عاش أهالي قرية دوار جبلة علي الأمل في إصلاح أحوال القرية فور الإعلان عن زيارة السيدة سوزان مبارك قرينة رئيس الجمهورية لها فتم رصيف مدخل القرية وطريقها في أقل من 24 ساعة وعندما تم إلغاء الزيارة توقفت أعمال الرصف كما توقفت جميع أعمال التطوير في القرية التي يسكنها أكثر من 15 ألف نسمة وبها أفضل مركز صحي حضري علي مستوي المحافظة افتتحته الوزيرة مشيرة خطاب أثناء زيارتها القرية وتسمي دوار جبلة بالقرية الحائرة لأنها تتبع مركزين في آن واحد فهي خاضعة إدارياً لمركز سنورس في جميع القطاعات الصحية والتعليمية والإدارية أما في التصويت الانتخابي والكهرباء ومياه الري والصرف الصحي فهي خاضعة لمركز طامية، الأمر الذي أدي إلي غياب الخدمات وحيرة الأهالي بين المركزين والكل ينكر علاقته بها ولكن أخطر ما تواجهه هذه القرية أنها بها أكثر من 1200 فدان مهددة بالبوار بسبب النقص الدائم لمياه الري حتي إن أكثر من 500 فدان كانت مزروعة بالقطن جفت كما أن أهلها يزرعون أكثر من 500 فدان فيها بمياه الصرف التي تنبعث منها الروائح الكريهة وهذا بعد تلوث بحر المصاطب بمياه الصرف الزراعي المختلطة بمياه الصرف الصحي ومع الوقت جفت مياه بحر المصاطب فاضطر الأهالي لري أراضيهم بمياه الصرف الصحي، وتم عمل أكثر من 18 فتحة للري علي البحر إلا أن المهندسين رفعوها بحيث لا تسمح بوصول المياه إلي الأراضي. وبالرغم من احتضان القرية دير الرهبان أحد أكبر أديرة الفيوم فإن الدير نفسه يعاني نقص مياه الشرب وانتشار الروائح الكريهة نتيجة انتشار المصارف كما أن بحر المصاطب كان من المقرر أن تتم تغطيته وبالفعل تمت تغطية 65 متراً منه إلا أن العملية توقفت مع إلغاء زيارة السيدة سوزان مبارك، وبالرغم من أن محافظ الفيوم قام بنفسه قبل نحو عامين بزيارة القرية بعد أزمة حادة في مياه الشرب كادت تؤدي إلي ثورة عطش بالقرية، فإنه يبخل علي الأهالي بزيارة أخري لوضع حلول لانتشار المصارف ومياه الصرف الصحي التي أدت إلي إصابات كثيرة بالفشل الكلوي وأمراض الكبد لكن يبدو أنه لا يتحرك إلا بعد حدوث الكارثة.