسوي أحيانا بأنه المرشح الإصلاحي، وأحيانا بأنه المعتدل، لكنه يصنف عموماً ضمن التيار الإصلاحي وله ميول اشتراكية فيما يخص القضايا الاقتصادية. في 9 مارس 2009، أعلن موسوي ترشحه لمنصب الرئاسة في إيران، وفي 16 من الشهر نفسه أعلن محمد خاتمي انسحابه من ترشحه السابق، ودعمه لمير حسين موسوي. في يونيو 2009، أعلن فوز محمود أحمدي نجاد بالانتخابات الإيرانية، وأدان مير حسين موسوي الانتخابات الرئاسية واتهم الحكومة بالتلاعب والتزوير، ويتردد الآن أنه اختفي من طهران وغادر البلاد.