الشيخ نشأت زراع امام وخطيب مسجد سنفا بميت غمر اكد خلال خطبة الجمعه ان العرب فى الجاهلية كانوا يعظمون البيت الحرام من حيث المبنى وليس المعنى من حيث الحجارة والخشب ، ولما كان الإسلام يريد استخلاص القلوب لله وتجريدها من التعلق بغيره، وتخليصها من كل نعرةٍ، وكل عصبيةٍ لغير منهج الله تعالى ، فقد انتزعهم من الاتجاه إلى البيت الحرام وشاء لهم الاتجاه إلى المسجد الأقصى لفترةٍ ليست بالقصيرة، وما ذاك إلا ليخلِّص نفوسهم من رواسب الجاهلية كذلك لحكمة اخرى منها تأليف قلوب اليهود له.. ولما رأي أنه لا فائدة من ذلك فأخذ يقلب وجهه في السماء كي يحول الله عز وجل وجهه إلي القبلة وذات يوم وهو يصلي العصر في مسجد بني سلمة نزل عليه أمين الوحي جبريل بقرآن يتلي إلي يوم القيامة :" قد نري تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فولي وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولواوجوهكم شطره . زراع اضاف ان احد العظماء الذين بنوا دولتهم وهو دكتور مهاتير محمد صاحب نهضة ماليزيا الحديثة حينما سئل عن سر التقدم قال ((حينما ارادنا ان نصلى وجهنا قبلتنا الى مكة وحينما ارادنا ان نبنى الدولة وجهنا قبلتنا الى اليابان )) فالامم تتقدم بالعمل والانتاج والعرق. والامم التى تقدمت ليس بالصدفة ولا قضاء وقدرا ولا بالبركة وانما بالعلم والعمل والعرق والاسباب والسنن نريد ان نوجه قبلتنا الان بعد مكة الى العمل والعلم والانتاج لنبنى الدولة والوطن لان الاسلام يقدس العمل حتى فى يوم العيد الاسبوعى لنا يوم الجمعة ((فاذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الارض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون )).
الشيخ نشأت اضاف ان من دروس تحويل القبلة ان الايات تكلمت عن وسطية الامة(( وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا )) ومعنى الوسط اى الافضل .فوسطية الامة فى المكان والزمان والمنهج اى بعيدة عن التشدد والعنف وتعنى وسطية بين مطالب الجسد ومطالب الروح فلا هى التى تدلل الجسد فى كل شيء ولا تحرمه من حقوقه المشروعة وسطية فى قوله تعالى (وابتغ فيما اتاك الله الدار الاخرة ولاتنسي نصيبك من الدنيا ) لاينبغى اهمال حقوق الدنيا وحظ الانسان منها بحجة العمل للاخرة ولا العكس ولكن توازن ووسطية .لان صلاح الاخرة يأتى من صلاح الدنيا والحياة فى سبيل الله كالموت فى سبيل الله واذا هملت دنياك بدعوى الزهد والرهبنة والتقشف وعدم اهميتها فانت محاسب ومعنف فى ذلك لانك لاتعرف فقه الاسلام . انها وسطية فى اشياء كثيرة لايتسع المجال لذكرها مضيفا لكن للاسف اليوم ابتليت الامة بجماعات تتدعى الاسلام وهى شوهت الاسلام فى العالم وترتكب القتل وقطع الرؤس للخلاف السياسي ونهجت نهج الخوارج بل فاقت تصرفاتهم اجرام الخوارج اين الوسطية هنا انه انحراف مفضوح واذا كان نتكلم عن السلم ورسالة السلام فلاننسي كلمة فضيلة شيخ الازهر الذى وجهها للعالم فى افتتاح مونديال البرازيل لكأس العالم وهى من اعظم الكلمات التى تبين للعالم فلسفة الاسلام دون غموض وهى ان العالم باكمله اسرة واحدة وان العلاقة بيننا هى للتعارف والتكامل وتبادل المنافع .
زراع طالب بنشر روح السلام والمساواة بين الناس، وبث مشاعر المحبة والأخوة، والقضاء على نوازع الظلم والشر والتمييز بين البشر، وفرصة لمساعدة الضعفاء والفقراء والمرضى والمحرومين، وهذه هي القيم التي تحتاجها مجتمعاتنا الآن، وتزكيها الروح الرياضية، ولن يجدها الناس إلا في هدى الرسالات الإلهية والأديان السماوية ولكن اتمنى ان تمر رسالة شيخ الازهر اولا قبل وصولها للبرازيل ان تمر على العراق وسوريا وليبيا ليسمعها جماعات الشر مثل داعش والقاعدة وغيرها من الخوارج التى تقتل الناس بدم بارد اتمنى ان يسمعها كل متعصب لجماعته ومذهبه وفكره يسمعها كل مغيب ومضلل يسمعها كل منحرف ان السلام الذى امر به الاسلام هو سلام للبشرية باكملها .
وتحدث فى النهاية عن قضية التحرش الذى اصابت كل مصرى شريف بالحزن والالم لان ماحدث هو اعتداء على المرأة المصرية وليس على هذه السيدة فقط .وكشفت عن بلادة وندالة كثير من الشباب وعدم اكتراثهم بالامر وهى للاسف صفة الخنازير الذى لايغار على العرض-- زمان فى مجتمعنا المصرى لو امراة حدث لها مكروه فان الجميع يهب لانقاذها ومساعدتها والان ماذا حدث لكثير من شبابنا شباب يتفرج ويشارك فى الجريمة ويصور -للاسف فقد انسانيته وقال سمعتنا فى العالم اننا من اوائل الدول فى التحرش واوائل الدول فى التدين كيف يجتمع النقيضان الا اذا كان تدين سطحى مغشوش ..فلانستحق الحياة اذا انتشر بيننا التحرش للنساء فالمراة نصف المجتمع عددا وقيمة وقامة شاركت فى العمل السياسي والاجتماعى وبناء الدولة ويجب تشديد عقوبة التحرش والاغتصاب التى انتشرت فى مصر.